الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم التراث العربي الإسلامي تتناغم مع روح وفخامة العصر

تصاميم التراث العربي الإسلامي تتناغم مع روح وفخامة العصر
7 ابريل 2014 20:52
يشكل التراث العربي الإسلامي قاعدة قوية تبنى عليها صور وملامح لطموحات المتخصصين في عالم التصميم الداخلي والديكور والتأثيث، فالمصمم جعل من هذه الطموحات أهدافاً يسعى لتحقيقها. وقد ساهم التنوع في تصميم وتنفيذ الفيلات والشقق والفنادق الراقية والمكاتب الرئاسية والسفارات، وأعمال التأثيث الداخلي والخارجي في الوصول إلى الأهداف الموضوعة بشكل أسرع، حيث إن المصمم قدم مفهوماً لفكرة الإبداع والابتكار، وتصاميم تحمل روح الفن العربي الإسلامي الممزوج بقطع ومفردات معاصرة، لتتميز الأعمال التي تعطي العميل الرؤى الفريدة بشكل أفضل وأجمل لتتحول فراغات المنزل إلى أجواء تعزف على أوتار الفخامة العريقة. خولة علي (دبي) تصاميم وديكورات تحاكي القديم والطراز الشامي العريق الساحر الذي يلون به مساحات واسعة من فراغاته، التي تشدو بتراث الماضي، وتؤكد مهارة الحرفيين الأوائل الذين استطاعوا أن يثروا العمارة العربية والإسلامية وينقلوا لنا إرثا حقيقياً يجسد مدى براعتهم ومهارتهم فيه. تراث شامي عريق ويقول مهندس الديكور ماهر مهاجر: تعتمد مشروعاتنا وتصاميمنا على التراث الشامي العريق، وعلى أصالة وعبق الماضي التي تبدو واضحة بشكل كبير في أعمال الحفر اليدوي على الخشب والتعتيق وقطع الموزاييك الجميلة، ورغم تمسكنا بالتراث، إلا أننا نحرص دائماً على إدخال اللمسات العصرية والتصاميم الحديثة بطريقة مدروسة لنواكب العصر ونرضي العميل بكافة متطلباته، مؤكداً أن كل من يطمح للأفضل عليه البحث في المبادئ والأساسيات والرجوع إلى كبار الفنانين، بداية من العصور القديمة حتى الآن، لمتابعة كيف وصلوا لأعمالهم الفنية الخالدة وكيف صقلوا مواهبهم بالعمل، والاطلاع على كل التجارب الفنية المضيئة حول العالم. ويشير مهاجر: «التراث مملوء بكم من الفنون التي تعتبر مصدراً نتكئ عليه لننطلق في رحاب التصميم، ومن أهم وأبرز الصناعات الزخرفية التي تميز بها الفن الإسلامي وبدا جلياً على مساحات واسعة، تتمثل في القصور والمنازل، والمباني الدينية والمؤسسات وغيرها، هذه العناصر التي لا بد أن تكون حاضرة وبشكل كبير في رسم ملامح المنازل المصممة وفق النمط والطراز الشرقي، حيث نجد الديكورات الخشبية في الأقواس والأعمدة والتيجان والقباب الداخلية والأسقف والحوائط، التي طعمت بزخارف نباتية وهندسية منها المزخرفة والبارزة، لتظهر هذه المساحات غنية وعلى قدر من الفخامة. روائع الفسيفساء ويضيف مهاجر: لا يكتمل النمط الشرقي من غير عنصر الفسيفساء الذي اشتهر به أكثر الفن الشامي، وبإشارة إلى التاريخ الزمني لهذا الفن نجد أن فن الفسيفساء الإسلامي استفاد من فنون «الموزاييك» الأخرى التي سبقته، وقصة هذا الامتزاج والتفاعل بينهم بدأت منذ فتح العرب لبلاد الشام، حيث وجدوا هناك مدرسة فنية تنتمي إلى جذور ساسانية - هيلينية - بيزنطية، ووجدوا فنانين شوام تلقوا أساليبهم الفنية على أيدي فنانين من الروم، مما كان منهم أن تعلموا هذا الفن وقاموا بتطويره، والمشاهد لربما يرى بعض نماذج الفسيفساء واللوحات المكسوة بها على عدد من الأبنية