«برازيل أفريقيا» في حوار النار مع تطلعات الإنجليز ومهارات أوروجواي

إذا كان هناك منتخب واحد مرشح عن القارة الأفريقية لتمثيلها بشكل مشرف، والمنافسة بجدية على لقب مونديال الشباب لكرة القدم الذي تنطلق مبارياته في مصر يوم 24 سبتمبر الحالي، فسوف يكون هذا المنتخب هو غانا، الملقب بمنتخب «النجوم السوداء» و»برازيل أفريقيا». ونجوم غانا يستحقون بجدارة هذه الألقاب الرنانة، فقد أثبتوا براعة فائقة في مواجهة أكبر منتخبات العالم في النسخ الماضية لمونديال الشباب، ويكفي أن أياديهم لامست الكأس في أكثر من مناسبة، ولكنهم فقدوه في نهائي نسختي 1993 و2001، ويقع مع النجوم السوداء في المجموعة ذاتها المنتخب الإنجليزي بعناصره الشابة التي تطمح إلى اثبات الذات، ولفت الأنظار للحصول على شرف الصعود إلى الفريق الأول لأحد الأندية الإنجليزية التي تتبارى في الدوري الأهم والأقوى في العالم. وعلى الرغم من أن منتخب شباب إنجلترا لا يفتقد العناصر الشابة التي أثبتت قدرتها على التواجد في الفريق الأول لأندية مانشستر يونايتد، وتشيلسي وإيفرتون وغيرها من الأندية، إلا أن الطموحات لا زالت أقل من المتوقع، قياساً الى لهفة الأندية الإنجليزية على العناصر الشابة التي تتمتع بأصول أفريقية ولاتينية. وسيكون على منتخب أوروجواي تمثيل الكرة اللاتينية بشكل مشرف في مواجهة ومهارات منتخب غانا، وفي مواجهة تطلعات وقوة المنتخب الإنجليزي، حيث تملك أوروجواي سجلاً مشرفاً في البطولة على مستوى عدد المشاركات لا على مستوى تحقيق الإنجازات الملموسة، إذ لم الفريق الأوروجوياني من حصد اللقب في أي مناسبة، ليظل حكراً على الجيران في البرازيل والأرجنتين، وعلى الرغم من وصول أوروجواي الى الأدوار المتقدمة وصولاً إلى النهائي في أكثر من مناسبة إلا أن لحظة الوقوف على منصات التتويج ظلت عصية على أبناء المنتخب اللاتيني الذي يرغب في التمرد على الحياة في «ظل السامبا والتانجو». الطرف الرابع في المجموعة الرابعة سيحاول الفكاك من الدور الذي قد تفرضه عليه موازين القوى في المجموعة، وهو دور «الحلقة الأضعف»، فالمنتخب الأوزبكي حقق نتائج جيدة في بطولة آسيا للشباب التي أقيمت في السعودية نهاية العام الماضي، ولكنه تجرع مرارة الخسارة والحرمان من لقب بطل شباب أكبر قارات العالم بخسارته في النهائي على يد الأبيض الشاب بثنائية الموهوب أحمد خليل. وتستضيف مدينة الاسماعيلة جميع مباريات المجموعة عدا مباراة واحدة، وتبدأ مواجهات المجموعة الرابعة في 26 سبتمبر بمباراة غانا مع أوزبكستان، ثم مباراة إنجلترا مع أوروجواي، وفي 29 سبتمبر تلتقي أوزبكستان مع أوروجواي، وعقب نهاية المباراة تلتقي على نفس الملعب غانا وإنجلترا في مواجهة نارية، وتقام مباريات الجولة الختامية للمجموعة في 2 اكتوبر المقبل، حيث تلتقي أوروجواي مع غانا على استاد الاسماعيلية، فيما تقام مباراة أوزبكستان وإنجلترا بملعب السويس في نفس التوقيت عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص في الجولة الأخيرة لمباريات المجموعات. وبعد أن نجح منتخب شباب غانا في الوصول إلى المباراة النهائية في النسخة التي استضافتها أستراليا لبطولة كأس العالم للشباب عام 1993، ونهائي نسخة عام 2001 بالأرجنتين حينما تغلبوا على منتخب الفراعنة في مباراة قبل النهائي.. منذ ذلك الوقت وغانا لم تنس حلمها الأكبر