الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات اليابانية تزيد من مخاطر خوض حرب تجارية مع ترامب

السيارات اليابانية تزيد من مخاطر خوض حرب تجارية مع ترامب
22 ابريل 2018 22:17
السبب في عدم رغبة اليابان الحديث عن صفقة تجارية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربما يرجع إلى أن صادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة مزدهرة. وقالت مصادر رسمية يابانية، منذ أيام، أن صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة زادت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، بنسبة تقترب من 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تضاعفت قيمة صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة تقريباً خلال ست سنوات لتصل إلى أكثر من 40 مليار دولار، مدفوعة بزيادة رغبة المستهلك الأميركي في اقتناء سيارات رياضية، وفي المقابل يتم بيع عدد قليل من السيارات الأميركية الصنع في اليابان. وكان ترامب قال في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالولايات المتحدة: «ترسل اليابان لنا ملايين وملايين السيارات، ونحن لا نفرض فعلياً، قيوداً على ذلك. ونحن لا نرسل الكثير من المنتجات إلى اليابان لأن لدينا قيودا تجارية وأشياء أخرى كثيرة». وترسم وجهة نظر ترامب صداماً بين الحليفين حول كيفية المضي قدماً في محادثات التجارة. فقد دعا آبي الولايات المتحدة للانضمام إلى الاتفاقية التجارية، الشراكة عبر المحيط الهادي، والتي وقعتها بالفعل 11 دولة من بينها اليابان، لكن برنامج النقاط التجارية، وهو اتفاق لخفض التعريفات الجمركية وغيرها من الحواجز التجارية، لن يفعل الكثير لتغيير اختلال التوازن في تجارة السيارات لأن اليابان ليس لديها بالفعل أي تعريفات جمركية على السيارات المستوردة. هذا هو السبب في أن ترامب، يطالب باتفاق ثنائي مع طوكيو يمكن أن يفسر العجز التجاري للولايات المتحدة مع اليابان بمقدار 69 مليار دولار. وقال في المؤتمر الصحفي «ما أفضِّل فعله هو التفاوض على اتفاق ثنائي مع اليابان». ووافقت طوكيو على الدخول في محادثات ثنائية، يقودها الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتايزر ووزير الاقتصاد الياباني، توشيميتسو موتيجي. وقال آبي إنه سيستمر في القول إن «انضمام الولايات المتحدة لاتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي هو الأفضل لكلا البلدين». واستمر اختلال التوازن في تجارة السيارات بين الولايات المتحدة واليابان لعدة عقود، وهو الأمر الذي يثير حفيظة ترامب تجاه طوكيو. ويقول روبرت زوليك، الممثل التجاري الأميركي السابق «بالنسبة لموقف ترامب مع اليابان، فهذا الوضع بين البلدين يعود إلى الثمانينيات. ويمكن أن نقول هنا إن هناك سياسات الأميركية خاطئة أدت إلى تجريف صناعات الأميركية وأضرت بمصالح الولايات المتحدة». وتبلغ حصة الولايات المتحدة من سوق السيارات في اليابان أقل من 1%. فقد انسحبت شركة فورد موتور من اليابان في عام 2016، قائلة، إنها لا ترى «سبيلاً لتحقيق أرباح بشكل مستمر». ويستشهد المشترون اليابانيون بمجموعة من الأسباب لعدم الرغبة في شراء السيارات الأميركية، بما في ذلك تصوراتهم بأنها غير موثوقة. وكذلك لا تصنع شركات السيارات الأميركية الكثير من طرازات اقتصادية في استهلاك الوقود وهي السيارات التي تحظى بشعبية في اليابان. ولتخفيف حدة التوتر والحد من مخاطر الصرف الأجنبي، ظلت شركات صناعة السيارات اليابانية تبني مصانع في ولايات مثل كنتاكي وأوهايو وتنيسي وتكساس. ويأتي الجزء الأكبر من سيارات تويوتا ونيسان وهوندا اليابانية من مصانع تلك الشركات الشهيرة بالولايات المتحدة. وبرغم تصنيع هذه السيارات في الولايات المتحدة إلا أن هناك نسبة توردها المصانع في اليابان إلى الأسواق الأميركية، وذلك بسبب أن المصانع في الولايات المتحدة تركز في إنتاجها على السيارات الصالون في حين المستهلك الأميركي يرغب في اقتناء السيارات الكبيرة ذات الدفع الرباعي مثل لاند كروزر من تويوتا وهي موديلات تنتج داخل اليابان. وأكثر من نصف سيارات تويوتا من طراز راف فور التي تباع في الولايات المتحدة واردة من المصانع اليابانية. وقالت الشركة إنها عززت بشكل مستمر إنتاج الولايات المتحدة، لكن اتجاهات المستهلك الأميركي أجبرتها أحيانا على اللجوء إلى الواردات. وقال جان ايف جولت المتحدث باسم تويوتا: «لتلبية طلبات الشراء، كان علينا استيراد راف فور من اليابان. لم تتغير سياستنا في إنتاج أكبر قدر ممكن حيث يتم بيع السيارات». وتأتي العديد من سيارات الدفع الرباعي من طراز «روغ» التابعة لشركة نيسان في الولايات المتحدة من مصنع في جزيرة كيوشو اليابانية الجنوبية. وقال متحدث باسم نيسان، إن الرقم كان مرتفعاً بشكل غير معتاد في الآونة الأخيرة مع طرح سيارة روغ الرياضية الصغيرة التي عرضت للبيع في مايو 2017. وقال إن صادرات نيسان إلى الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار الثلث في العام الماضي كنتيجة لإدخال النموذج الجديد. وبشكل عام، قام صانعو السيارات اليابانيون بشحن 1.76 مليون سيارة إلى الولايات المتحدة في العام المنتهي في مارس الماضي، وهو ما يمثل حوالي 30% من إجمالي صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة من حيث القيمة. بالنسبة لليابان، فإن أهمية صناعة السيارات تفوق بكثير صناعة الصلب، التي زاد ترامب من رسومها الجمركية مؤخراً بنسبة 25%. وقال مسؤولون يابانيون إن الأضرار الناجمة عن تعريفة الصلب التي فرضتها الولايات المتحدة ستكون محدودة، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه إذا كان الرئيس ترامب قد فعل أمراً مماثلاً مع السيارات اليابانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©