الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل واستراتيجية الدرع الصاروخية

إسرائيل واستراتيجية الدرع الصاروخية
20 سبتمبر 2009 00:32
بموازاة مع ضغطها في اتجاه تحرك دولي ضد برنامج إيران النووي، تعمل إسرائيل على جمع واحد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً في العالم، وهو عبارة عن مجموعة متعددة المستويات من الأسلحة التي تهدف لحماية إسرائيل من صواريخ «جراد» قصيرة المدى التي استُعملت لضرب مدن مثل عسقلان التي أوجدُ بها، إلى الصواريخ العابرة للقارات. وهذا الجهد، الممول في جزء منه من قبل الولايات المتحدة ويشمل نظام رادار أميركي متقدم وتكنولوجيا أخرى، يتقدم بهدوء منذ عقدين، ولكنه اليوم بلغ مستوى من النضج الذي يقول عنه محللون لشؤون الدفاع الإسرائيلي، وآخرون، إنه يمكن أن يبدأ في تغيير القرارات الاستراتيجية في المنطقة. وهذا الجهد، الذي يتركز على نظام «آرو 2» المضاد للصواريخ والذي دخل الخدمة منذ فترة، يتم حالياً توسيعه ليشمل «آرو 3»، وهو نظام ذو مدى أطول، وصاروخ «مقلاع داوود» المصمم لضرب الصواريخ المحلقة على مستوى أكثر بطئاً وانخفاضاً، ونظام «القبة الحديدية» المصمم لتدمير صواريخ «جراد» و«كاتيوشا» و«القسام» وغيرها من الصواريخ قصيرة المدى التي تطلق من قطاع غزة وجنوب لبنان. وحين يتم نشر نظام «آرو» و«القبة الحديدية» العام المقبل، سيصبح في حوزة إسرائيل «شيء لفرض استقرار الوضع: العلم بأن أي هجوم عليها سيكون مصيره الفشل»، كما يقول أوزي روبن، مستشار شؤون الدفاع الصاروخي الذي أدار برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي في التسعينيات. ويضيف روبن قائلا إن إيران لا يمكنها أن تكون واثقة من نجاح ضربة أولى ضد إسرائيل، في حين ستجد منظمات مثل «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان واحداً من أكثر تكتيكاتها تفضيلا محيَّداً وعديم الأهمية. ومعلوم أن تطور تكنولوجيا صواريخ إيران، إضافة إلى برنامجها النووي المستمر، يشكلان مصدر القلق الأساسي بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى إسرائيل وبلدان أخرى من الشرق الأوسط. غير أنه إلى جانب الجهود الدبلوماسية الرامية لإقناع إيران بكبح جماح طموحاتها النووية، طورت إسرائيل برامج دفاعها الصاروخي وإيران حاضرة في أذهان المخططين. وكانت إدارة أوباما قد ألغت هذا الأسبوع مخططاً أميركياً يعود إلى عهد إدارة بوش يقضي بنشر نظام مضاد للصواريخ طويلة المدى في جمهورية التشيك وبولندا، حيث قالت إنها ستنتقل إلى نظام متوسط يتماشى على نحو أفضل مع تقييمها لما تستطيع إيران القيام به. ولكن في إسرائيل، يعتبر هذا الموضوع من أولى أولويات السياسة الخارجية للبلاد، على رغم وجود تقييمات إسرائيلية مختلفة لمدى قرب إيران من اكتساب سلاح نووي؛ حيث قال مدير جهاز الاستخبارات «الموساد» للجنة تابعة للبرلمان الإسرائيلي هذا الصيف إن إيران ما زالت، ربما، في حاجة لخمس سنوات لاكتساب قنبلة نووية، في حين لم يستبعد رئيس الاستخبارات العسكرية حدوث ذلك بنهاية العام الجاري. غير أن رئيس الوزراء نتنياهو ينظر إلى الأمر باعتباره تهديداً وشيكاً. فخلال زيارة حديثة لألمانيا قال نتنياهو إن البرنامج الإيراني يمثل «مصدر تهديد لإسرائيل ومصدر تهديد للمنطقة ومصدر تهديد للسلام في العالم... ليس لدينا الكثير من الوقت». كما رجح بعض المحللين الإسرائيليين أن تكون زيارة أخرى قام بها نتنياهو مؤخراً إلى روسيا لها علاقة بمجموعة القضايا الواسعة المتعلقة بإيران، ومن ذلك بيع روسيا الممكن لإسرائيل لصواريخ متطورة مضادة للطائرات، واحتمال ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في حال لم تتمكن الولايات المتحدة وأوروبا من إيجاد حل آخر. واللافت أن النمو المطرد للدفاعات الصاروخية للبلاد يلقي بضوء مختلف على العقيدة العسكرية الإسرائيلية وحس الهشاشة لديها؛ حيث قال وزير الدفاع إيهود باراك هذا الأسبوع إنه لا يعتبر برنامج إيران النووي «تهديداً وجودياً» لأن «إسرائيل قوية». والواقع أن جزءاً من تلك القوة يكمن في قدراتها النووية - التي لم تعترف بها إسرائيل يوماً ولكن يعتقد على نطاق واسع أنها موجودة- بينما يكمن جزء آخر في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في حال تعرض هذه الأخيرة لهجوم. على أنه يكمن أيضاً في حسابات تخلص إلى أن ما يكفي من القواعد الجوية والمنشآت العسكرية الإسرائيلية الأخرى ستصمد في وجه ضربة أولى على نحو يجعلها قادرة على الرد بفعالية. وفي هذا الإطار، يذهب بعض المراقبين إلى أن الردع -الرد أو الانتقام المضمون- من النوع الذي وصلت إليه ذات يوم الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من خلال نشر رؤوس نووية في الغواصات والحفاظ على قاذفات القنابل محلقة في الجو هو ما تسعى إليه إسرائيل عبر أنظمتها المضادة للصواريخ. وفي هذا السياق يقول روبن، مستشار شؤون الدفاع، إن إيران «راديكالية، ولكن ذلك لا يعني أنها غير عقلانية»، مضيفاً «إنهم يريدون تغيير العالم، وليس الانتحار». وتعود جذور البرنامج الإسرائيلي إلى الثمانينيات والقلق من اكتساب سوريا المفترض لأسلحة كيماوية، ولكن البرنامج اكتسى طابعاً ملحاً واستعجالياً في حرب الخليج الأولى، حين سقطت قرابة 40 صاروخاً عراقياً من طراز «سكود» على منطقة تل أبيب. وفي عام 2000 تم نشر نظام «آرو»، ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل والولايات المتحدة تقومان بمناورات في الدفاع الصاروخي المشترك كل سنتين للعمل على إدماج الأسلحة والرادارات وأنظمة أخرى للبلدين. وفي هذا الإطار، حصلت إسرائيل على نظام رادار «إكس-باند» الأميركي المتطور الذي نشر في صحراء النقب. كما يقول مسؤولو صناعة الدفاع الإسرائيلية إن لدى البلاد إمكانية الاطلاع على معطيات وبيانات بعض الأقمار الاصطناعية الأميركية في الزمن الحقيقي تقريباً، وهو جزء مهم من نظامها للاستشعار المبكر. هاورد شنايدر - عسقلان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©