بالتتويج باللقب، ولن يكون الوصول إلى النهائي الثالث كافياً لشباب غانا في مصر، فالمنتخب المتوج بلقب أمم أفريقيا للشباب على حساب جبابرة القارة في هذه الفئة العمرية «الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا» سيحاول تفادي أخطاء الماضي التي كان يرتكبها في الأمتار الأخيرة، وسيكون أندريه أيو نجل أسطورة كرة القدم الغانية عبيدي بيليه حاضراً في تشكيلة الفريق وسيحاول إفادة النجوم السوداء بخبراته الكبيرة التي اكتسبها في الدوري الفرنسي في أكثر من ناد وعلى رأسها مرسيليا. السجل التاريخي لمشاركات منتخب غانا في مونديال الشباب اقتصر على 4 مشاركات كانت تاريخية وكشفت عن قدرات كبيرة للكرة الغانية في فئة الشباب، ففي المشاركة الأولى عام 1993 تأهلت غانا للنهائي، ولكنها اكتفت بالفضية وتنازلت عن الذهب في الأمتار الأخيرة، وفي المشاركة الثانية عام 1997 بماليزيا وصلت الى الدور قبل النهائي، وفي نسخة عام 1999 اكتفت بالدور ربع النهائي، وفي عام 2001 واصل شباب غانا عروضهم الرائعة بالوصول للمباراة النهائية ولكنهم فشلوا في الحصول على اللقب الذي ذهب لأصحاب الأرض الأرجنتين بقيادة المتألق في هذا الوقت سافيولا. احصائياً شارك منتخب شباب غانا في المونديال الشبابي 4 مرات من بين 16 نسخة أقيمت خلالها البطولة، وستكون مشاركتهم في الاسماعيلية هي المشاركة الخامسة، وطوال المشاركات الماضية خاض شباب النجوم السوداء 25 مباراة، فازوا في 15 وتعادلوا في 6 واكتفوا بالهزيمة في 4 مناسبات فقط. وجاء تأهل المنتخب الغاني الى مونديال الشباب بعد نجاحه في الظفر بلقب أمم أفريقيا للشباب التي أقيمت في رواندا مطلع العالم الجاري، وفازت على الكاميرون بهدفين نظيفين في المباراة النهائية. بعد أن كانا قد تعادلا في المباراة التي جمعتهما في دوري المجموعات، وأنهت غانا الدور الأول على رأس مجموعتها بعد الفوز على مالي ورواندا، قبل التغلب على جنوب أفريقيا 4 - 3 في الدور نصف النهائي. واشتهرت غانا على مدار تاريخها الكروي بامتلاكها أقوى «محطات تصدير المواهب الصغيرة» للاحتراف في أوروبا، حيث تنتشر الأكاديميات الكروية لأكبر الأندية الأوروبية في ربوع غانا للتنقيب عن المواهب الواعدة وارسالها إلى أوروبا، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابياً على قوة المنتخبات الغانية بشكل عام، ومنتخبات الناشئين والشباب على وجه الخصوص، وسيكون هناك أكثر من لاعب محترف في تشكيلة غانا المشاركة في مونديال الشباب، وعلى رأسهم أندريه ايو المحترف في مارسيليا الفرنسي وهو نجل النجم السابق عبيدي بيليه الذي كان محترفاً أيضاً في مارسيليا، ودانيال أدو المحترف بتركيا ودافيد أدي المحترف في الدنمارك وجوناثان منساه لاعب فري ستارز الجنوب أفريقي، ومحمد رابيو لاعب خيريز الإسباني، وتم استبعاد صادق آدمز لاعب أتليتكو مدريد الإسباني بعد قرار الفيفا بايقاف اللاعب نظراً لانتقاله بطريقة غير مشروعة من النجم الساحلي التونسي إلى أتليتكو مدريد. وتضم التشكيلة النهائية دانييل أجيي وسامويل إنكوم وجلادسون أواكو وجوناثان منساه ودانيل أددو- دافيد أدي وأبيكو قوانساه وإيمانويل أجيمانج وأندريه أيو ولطيف ساليفو وغاندي كاسينو ومحمد رابيو ودانييل أوباري وفيليب بوامبونج وروبرت دابو وجون بينسون ورانسفورد أوسي وبرايت أداي ودومينيك أديياه وجوزيف أدو.