الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أيام الشارقة» تستعيد ترنيمة الحياة الثقافية والاجتماعية

«أيام الشارقة» تستعيد ترنيمة الحياة الثقافية والاجتماعية
7 ابريل 2014 20:34
من قلب الإمارة الباسمة عبر احتفالية زاخرة بملامح الزمن الجميل، تستعيد أيام الشارقة التراثية ترنيمتها الثقافية والاجتماعية، لتلبس ثوباً جديداً في دورتها الثانية عشرة على التوالي، منطلقة بفعاليات وأنشطة متنوعة ذات دلالات حضارية وتاريخية، وذلك بدءاً من 6 حتى 25 أبريل الجاري، لتستقرئ من خلالها صفحات من تراث وماضي الإمارات العريق، وتعيش مفردات وتفاصيل من حياة شعبه الأصيل. أزهار البياتي (الشارقة) تحت شعار جديد وهادف يرفع عنوان «التراث الإسلامي خيمة واحدة»، ليأتي منسجماً مع اختيار مدينة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014، احتضنت ساحة التراث في المنطقة القديمة بالإمارة، حزمة من الفعاليات والبرامج تحيي التاريخ الإنساني والحضاري، وهو ما أوضحه عبدالعزيز المسلم المنسق العام لمهرجان أيام الشارقة التراثية، بقوله: إنه في هذا الشهر من كل عام تحتفي الشارقة بعرسها الثقافي والتراثي اللافت، متنعمة برعاية كريمة من القيادة الحكيمة، ووسط استقطاب جماهيري وإعلامي كبير، يعكس حجم الاهتمام الذي يحظى به هذا الحدث السنوي المميز، بكل ما يتضمنه من برامج وأنشطة وفقرات ثقافية وتراثية وترفيهية، مؤرخاً في حيثياته لجوانب متعددة وبارزة من موروثاتنا الشعبية والإنسانية، وكاشفاً عن بعض من كنوز ماضينا الأصيل، من خلال فعاليات مختلفة ومتنوعة، هدفها رصد مشاهد حية من حياة الآباء والأجداد، وقراءة مستنيرة للتاريخ ستكون ذاكرة وخزينة للأجيال الحاضرة والقادمة من شباب الوطن. مناسبة خاصة ويتابع: لقد رفعنا في هذه الدورة شعار «التراث الإسلامي خيمة واحدة» ، تتوجياً للشارقة واختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية، كونها تعد مناسبة جاءت في عام خاص، حيث تستعرض هذه المدينة المتميزة إمكاناتها من جديد، كحاضنة للثقافة والفنون، واعدة العالم بآفاق أرحب وألوان أزهى وأشمل، ترسم ملامح الإبداع والثقافة والتاريخ، التي لطالما عرفت كنهج وأسلوب متبع في شارقة الإمارات، يعود لبدايات نهضتها الحديثة. المسلم أشار إلى أن «أيام الشارقة التراثية» ليست كبقية الأيام، فهي تعتبر مدرسة حية للتراث تسرد حكايات الماضي للزمن الحاضر، مقدمة تجارب استثنائية وفريدة لمن أراد أن يختبر الأمس ويعايش شيئاً من حياة الأولين، وربما يتضح هذا المعنى من خلال قراءة سريعة لأهم ما تضمه برامج هذا المهرجان، والتي استقطبت هذه المرة مزيداً من المنظمات والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة، مع جمعيات الفنون والمراكز الحرف اليدوية من أنحاء الدولة كافة، معتمدة على خبرات المعارف الشعبية عماداً لها، لتتوجه بجملة من الفقرات والأقسام تتوزع ما بين برامج المقاهي الثقافية، والمهن والحرف التقليدية، مع السوق الشعبي، والصور المجسدة للبيئات الإماراتية القديمة، كالبيئة الجبلية، الساحلية، الزراعية، مع حياة البدو الرحل والصحراء، بالإضافة للندوات والجلسات الحوارية المجدولة. ولم تغفل أيام الشارقة التراثية عن فئتي الأطفال والناشئة، مقدمة لهم قرية متكاملة المعالم، تضم مجموعة من الأنشطة الترفيهية الممتعة، وضمن فقرات غنية مرحة، فيها نصيب وافر للألعاب الشعبية القديمة، مع حصة للورش التعليمية والإبداعية، كورشة فن طي الورق «الأوريجامي»، وركن المرسم الحر والتلوين، الذي يختبر من خلاله