الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عيد «الأولين» قلوب صافية وذكريات جميلة

عيد «الأولين» قلوب صافية وذكريات جميلة
7 يوليو 2016 21:38
هناء الحمادي (أبوظبي) تبقى ذاكرة العيد في حياة كبار السن مليئة بالذكريات والتفاصيل القديمة مع الأعياد في ذلك الزمن، ولا تزال خيوط هذه الذكريات الجميلة محفورة في عقول الكثير منهم، وهي مظاهر تزيد من وهج العيد آنذاك، لكن مع ترف الحياة وتغير الزمن ظهرت الكثير من العادات الحياتية التي تقلل من فرحة العيد، حيث أشار بعض كبار السن الذين التقيناهم، إلى أن فرحة العيد لم تعد بتلك البهجة التي كانت سائدة، أو بنفس الارتباط والجمال التي كانت عليه في الماضي، إلا أن الممثل والمقدم ومعد البرامج جاسم عبيد أراد أن يبهج الصغار، بحضور شخصية «دبدوب» لتشارك الأطفال فرحة العيد، وتنتقل من بيت لآخر لنثر البهجة في قلوب الجميع. عادات وتقاليد زمان العيد خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت له لذة وجمال وعادات وتقاليد تختلف عن هذه الأيام، فقد كان الاستعداد له يبدأ مبكراً بخاصة لدى النساء، عن ذلك يقول الممثل والمقدم ومعد البرامج والمخرج والمحاضر جاسم عبيد «كانت النساء يجهزن ثياب العيد للصغير والكبير، تقمن بخياطة الكنادير والملابس النسائية قبل العيد بفترة، بينما نساء الفريج يساعدن بعضهن في إعداد حلويات العيد التي لم تكن سوى الخبيصة وخبز الحلا والهريس، بجانب تخضيب أيادي الصغيرات بالحناء، وتسريحة الشعر لم تكن سوى «العقصه». ويضيف» استعداد الصبيان لا يختلف عن الفتيات أيضا فقد كانوا يضعون «الكندورة» تحت المخدة، أو تحت «الدوشك» يعني مرتبة السرير لتكون الكندورة جميلة، ومع فجر العيد يتسابق الجميع لأداء صلاة العيد في الباحة الكبيرة الموجودة في الفريج، بعدها يهنئ الصغير الكبير بكل حب ومودة وسعادة، لافتاً، «ما يميز العيد أيام زمان هي الزيارات العائلية التي تبدأ عقب صلاة العيد مباشرة، حيث يتبادل الرجال التهاني بالعيد بعد الصلاة، ثم يرجعون إلى منازلهم، ويهنئون أبناءهم وزوجاتهم، لتبدأ الرحلة الثانية، وهي السير إلى «البيت العود» بيت الوالد والوالدة الذين ينتظرون الصغير والكبير بالبخور والعود وبأحلى التهاني بالعيد السعيد.. موضحاً: ياليت عيد اليوم يرجع مثل السابق، ويكون التواصل الأسري بين الأهل والأقارب أكثر قرباً لا تشغله وسائل التواصل الاجتماعي ولا المظاهر، بل بالعودة إلى البساطة والرقي في التعامل مع الجميع. فرحة العيد تظهر على وجهه ملامح الزمن، يعيش حياته مع أبنائه يفرح لفرحهم ويسعد بوجودهم معه، لكن في العيد تختلف مشاعره عن بقية الأيام وفرحته بهذه المناسبة تملأ حياته من خلال تجمع كل أفراد العائلة بجانبه، عبيد محمد اليماحي يسترجع ذكرياته، ويقول «كانت الأجيال السابقة تنتظر العيد بفارغ الصبر، حيث كان له مذاق وبهجة مختلفة، فالاحتفال بهده المناسبة يسبقه بأيام من حيث تجهيز الملابس وتنظيف المنزل وتوفير «مونة» العيد وصنع الحلويات الشعبية، والأهازيج والعرضات الشعبية التي كانت من أهم سمات الأعياد الماضية، بينما هذه الأيام فإن أجهزة التواصل الاجتماعي أفقدت معنى بهجة وفرحة العيد، فلم يعد له مذاق الماضي. مدفع العيد في السياق ذاته، يلتقط أطراف الحديث صديقه عبد الله الظهوري، مسترجعاً هذه الأيام الجميلة وعيد الطيبين الذي ينتظره الجميع بشغف مع إشراقة صباح يوم العيد حيث كانوا يؤدون صلاة العيد، ويقدمون التهاني والتبركيات بهذه المناسبة في جو من التلاحم والألفة والمحبة، فالصغير يقدم التهنئة للكبير. ويضيف: العيد إلى وقت قريب كانت له نكهة خاصة، حيث كان الجميع ينتظر إطلاق المدافع إعلاناً بثبوته قبل ليلة العيد، ولأن هذه الطريقة هي الوسيلة الوحيدة آنذاك لمعرفة انتهاء شهر رمضان المبارك، وإيذاناً بثبوت عيد الفطر المبارك، فإن الجميع في هذا اليوم كان يشعر بالفرح والسعادة. ويوضح: في العيد تتقارب القلوب وتتصافى النفوس، ويتصافح المتخاصمون، ويتواصل الأرحام والأقارب مع بعضهم، الغني يعطف على الفقير، وندخل السرور على أولادنا وتعم الفرحة في كل بيت، وتذوب مع شروق شمس العيد بالصلاة في مسجد الفريج والتهنئة بهذا اليوم، مع إعطاء الأطفال العيدية التي لم تكن سوى دراهم معدودة. عيد التواصل والمحبة أما الستيني إسماعيل حسن، فيرى أن العيد من وجهة نظره أصبح مجرد تواصل عبر رسائل التواصل الاجتماعي الذي أفسد الاحتفال بهذه المناسبة ونكهتها، فبعد الذهاب إلى بيت «العود» الذي يجتمع فيه كل أفراد العائلة لتقديم التهاني والتبريكات، يحين وقت الغداء، حيث يجتمع الجميع على السفرة لتناول الغداء، حتى ينفض المجلس وقت العصر، ثم التوجه للمراكز التجارية، وشراء الألعاب للأطفال والتمتع بأوقات العيد. ويرى إسماعيل حسن أن العيد دعوة للرحمة والتآلف، وفرصة عظيمة لكسر الروتين اليومي الذي نعيشه في أيامنا العادية، والبعد عن مشاغل الحياة اليومية، والتواصل بين أولى القربى، وزيارة من لا يستطيع الخروج من بيته من الأقارب والجيران والأصدقاء ومواساتهم والسؤال عنهم، كما أنه فرصة لمراجعة النفس ووصل ما انقطع من صلة الأرحام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©