الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانون: «الفيديو كليب» و «مطربو الجمعيات» وراء هبوط مستوى الأغنية

فنانون: «الفيديو كليب» و «مطربو الجمعيات» وراء هبوط مستوى الأغنية
7 ابريل 2014 21:13
موقف صعب للغاية، بل يراه البعض مأزقا من الصعب الخروج منه.. ذلك الذي يعيشه الطرب العربي هذه الآونة، الناتج في مجمله عن سيادة ثقافة «الفيديو كليب»، هذه الثقافة الوافدة التي تصادقت بحميمة لم تكن متوقعة مع شاشات الفضائيات وقنوات التلفزيون المختلفة، أصبحت هي السائدة بدون منافس فهي بحق حالة تلوث بصري وسمعي تنتشر بسرعة لدرجة أنها قضت على سوق الكاسيت بالضربة القاضية وأتاحت الفرصة أمام كل من هبّ ودبّ ليصبح مطرباً أو مخرجاً بضربة حظ. سعاد محفوظ (القاهرة) فيما يبدو، أن الأمر بات مغايراً عما كان عليه في الماضي فلا يهم جمال الصوت ولا موضوع الكليب بقدر أهمية ودور الإبهار ووجود «موديلز» شبه عاريات يرقصن ولا يغنين، لأنهن لا يعرفن الطرب ولا الغناء.. هكذا ذهب الطرب العربي الأصيل وبقيت الكليبات الهابطة، التي صار مكانها الأول على شاشة القنوات الفضائية وتبث في كل بيت. استسهال المطربين المخرج ومدير التصوير محسن أحمد، أكد أنه توجد مافيا هدفها تشويه فن «الفيديو كليب»، كما أن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له بسبب استسهال المطربين، الذين يقومون بإنتاج وتصوير أغنية واحدة كنوع من التحايل على الطرق الشرعية للغناء سواء عن طريق الإذاعة أو شركات الغناء بمفهوم قليل من التكلفة ولا يهم المستوى، وبعد انتشار الفضائيات المتخصصة في إذاعة وعرض الكليبات لجأ المطربون الجدد للمخرجين العاملين في هذه الفضائيات حتى يتمكنوا من عرضها بهذه القنوات الفضائية باعتباره نوعاً من المصالح المتبادلة والمشتركة، وهو ما يعيد لأذهاننا عصر سينما المقاولات، لأن هؤلاء المخرجين يهتمون في المقام الأول بالانتهاء من تصويرها في أسرع وقت ممكن ولذلك ننادي بضرورة وجود المخرج المتخصص. ويضيف أحمد: من خلال تجربتي في هذا المجال فأنا شخصياً قبل القيام بإخراج أي كليب أقوم بدراسته بصورة متأنية وأهتم بوضع قواعد ثابتة هدفها أن يخرج عملاً جيداً يجذب المشاهدون، ويضفي عليهم الاستمتاع أثناء المشاهدة مع التجديد دون التكرار الممل. رقابة مرفوضة أما المخرج شريف صبري، الذي أخرج كليبات كثيرة لعدد من المشاهير مثل سميرة سعيد ونوال الزغبي وراغب علامة ومخرج أشهر كليبات «روبي»، فيؤكد أن هناك فئة تتصيد الأخطاء وتحاول أن تجعل هناك رقابة على الإبداع دون وجه حق، إلا أنه من الضروري البحث عن أفكار وموضوعات وأشكال جديدة للكليبات لأن أي فنان يظهر بشكل واحد في كل أغنياته مفلس. ويشير إلى أنه ليس ضد من يقدمون الكليبات بصورة كلاسيكية وأنه كمخرج دائماً يكون مسؤولاً عن كل صغيرة وكبيرة في الكليب، بل هو من يضع دائماً المطرب أو المطربة بوجهة نظره التي يقتنع بها ولم يرفضها سوى المفلسين منهم. ويهاجم المخرج عثمان أبو لبن ظاهرة المطربين والمخرجين الدخلاء على مجال الفيديو كليب، بقوله: يحزنني كثيراً أن بعض المخرجين الجدد أعادونا لأزمنة ماضية بتقديمهم أغنيات باستخدام كاميرات الفيديو والتقنيات القديمة التي عفا عليها الزمان بسبب الميزانيات البسيطة التي وصلت إلى عشرة آلاف جنيه، وهو مبلغ متواضع جداً إذا عرفنا أن هناك أغنيات يرصد لإنتاجها وتصويرها أكثر من مليون جنيه. ويضيف: أنا كمخرج أضع دائماً ضمن حساباتي في هذا المجال أن الضوء أسرع من الصوت، فما يحدث هو أن الصورة تخطف بصرك أولاً وبعدها تأخذ بالك من الصوت، كما أنه لكل من