الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هزاع بن زايد: المشاريع الاقتصادية المتطورة جزء مــن المشهد الحضاري والتنموي الشامل في الإمارات

هزاع بن زايد: المشاريع الاقتصادية المتطورة جزء مــن المشهد الحضاري والتنموي الشامل في الإمارات
25 مايو 2017 12:59
هاشم المحمد، حاتم فاروق، وام (أبوظبي) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي حفل إطلاق مشروع أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم والتي تقام في منطقة سويحان في أبوظبي بتكلفة 3.2 مليار درهم، لتعزيز جهود أبوظبي الرامية إلى ضمان كفاءة واستدامة وأمان خدمات الإمداد بالمياه والكهرباء وتحسين إدارة الطلب وتحقيق التنويع الاقتصادي باعتماد مصادر بديلة للطاقة. حضر حفل إطلاق المشروع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وعدد من المسؤولين الحكوميين والمتخصصين في مجال الطاقة في الدولة. وقال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان إن هذا المشروع العملاق يرسخ مكانة أبوظبي الرائدة كعاصمة لأحدث الممارسات الاقتصادية والبيئية والتكنولوجية على مستوى العالم، كما أنه يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بخلق بدائل ناجعة في مجال الطاقة، باتجاه التخلي عن النفط كمصدر وحيد للاقتصاد الإماراتي». وأضاف سموه أن هذه الخطوة الكبيرة هي جزء من الاستراتيجية التنموية الشاملة التي تقودها أبوظبي في جميع المجالات، والتي تعد إنجازا حقيقيا، ليس بالنظر إلى المخرجات المتوقعة فحسب، بل في السياسات المدروسة التي تقود إلى النهوض بهذه المشاريع وفقا لأفضل ممارسات الحوكمة مع مراعاة الكلفة المنخفضة والعوائد المرتفعة وسرعة الإنجاز. وأكد سمو الشيخ هزاع بن زايد أن هذه المشاريع الاقتصادية المتطورة، هي جزء من المشهد الحضاري والتنموي الشامل في الإمارات، وهي تنطلق من الإيمان بضرورة الاستثمار في المستقبل، وانخراط جميع أبناء الدولة في عملية البناء، واحتضان الروح الطموحة لدى الشباب الراغبين برؤية وطنهم يحقق المزيد من التقدم وينافس على الساحة الدولية بما يملكه من طاقات وإمكانات وقدرة دائمة على الإبداع والابتكار». وقال سموه « إننا فخورون بالشراكات العالمية لإنجاز هذا المشروع الذي يسهم في خلق بنى تحتية علمية وتكنولوجية متقدمة، إذ لابد أن يترافق المشروع مع إنشاء مراكز دراسية وبحثية متقدمة تسهم في دفع عجلة المسيرة الاقتصادية والتكنولوجية وتضع الإمارات في مراكز متقدمة على خريطة اقتصادات المعرفة في العالم». وعلى هامش الحفل الذي أقيم في قصر الإمارات، وقعت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، إلى جانب الائتلاف الفائز بتنفيذ المحطة، اتفاقيات الإغلاق المالي مع الجهات الممولة للمشروع الذي سيزود الشبكة المحلية بنحو 1177 ميجاوات من الكهرباء اعتباراً من الربع الثاني عام 2019. وسيتم تنفيذ المشروع الذي سيوفر الطاقة بأكثر الأسعار تنافسية على مستوى العالم، على غرار مشاريع المنتج المستقل السابقة لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، حيث تمتلك الهيئة وحكومة أبوظبي نسبة 60% من المشروع، في حين يتقاسم الائتلاف العالمي الذي فاز بعطاء المشروع، والمكون من شركتي ماروبيني اليابانية وجينكو سولار الصينية، نسبة الـ40% المتبقية. ويشمل المشروع تطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة المحطة المستقلة التي سيتم إنشاؤها في منطقة سويحان أي على بعد حوالي 120 كيلومترا من مدينة أبوظبي. ويعادل إنتاج المحطة البالغ 1177 ميجاوات ضعف ما تنتجه أكبر محطة في العالم حالياً وهي محطة كاليفورنيا للطاقة الشمسية، التي تنتج 550 ميجاوات. وسيعود المشروع بفوائد عديدة اقتصادية ومالية وبيئية واجتماعية، إذ تكفي الطاقة المولدة لتزويد مئات الآلاف من المنازل بالكهرباء، بينما سيحول تنفيذه دون إطلاق ما يزيد على 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، إضافة إلى ما يتم إطلاقه من انبعاثات كربونية عند إنتاج هذا القدر من الطاقة الكهربائية بالطريقة التقليدية. ويعادل أثر المشروع أيضا زراعة أكثر من 17 مليون شجرة بكل ما يعنيه ذلك من عوائد إيجابية على البيئة. وعلى الصعيد الاقتصادي، يسهم المشروع في تنويع مصادر الطاقة انسجاما مع خطة أبوظبي بشأن إيجاد قطاعات بديلة تسهم في التنوع الاقتصادي. كما يقدم المشروع أكثر الأسعار تنافسية على مستوى العالم حتى الآن وبواقع 8.888 فلس/‏‏ كيلو وات ساعة، وهو ما يعادل 2.42 سنت/‏‏ كيلووات ساعة، إضافة إلى أنه سيحقق وفرا كبيرا في الغاز الذي يستخدم حاليا في محطات توليد التيار الكهربائي. ويأتي المشروع كذلك في إطار أهداف خطة أبوظبي التي تتمثل