السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأستراليون ينجحون في تركيب أول ترانزيستور مجهري

الأستراليون ينجحون في تركيب أول ترانزيستور مجهري
25 مايو 2010 21:26
تمكن علماء من مركز تكنولوجيا الكمبيوتر الكمومي التابع لجامعة نيوساوث ويلز في سدني بأستراليا، وبالتعاون مع علماء من جامعة وسكونسن- ماديسون في الولايات المتحدة، من بناء أصغر ترانزيستور في العالم يتألف من 7 ذرّات فقط من الفوسفور مصفوفة إلى جانب بعضها البعض داخل بلورة من السليكون يبلغ طولها 4 نانومتر (النانو يساوي جزء المليار من المتر). ويستخدم الترانزيستور الصغير في تنظيم وضبط شدة التيار الكهربائي المتدفق في الدارات التكاملية للكمبيوتر مثلما هي حال الترانزيستورات المتداولة الآن، إلا أن الترانزيستور الجديد يمثل خطوة كبيرة للانتقال إلى عصر الترانزيستورات ذات الأبعاد الذرّية التي تعدّ المؤلف الرئيسي لـ”لكمبيوتر الكمومي” quantum computer. كما أن صغر حجم الترانزيستور يؤدي إلى زيادة كبيرة في سرعة إنجاز العمليات الحسابية للكمبيوتر. وقال خبراء “معهد ميريديان” المتخصص بدراسات تكنولوجيا النانو “تكنولوجيا الأجهزّة بالغة الصغر”، أن الترانزيستور الجديد أصغر بنحو 2000 مرة من قطر الشعرة، ومن المنتظر أن يؤدي إلى زيادة السرعة الحسابية للكمبيوتر بملايين المرات مما هي عليه الآن. وستكون لهذا التطوّر نتائج باهرة متعددة وذات أبعاد هائلة على مستقبل تكنولوجيا المعلومات برمّته؛ ويقول باحثون شاركوا في هذا التطوّر إن من أهم فوائده أنه يجعل من المستحيل اختراق الشفرات وكلمات المرور، ويسهل عقد الصفقات التجارية الإلكترونية وتوثيقها، ويساهم في تحقيق تنبؤات لحظية أنجح لحالة الجوّ. وكل هذه التطبيقات وغيرها، تحتاج إلى سرعة حسابية أكبر بكثير من التي يمكن التوصل إليها الآن حتى تتحقق بنجاح أكبر. وتذهب العالمة الأسترالية ميشيل سيمونز التي شاركت في بناء الترانزيستور الجديد، في وصفها لنتائج هذا الإنجاز إلى حدّ القول: “وعند استخدام الكمبيوتر الذي يعتمد على الترانزيستور الجديد، سوف يتمكن الناس من حل أعقد المشاكل في غمضة عين والتي كان حلها باستخدام أسرع الكمبيوترات المستخدمة اليوم يستغرق ما يساوي عمر الكون”. وقالت سيمونز إن التطبيقات التجارية للاختراع الجديد ليس من المنتظر أن تتحقق قبل مرور خمس سنوات. ويعمل فريقها الآن على بناء أول كمبيوتر كمومي ذي سرعة فائقة والذي لن يزيد حجمه على حجم المعالج المصغّر الذي يستخدم في تشغيل الكمبيوترات المستعملة الآن. وتحت عنوان “معجزة التصغير”، ذكر علماء مركز “فيزورج” physorg أن الاختراع الجديد يفتح الطريق أمام عصر جديد من عصور الكمبيوترات القوية فائقة السرعة. وظهرت أخبار هذا الاكتشاف في العدد الأخير من دورية “نيشير نانوتكنولوجي” Nature Nanotechnology. وتقول سيمونز في المقال الذي نشرته الدوريّة عن هذا الاكتشاف: “إن الأمر هنا لا يتعلّق بالتحكم بالذرّات أو رؤيتها بواسطة المجاهر، بل إنه يعني أنه بات في وسعنا أن نقوم بترتيبها وصفّها بالدقة التي نريد حتى نصنع منها جهازاً إلكترونياً شديد الفعالية. ونحن نعتقد أن هذه الخطوة مصيرية للوصول إلى بناء الكمبيوتر الكمومي فائق القوة”. وتمضي سيمونز في وصف نتائج هذا التطور لتذكّر بأن أول كمبيوتر اخترعه الأستراليون عام 1949 بلغ من الضخامة بحيث كان من العسير أن تتسع له غرفة كاملة، وأما الآن وبعد هذا الاكتشاف، فسوف يكون في وسع المرء أن يلتقط ما يزيد عن عشرة حواسيب في قبضة يده. ويذكر أن العالم الأميركي ذا الأصل الياباني ميشيو كاكو كان قد تنبأ في كتابه القيّم “رؤى” الذي نشر عام 1998 بحلول عصر “الحاسوبية الوجودية” الذي سيشهد تصغير حجوم الكمبيوترات إلى الحد الذي يجعلها موجودة في كل مكان، كما ستكون متصلة جميعاً ببعضها البعض، وسوف يستخدم أي إنسان أكثر من 100 كمبيوتر دفعة واحدة حتى يتمكن من تسيير شؤونه اليومية. ويبدو بوضوح أن اختراع الترانزيستور الجديد يأتي في إطار تحقيق هذه النبوءات. عن موقع merid.org وموقع physorg.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©