المخرج والمؤلف والموزع والمطرب أو المطربة وجهة نظر، لهذا نمكث في جلسة عمل أو جلسات متتالية حتى نصل للتوفيق بين كل هذه الآراء والرؤى. حيز زمني ويرى الملحن حلمي بكر، أن السبب في هذه الظاهرة هم «مطربو الجمعيات»، فبعدما أصبح الغناء مباحاً للجميع، وانتشرت قنوات غنائية وغيرها تريد أن تملأ حيزها الزمني للفوز بأموال المراهقين، أصبح الفيديو كليب هو الطريق الأسهل لتقديم الجديد والطريقة المعروفة من خلال جمعية يشاركون فيها بمصروفهم ويقتصدون مبلغاً بسيطاً يعطونه لأحد المخرجين حديثي العهد والنتيجة خروج عمل هزيل. وقال: مع الأسف اليوم أصبح الغناء بالتقسيط المريح والفيديو كليب معروف أنه عبارة عن فتاة عارية ترقص أمام المغني ومطربة ترقص أفضل مما تغني، مشيراً إلى أنه بعدما يزيد على عشر سنوات على انتشار الفيديو كليب فإنه فقد مذاقه وأصبح كلعبة الأطفال التي يفرحون بها في البداية وسرعان ما يحطمونها. وأكد أن العرب لم ينقلوا هذا الفن من أوروبا وأميركا بشكل صحيح، فأصبح مشوهاً وعبارة عن إيحاءات وحركات مبتذلة وعناصر إبهار، موضحاً بكر أن الكليبات أخذت كثيراً من سوق الكاسيت، فأصبح كاسداً لكن ذلك لا يمنع أن هناك فئة قليلة من المخرجين الأذكياء اتجهوا لتقديم الأغنية الفيلمية ذات السيناريو الكامل وبشكل يتناسب مع الأغنية العربية المعبرة عن تقاليدنا ومجتمعاتنا بعيداً عن التقليد الأعمى للغرب. وفي رأي للمطربة ميادة الحناوي، أن الفيديو كليب من إنجازات العصر الحديث، ولا يمكن الاستغناء عنه في مجال الغناء، حيث أصبح سمة ضرورية في هذا العصر الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على الصورة، وإمتاع العين إلى جانب متعة الاستماع. ومن وجهة نظرها أن الفيديو كليب موجة سوف تأخذ وقتها وتختفي، لأنه نجح بالفعل في تقديم الأغنيات بشكل جذاب للجمهور ويتطور بشكل كبير من آن لآخر، ولا يجب تعميم بعض الأخطاء الفردية على الفيديو كليب كله، لأنه في كل مجال هناك الجيد والرديء، والمهم هو التوظيف السليم للتكنولوجيا لخدمة الفن. وأشارت المطربة سميرة سعيد وهي واحدة ممن وجهت إليهن أصابع الاتهام في استخدام تقنية الفيديو كليب بطريقة استفزت البعض إلا أنها تعاملت في بعض الأغاني مع مخرجين مشهورين من الفنانين الكبار، رافضة القول بأنها تقلد مادونا أو مايكل جاكسون. وترى أن هذه التقنية تنجح نجاحاً منقطع النظير وتساهم في ترويج الأغنية شرط ألا تطغي على الكلمات أو اللحن، فالجمهور يسمع ويتذوق ويشاهد، كل هذا في وقت واحد، ولابد أن نقدم له الفيديو المناسب لإيقاع اللحن. سباق جنوني يشير المطرب محمد منير الذي كانت له تجارب مميزة عدة في أغاني الفيديو كليب، ويقول: «صورت أغاني عدة مع مخرجين متميزين، لكن لم يكن فيها ابتذال أو لقطات سريعة لا معنى لها أو حتى راقصة، الفيديو كليب لا بد أن يعبر عن الأغنية نفسها، ويجب أن يتم توصيلها للمشاهد بصرياً مع النغمة والصوت». ويضيف منير: «لكن تبقى المشكلة في هذا السباق الجنوني بين المطربين ومخرجي الفيديو كليب على تقديم كل ما يمكن أن يجذب المشاهد، مثلما يحدث عند التصوير في أماكن وبلاد بعيدة، مثل هؤلاء المطربين الذين يسافرون إلى آخر الدنيا في أميركا أو هاواي أو الصين أو أنهم أحياناً يصورون في منزل نجمة مشهورة مثلاً مثلما فعل راغب علامة عندما صور إحدى أغنياته في منزل شارلز هوستون، وكل هذا يأتي على حساب الأغنية في المقام الأول، ويقلل من الاهتمام بالكلمة واللحن والصوت، فكل هذا لا يهم أمام مناظر مثيرة عدة ولقطات في مناطق سياحية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©