الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مزارع هولندي يغزو أسواق أوروبا بحليب الإبل

مزارع هولندي يغزو أسواق أوروبا بحليب الإبل
20 سبتمبر 2009 23:54
يعتقد المزارع الهولندي الشاب فرانك سميث أن هناك سوقاً مزدهراً لم يتم اكتشافه بعد لحليب الجمال في ظل تزايد أعداد المهاجرين في أوروبا من الدول العربية وشمال أفريقيا. وسميث يعتبر المزارع الوحيد في أوروبا الذي لديه تصريح ببيع حليب الإبل، ولكنه فيما يبدو أكثر صبراً من الجمال التي يمتلكها، فمنذ أن بدأ أعماله في هذه المزرعة في عام 2006 واجه معارضة شرسة من أساتذته في كلية الزراعة ومن الجماعات الناشطة في حماية حقوق الحيوان بالإضافة إلى السلطات الزراعية الهولندية التي ظلت تضع العراقيل أمام مشروعه التجاري الرائد. واليوم، أصبح سميث يبيع حليب الإبل - الذي ظل يكتسب شعبية جارفة في افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط لما يعتقد بأنه ينطوي على قيمة غذائية عالية ومناعة ضد الأمراض - بسعر يصل إلى 10 يورو مقابل اللتر الواحد، وذلك في عشرات من المحال التجارية التي تبيع السلع خصيصاً للجالية المسلمة في هولندا، ويصدر الكميات الباقية إلى بلجيكا وألمانيا وبريطانيا. والغريب، أن سميث الذي درج على الاستيقاظ مبكراً وهو يرتدي سروال الجينز وحذاء «البوت» الملطخ بالطين لا يزاول هذا العمل من أجل استدرار الأموال. ويقول «إن العمل في وظيفة صراف في أحد منافذ المحال التجارية توفر دخلاً أفضل بكثير من رعاية الإبل»، فالناقة الواحدة يبلغ سعرها 7500 يورو ولا تنتج سوى 6 لترات من الحليب يومياً، ولكنه استمد الدافع من تقرير لمنظمة الزراعة والأغذية «الفاو» صدر في عام 2006 يروج لحليب الجمال ليس فقط لقيمته الغذائية وإنما أيضاً كمصدر مستدام وحيوي للإيرادات. وذكر التقرير أن سوق منتجات حليب الجمال يبلغ حجمه 10 مليارات دولار. ويقول انطوني بينيت في منظمة الفاو إن هناك عدداً يتراوح ما بين 14 إلى 20 مليوناً من الإبل والجمال في العالم يتواجد حوالي ربعها في الصومال بينما يتوزع باقيها في أنحاء أفريقيا الأخرى والشرق الأوسط وآسيا. وعملية جلب الجمال إلى اوروبا ليست بالمهمة السهلة، فما زالت تكتنفها العديد من الصعاب، فالاتحاد الأوروبي لا يسمح باستيرادها مطلقاً، مما جعل سميث يبحث عن طريقة لجلبها وعمد إلى استيراد الجمال من جزر الكناري، حيث أن هذه الجزر بالرغم من قربها من سواحل القارة الإفريقية إلا أنها ما زالت تتبع رسمياً اسبانيا العضو في الاتحاد الأوروبي. وعمد سميث إلى شحن ثلاث نياق حبلى قبل أن يشرع في حلبها في قطعة زراعية من الأرض بالقرب من منزله، ولكن سرعان ما أعربت الجماعات الناشطة في حماية الحيوان عن غضبها على أساس ان هولندا لديها ما يكفيها أصلاً من أعمال استغلال وإهانة الحيوانات، ثم سارعت السلطات إلى إغلاق المزرعة بدعوى أن الجمال ليست مسجلة ضمن القائمة الرسمية للحيوانات الزراعية التجارية، إلا أن سميث تمكن أخيراً من إقناع الحكومة الهولندية بأنه باستطاعته إدارة المزرعة بدون ترك آثار غير مقبولة فيما يتعلق بصلاح وطيب معيشة الحيوانات. وفي النهاية، منحت السلطات الهولندية سميث الضوء الأخضر عبر تصريح يتيح له مزاولة أعمال حلب الجمال لفترة عامين قبل أن يصار إلى تمديدها لفترة عامين آخرين حتى نهاية العام 2010، ولكن سميث على ما يبدو نجح فيما فشل فيه الآخرون إذ لم يتمكن ويلهيلم برتيلينج في ألمانيا من تأمين تصريح لبيع حليب الإبل نسبة لعدم بسترته (غليه وتعقيمه) وهو يقول «إن هذا الحليب يفقد كل مميزاته الغذائية والخاصة بالمناعة بمجرد تعقيمه». (عن انترناشونال هيرالد تريبيون)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©