السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهمة التعريف بالإسلام

20 سبتمبر 2009 00:33
يُظهِر آخر استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للبحوث، بعد ثماني سنوات من هجمات 11 سبتمبر الإرهابية ، توجهاً لا لبس فيه مفاده أن الأميركيين بدأوا ببطء، ولكن بخطى ثابتة، يقدّرون جهود مواطنيهم المسلمين وتطلعاتهم. وقد يكون هذا التوجه نتيجة لأن حوالي نصف الأميركيين يقولون إنهم يعرفون شخصاً مسلماً بصورة شخصية. وتثير حقيقة أن العدد الكبير من الأميركيين يعترفون بأنهم يعرفون مسلماً الدهشة إذا أخذنا في الاعتبار أن المسلمين الأميركيين يشكّلون أقل من 2 في المئة من مجموع سكان الولايات المتحدة. ويشير الاستطلاع نفسه إلى أن نسبة الأميركيين الذين يرون الإسلام على أنه دين عنف بلغت أقل حد لها في السنوات الأخيرة، على رغم أنها لم تنخفض عن نسبة الـ 25 في المئة التي سجلها أول استطلاع لمركز «بيو» حول هذا الموضوع بعد فترة وجيزة من هجمات 11/9 الإرهابية. ويأتي أكبر تغيّر في المواقف بين «الجمهوريين» المحافظين، وهو أمر مثير للاستغراب، حيث انخفضت نسبة الذين يعتبرون الإسلام دين عنف بواقع 13 نقطة. وتترافق مع هذا التوجه الإيجابي النتائج التي تُظهِر أن عدداً أكبر من الأميركيين، بواقع 6 من كل 10، يقولون إن المسلمين يتعرضون «للكثير من التمييز». وعلى رغم أن عامل الشعور المعمّق مع المسلمين قد ازداد، تبقى المعرفة بالمسلمين والإسلام منخفضة إلى درجة تدعو إلى الأسف.إذ يجد ثلثا الناس من غير المسلمين أن الإسلام «مختلف جداً أو مختلف إلى حد ما» عن أديانهم. ولا شك بأن تغير المواقف تجاه الإسلام والمسلمين جاء نتيجة لأن عدداً أكبر من الأميركيين المسلمين يبذلون الوقت والجهد للوصول إلى جيرانهم وزملائهم محاولين إزالة سوء التفاهم حول دينهم. وكذلك اتخذ قادة أميركيون كبار في السنوات الأخيرة خطوات استثنائية لتذكير زملائهم الأميركيين بالمساهمات القيّمة التي يقدمها المسلمون الأميركيون. «رأيت صوراً مع مقال لامرأة في مقبرة آرلنغتون ورأسها على شاهدة قبر ابنها... باستطاعتك رؤية الكتابة على الشاهدة، وهي عبارة عن قائمة بالأوسمة التي حصل عليها، القلب الأرجواني، النجمة البرونزية، وتظهر الشاهدة أنه قتل في العراق. كان يبلغ العشرين من العمر. وعلى رأس الشاهدة كان هناك هلال ونجمة، مما يدل على أنه مسلم. كان اسمه كريم رشاد سلطان خان، وكان أميركياً. كان عمره 14 سنة يوم 11 سبتمبر، وانتظر حتى أصبح بإمكانه الذهاب لخدمة وطنه، وقدّم حياته له». هذا ما قاله الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الخارجية الأسبق في مقابلة مع برنامج «قابِل الصحافة» في أكتوبر 2008. وقد أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً في حفل إفطار أثناء شهر رمضان المبارك: «مثلها مثل المواطنين الأميركيين على اتساعهم، تتسم الجالية الأميركية المسلمة بدينامية استثنائية في التنوع، ولها أسر تعود جذورها عبر أجيال، ومهاجرون جدد، ومسلمون من أعراق لا تعد ولا تحصى، ولها جذور في كل زاوية من زوايا العالم. إن مساهمات المسلمين في الولايات المتحدة بالطبع أطول من أن تستطيع تسجيلها في قوائم، لأن المسلمين جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعاتنا وبلدنا. فقد برز المسلمون الأميركيون ونجحوا في الفنون والرياضة والعلوم والطب. وهم إضافة إلى ذلك آباء وأمهات ناجحون وجيران طيبون ومواطنون صالحون». وقد يكون أوباما ذكر هنا ما هو بديهي، ولكن إن استطاع المزيد من زعماء الرأي الأميركيين أن يجدوا الشجاعة لأن يفعلوا ذلك بالذات، فإن التوجه نحو المنظور الأكثر إيجابية للإسلام والمسلمين سيتسارع دون شك، وستكون أميركا في موقف أفضل. ويمكن القول إن على الأميركيين المسلمين أن يضاعفوا جهودهم للوصول إلى جيرانهم وزملائهم. كما يتعين على الأميركيين من ديانات أخرى أن يردوا بالمثل. ولاشك أن التفاهم هو طريق ذو اتجاهين. كما على المسلمين كذلك أن يضاعفوا جهودهم لفهم ديانات الشعوب الأخرى. وإذا أخذنا في الاعتبار التوترات السياسية العالمية وعدم الاستقرار الاقتصادي ومصادر القلق البيئي، نرى أن الحاجة لتحديد أرضيتنا المشتركة والعمل معاً من أجل الصالح العام أمر في غاية الإلحاح. برفيز أحمد أستاذ مشارك في كلية المالية بجامعة شمال فلوريدا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©