السودان يلجأ إلى روسيا للدفاع عن البشير أمام اتهامات الإبادة

كشف السفير السوداني لدى روسيا شول دينج الاك أمس أن بلاده طلبت من روسيا الدفاع عن رئيسها الفريق عمر حسن البشير المهدد بالملاحقة قضائيا أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور· وفيما رفض كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية بلاهاي لويس مورينو اوكامبو التراجع عن مطالبته باعتقال البشير بتهمة الإبادة الجماعية، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن على المحكمة أن تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل لتحقيقاتها· وبدوره رفض السودان فكرة إبرام صفقة مع ''الجنائية الدولية بتسليم اثنين من المسؤولين المتهمين رسميا في الانتهاكات بدارفور مقابل إسقاط طلب إصدار أمر باعتقال البشير، في حين طالبت الصين بأخذ المخاوف العربية والأفريقية بالاعتبار لجهة تداعيات توجيه تهمة الإبادة الجماعية للرئيس السوداني· وكانت وكالة ''انترفاكس'' الروسية قد نقلت أمس عن السفير دينج قوله ''طلبنا من روسيا بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي استخدام نفوذها وعلاقاتها من أجل ازالة التهديد الذي يحيق بالسودان· وفي حال اصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي مذكرة توقيف ضد البشير، فانها ستكون الأولى بحق رئيس ما يزال في منصبه· لكن دينج اعتبر ذلك ''أمرا في غاية الخطورة، فهو يتعلق بتوقيف رئيس دولة تتمتع بحق السيادة ولم توقع اتفاقية روما الخاصة بإنشاء المحكمة، كما أنها ليست عضوا فيها''· وختم قائلا إن ''طلب مذكرة التوقيف يجعلنا نشكك بالثقة التي يمكن أن نكنها للعدالة الدولية·· ماذا نجني من التهجم على بلد يتقدم باتجاه الديموقراطية؟'' من جهته، قال مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني أمس الأول انه لن يكون هناك تعاون مباشر مع المحكمة الجنائية الدولية ولن يجري تسليم مواطنين سودانيين إلى محكمة لاهاي· وأضاف ان قرار إحالة دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية أصدره مجلس الأمن الدولي؛ ولذا يجب أن يصدر أي اقتراح لحل الأزمة من المجلس أيضا· وقال أوكامبو في أول تصريحات علنية منذ مطالبته باعتقال البشير إنه ليس له أي دوافع· وقال للصحفيين ''أنا المدعي ويتعين أن أقوم بالشق القضائي المتعلق بالتحقيقات من عمل المحكمة· حافظت على استقلالي ولا يمكن أن أكون عاملا سياسيا''· وعرض الأمين العام للأمم المتحدة رأيا مختلفا، إذ قال إن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تأخذ في الحسبان انعكاسات أعمالها· وأضاف ''يجب أن نسعى إلى تحقيق التوازن الصحيح بين واجب العدالة والبحث عن السلام''· وأكد أوكامبو أنه يسعى إلى محاكمة المجموعات المتمردة فى دارفور بذات التهم الموجهة للبشير· وقال دبلوماسيون غربيون في نيويورك انه قد يتم التوصل إلى اتفاق لإسقاط أو تعليق طلب اصدار امر باعتقال البشير إذا وافق الرئيس السوداني على تسليم وزير الشؤون الانسانية احمد هارون وقائد ميليشيا الجنجويد السابق علي قشيب اللذين وجهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهام رسميا لهما العام الماضي· وقال مسؤول سوداني آخر ''هذا امر غير قابل للتفاوض'' وإن أي محادثات ستعقد في اطار الموقف المعلن للسودان· وطلب السودان من روسيا والصين وأعضاء من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ان يساعدوه في استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يوقف أمر الاعتقال للبشير لمدة 12 شهرا· ويقول دبلوماسيون في نيويورك إنهم يتوقعون ان تدعو الجامعة العربية ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قريبا مجلس الأمن إلى منع أي تحركات للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك من أجل تحقيق السلام في دارفور·