التاريخية، منها أجزاء نمطية الشكل كانت مغطاة بالبلاط في الجامع الأموي استخدم فيها الفنانون الفسيفساء في رسم منظر لنهر رائع على ضفته الداخلية أشجار ضخمة تطل على منظر طبيعي مملوء بالرسوم لعمائر كثيرة بين الأشجار والغابات. وقد تبلور فن الفسيفساء بعد أن اكتملت الهوية الفنية الإسلامية، واتخذ لنفسه هذا الأداء والأسلوب الإبداعي بعيداً عن فن «الموزاييك» الغربي الذي اعتمد على استخدام قطع صغيرة متشابهة هندسياً، ولذلك فقد تميز الفن الإسلامي الشرقي بمنهج خاص يظهر بوضوح في المساجد والعمائر الإسلامية التي استوحى منها الفنان روحه الفريدة وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية. وانعكس ذلك أيضا على المساكن الدمشقية الذي يلون مساحاتها عناصر الفن الإسلامي. أشكال هندسية الجدير بالذكر أن الحرفيين في الشام، حسبما يرى مهاجر، قد استخدموا منهجاً جديداً في فن الفسيفساء، وهو الذي ساعد على تقطيع الفسيفساء بأشكال تميزه عن الفنون الأخرى، وتجلى هذا الاختلاف في أبهى صوره في ابتكار أشكال هندسية خماسية وسداسية، ونجد الإبداع فيه قد وصل إلى عدد من الدول العربية، حيث اشتهرت مصر بأروع أشكال الإبداع والابتكار في فن الفسيفساء، خاصة في الأعمال الفنية التي تم الاستعانة فيها بالأنماط الهندسية، ومنها «المشكاة» ذات الفسيفساء الرخامية الملونة، أما في دول المغرب العربي فلا يزال الفنانون هناك يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية، وأيضاً الأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية. فن الأرابيسك والمشاهد لعدد من مشاريع مهاجر، يمكن أن يستخلص أيضاً تفاصيل منوعة من الفنون الإسلامية، ومن بينها نجد فن الأرابيسك، هذا الفن الذي أبدع الحرفيون المهرة في التعامل معه بكل دقة ومهارة، حيث تفننوا في صياغة معالمه ونقوشه التي نجدها حاضرة في كثير من قطع الديكور الداخلي، فنجدها قد شكلت بها الكثير من الجدران والأسقف ووحدات الأثاث والمجالس والأبواب والنوافذ، التي تتجلى فيه روح الفنون الإسلامية. ونجد هذا الفن قد استخدم في كثير من تفاصيل الديكور والقطع الفنية، ففيه تظهر جماليات الزخرفة والخطوط والرسوم بزينتها الرشيقة المتتابعة، التي تتشكل من فنون مختلفة منها الحفر والتعشيق والنقش والتطعيم، وتستخدم فيها مواد متنوعة مثل الخشب والصدف، والمعادن كالنحاس والفضة، لتتشكل في النهاية لوحة جمالية خاصة متمثلة في فن العمارة والتصميم الإسلامي. تناغم وتمازج يشير مهندس الديكور ماهر مهاجر قائلاً «كل عنصر من هذه العناصر الجمالية، يعتبر من الفنون الهندسية الرائعة التي لا يمكن أن يستغني عنها كل مصمم، وأنا واحد من بين المصممين الذين يعون جيداً قيمة الفن العربي الإسلامي، فنحن نرتكز على أساسيات هذا الفن، ولكن بمتطلبات الحياة المعاصرة، محاولاً أن أقدم نماذج هندسية رائعة متناغمة بين القديم والحديث دون الخروج عن النص، والفكرة أو الشكل العام في الفراغ القائم على التناغم والتمازج محققا التوازن بين العناصر الزخرفية المشبعة به كل مفردات وعناصر الديكور الداخلي، انطلاقاً من بوابة الفراغ، وصولاً عند أصغر قطعة في المكان وهي الإكسسوارات، حتى تكتمل عناصر الديكور، وتكون وحدة واحدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©