الصغار قدراتهم الفنية بالرسوم التعبيرية التي تصور مفردات التراث، بالإضافة لعروض خاصة بالأزياء التراثية، حيث يرتدي فيها البنات والأولاد على حد سواء نماذج تقليدية من الأزياء الإماراتية الشعبية الموروثة، بالإضافة إلى دور مهم سيلعبه الراوي أو «الحكواتي» الذي سيسرد لهم يومياً قصصاً وأساطير من التراث الشعبي في المنطقة. تراث عمراني تحتوي قرية الإمارات على أركان متعددة تستعرض العديد من التراث العمراني، مع الحرف اليدوية والشعبية، والمهن والصناعات التقليدية التي كانت تتميز بها نساء الإمارات، ومنها صناعة السفافة والنسيج، وشغل التلي وزينة الأثواب الخليجية، وكيفية تركيب العطور العربية وخلط البخور، مع صناعة الدمى التراثية، كما تقدم نموذجاً حياً لغرفة العروس والزهبة وملابسها وحليها الذهبية وكافة أدواتها وحوائجها المعروفة في المنطقة منذ أجيال. معرض وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي قامت إدارة المهرجان باحتضان جناح خاص يهتم بالحرف اليدوية والصناعات الشعبية للدول الإسلامية من قارتي آسيا وأفريقيا، مستضيفين حوالي 38 من النخبة من الحرفيين والمبدعين والمنحدرين من بلدان إسلامية عريقة عدة، وفي مجالات متعددة منها صياغة الحلي، والنقش على الفضة، مع الحفر على الخشب، ونسج السجاد، وصناعة السيراميك وتلوين الخزف، وفنون التطريز والغزل والنسيج، مقدمين جميعاً عروضاً مباشرة وحية أمام الجمهور، تستعرض موهبتهم ونتاجهم الفني والإبداعي. أما الخيام الإسلامية، فهي عبارة عن خيام موزعة في ساحة التراث تعود لدول إسلامية عدة جاءت لتدلوا بدلوها في هذه التظاهرة الشعبية والحضارية المميزة، للمساهمة في استعراض ملامح جلية من تراثهم الشعبي وحرفهم اليدوية، مع تقديم حي وتحضيري لأهم أطباقهم الشعبية، بالإضافة لاستعراضات يومية لفرق موسيقية راقصة من فنونهم الفلكلورية والشعبية والمختلفة من بلد لآخر. سوق «أول فال» كما اهتمت أيام الشارقة التراثية في هذه الدورة بفئة الشباب والناشئة، مقدمة لهم فرصاً سانحة تحتضن مشاريعهم الصغيرة وأفكارهم التجارية، من خلال 18 عربة خشبية تقليدية وجذابة لحد بعيد، اصطفت على جوانب الممرات لتستعرض أجزاء من قدراتهم ومواهبهم الفنية واليدوية، وفي عدة مجالات منها صناعة الاكسسوارات، طباعة الملابس والقمصان، تحضير الوجبات الخفيفة والحلويات، مع تقديم العصائر والمشاريب كعربة شاي الكرك حليب الزنجبيل وخلافه. والسوق الشعبي تقليد متبع في المهرجان عبر أكشاك ودكاكين متراصة تكون في العادة فاتحة خير على الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع المنزلية من المواطنين، يستعرض العديد من الصناعات التراثية والمنتجات الحرفية في حقل صناعة الملابس وتركيب العطور والاكسسوارات المنزلية، بالإضافة لسوق «خوصة بوصة» المخصص للصغار من عمر 5 إلى 12 سنة، الذي يقدم للطفل والتاجر الصغير فرصة جذابة لاستعراض مواهبه في حقل التجارة والبيع والشراء، ويعلمه الثقة بالنفس وأبجديات التعامل مع الآخرين. البرنامج الفكري والثقافي اهتم القائمون على أيام الشارقة التراثية بالجوانب الثقافية والفكرية للمهرجان، عبر جدول يومي حافل بالمحاضرات والندوات وأوراق العمل، مستضيفين من خلاله العديد من الخبراء والمثقفين والمتخصصين في حقول التراث والتاريخ للمنطقة، بالإضافة إلى وفود عربية وعالمية ستقدم حلقات بحث ونقاش في مختلف المجالات، كما سيشهد مقهى «الدريشة» الشعبي توقيعات مهمة لعدد من المؤلفين والكتّاب والشعراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©