في إيجاد قطاع مياه وكهرباء وصرف صحي مستدام، يضمن الاستغلال الأمثل للموارد، ويندرج تحت استراتيجية الحكومة الهادفة إلى بناء منظومة متكاملة للماء والكهرباء المنتجة من مصادر متجددة وتقليدية والتي تعتمد على حلول مبتكرة ومستدامة. وبموجب اتفاقية لشراء الطاقة، ستقوم شركة أبوظبي للماء والكهرباء إحدى شركات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، بشراء صافي الطاقة الكهربائية المنتجة من المشروع لمدة 25 عاما من تاريخ التشغيل التجاري للمشروع. برنامج الخصخصة من جانبه، أشاد عبد الله علي مصلح الأحبابي رئيس مجلس إدارة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بالدعم الكبير لقطاع الماء والكهرباء في الإمارة الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مؤكدا نجاح برنامج خصخصة قطاع الماء والكهرباء الذي انتهجته الهيئة، وأهميته في تعزيز أسس الشراكة مع القطاع الخاص وتبادل الخبرات والاستفادة من أحدث التقنيات في هذا المجال، إضافة إلى جذب الاستثمارات المالية العالمية، وخلق فرص عمل جديدة. وأضاف أن النجاح في إنجاز عملية الإغلاق المالي لمشروع الطاقة الشمسية في سويحان جعل الهيئة محط أنظار الكثيرين ممن يتطلعون إلى تطبيق مثل هذه البرامج في بلدانهم، موضحا أن برنامج المنتج المستقل يعد واحدا من أهم البرامج على مستوى العالم، ويتجلى ذلك من خلال النظر إلى المنجزات التي حققتها الدول المتطورة عبر تبنيها برامج خصخصة قطاعات الخدمات. وأكد أن النهج الذي تسير عليه حكومة أبوظبي نحو التميز في قطاع الطاقة بات واضحا، حيث ستتمكن عند تشغيل المحطة بالإضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية السابقة من توفير ما يزيد على 7% من الطاقة الكهربائية المستهلكة في الإمارة من مصادر نظيفة. وأشاد الأحبابي بتجربة حكومة أبوظبي معتبرا أنها «الأفضل عالميا» من حيث كمية الطاقة المنتجة وحجم الاستثمارات الأجنبية بالنسبة إلى حجم الاقتصاد المحلي، وكذلك صفقات التمويل التي ساهمت فيها مؤسسات مالية عالمية وإقليمية ومحلية هي الأخرى من بين أفضل الصفقات التي عرفتها تجارب الخصخصة في العالم، بما يعكس متانة اقتصاد إمارة أبوظبي والشفافية العالية التي تعتمدها في تنفيذ مشاريعها، وأثر ذلك في زيادة ثقة المستثمرين محليا وعالميا بجدوى الاستثمار في الفرص المتاحة بالدولة، مشيرا إلى أن القدرة التنافسية التي شهدها تمويل هذا المشروع أظهرت أهميته البالغة من حيث استقطاب كبرى المؤسسات المالية المحلية والعالمية. العروض التنافسية من جانبه أوضح الدكتور سيف صالح الصيعري، مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بالإنابة أن هذا الحدث يعد تتويجا لعملية تنافسية تم الإعلان عنها في السوق العالمي بتاريخ 25 أبريل 2016، حيث أبدت 6 ائتلافات عالمية رغبتها في التنافس لتنفيذ المشروع وكان العرض الأكثر تنافسية هو العرض المقدم من قبل ائتلاف ماروبيني وجينكو سولار. وأشار إلى أن هيكل التعرفة المبتكرة «WLEC» لهذا المشروع أسهم في تحفيز الشركات للمشاركة في تنفيذه، بالنظر إلى ذروة الإنتاج الذي سوف يكون في أشهر الصيف، مما يشكل دافعا لمقدمي العروض لتصميم المشروع على النحو الذي ينتج أكبر كمية ممكنة من الطاقة في وقت ذروة الطلب على الكهرباء في أبوظبي، ما يسهم في تمكين شركة أبوظبي للماء والكهرباء من الاستفادة لأقصى حد من وفورات الوقود. الوضوح والشفافية وأعرب هيروهيسا مياتا ممثل شركة ماروبيني اليابانية خلال كلمة ألقاها في الحفل عن تفاؤله إزاء هذه الشراكة مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي. وأشاد بعملية تقويم العروض وشفافيتها ووضوحها، ما حقق رضا المتنافسين جميعا. وقال إن المشروع كان له أثر كبير في سوق الطاقة الكهروضوئية في العالم. وأضاف «جذب المشروع أنظارنا كما جذب أنظار كبار مطوري قطاع الطاقة الشمسية في العالم، وحقق عملية تنافسية لم يشهدها السوق من قبل». يذكر أن شركة ماروبيني تدير حاليا ما يزيد على خمسين مشروعا في مجال الطاقة الشمسية في العالم. بيئة نظيفة وأعرب تشارلز باي رئيس الوحدة الدولية في شركة جينكو سولار الصينية عن تقديره للاحترافية في إدارة المنافسة الدولية على هذا المشروع المهم، مؤكدا أن نجاح هذا المشروع سيؤدي إلى المزيد من المبادرات في هذا المجال على مستوى العالم لخلق بيئة نظيفة مستدامة. كما أشاد بتوجهات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي نحو الطاقة النظيفة. وقال «إنها توجهات مثيرة للإعجاب، عمقت التنافسية الدولية في مجال الطاقة النظيفة، ما سيكون له الأثر البيئي الإيجابي على البيئة في العالم بشكل عام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©