السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السدو» حرفة محلية قديمة تتألق في الصين

«السدو» حرفة محلية قديمة تتألق في الصين
31 مارس 2011 20:03
تعتبر حرفة” السدو” من الصناعات التقليدية القديمة، المزدهرة في المنطقة، نظراً لوفرة استخداماتها، فهي تشكل العنصر الأساسي في تفاصيل مكونات البيئة المحلية، فظروف الحياة في الصحراء التي عاش فيها الأجداد طلباً للكلأ والماء، أرغمتهم على إيجاد مستلزمات للبيت يمكن تحضيرها من المواد المحيطة بهم أنى ارتحلوا. وبرعت النسوة في إنجاز قطع متنوعة كمستلزمات منزلية من صوف السدو تلبي احتياجات الأفراد إليها خلال حياتهم اليومية. معانٍ بيئية تسعى اليوم هيئات ومراكز تراثية في أبوظبي لإنعاش هذه الحرفة، خاصة لدى السيدات اللواتي يقبلن على العمل في تلك المراكز. تقول في ذلك إحدى العاملات في “مركز تطوير التراث” السيدة فاطمة محمد: “كان حنيني الجارف إلى الماضي حيث أمهاتنا كن يقمن بحياكة “السدو” وتأمين مفروشات البيت البسيطة من نتاج أياديهن، هو السبب الرئيس الذي نمى بداخلي هذه الهواية- الحرفة، في تصنيع وحياكة “السدو” وزخرفته بنقوش جميلة مليئة برموز ومعان مختلفة تعبر عن هوية البيئة الصحراوية كنقوش الدلة ودلال القهوة والإبل والصقور. وأخرى تحاكي دلالات ضاربة جذورها في عمق تاريخ المنطقة كنقوش القباب والهلال، وبعض الرسوم الهندسية من فن العمارة الأموية والعباسية. إذ تفردت بين زميلاتي بهوايتي الجميلة التي أستمتع بها وأمارسها بحب لا بمهنية فقط، لذلك حصلت على شهادات تقدير إبان مشاركاتي في بعض المهرجانات المحلية. كما شاركت مع فريق عاملات المركز في معرض الصين، فقد دفعنا هذه الحرفة المحلية إلى أن تتألق في الصين وتحصد إعجاب الأمم”. غزل الصوف تقوم السيدة فاطمة خلال دوامها في مركز تطوير التراث بإنجاز العديد من قطع السدو، تقول عن مراحل عملها: “أقوم بداية بإزالة الشوائب وبقايا العشب التي تكون عالقة بصوف الأغنام باستخدام أمشاط خشبية أسنانها حديدية كي تصبح أليافه صالحة للغزل، ثم أضع ألياف الصوف على “التغزالة” لأسحب الألياف منها وأغزلها، حيث يعتبر صوف الأغنام من أكثر الخيوط الأكثر شيوعاً لوفرته وحسن غزله ونسجه، فضلاً عن كون لونه الأبيض أكثر تفضيلاً لدى الناس، إذ يتصف صوف الغنم الأبيض بسهولة صباغته بأي لون. على عكس الوبر والشعر فيستخدمان بألوانهما الطبيعية ولا تنجح صباغتهما، فقد كان أهلنا في الماضي يستخدمون الأصباغ الطبيعية المستخرجة من الأعشاب الصحراوية، لكن حالياً تشترى الخيوط الصوفية والشعر مصبوغة آلياً أو نشتري الأصباغ من الأسواق ونمزجها يدوياً. بينما نعتمد في العديد من قطع “السدو” على لونها الطبيعي الذي يفضله السياح ويقتنون منه قطع صغيرة كهدايا تذكارية”. مشغولات متنوعة حول قطع المشغولات المصنوعة من “السدو” وأسمائها، تقول فاطمة: “أنجز قطع سدو تسمى في منطقة الخليج “الساحة” وهي المفارش التي تستخدم في فرش المجالس والديوانيات، وتصنع عادة من الخيوط المبرومة، وتسمى عادة “البساط”، وهناك “المساند” وهي عبارة عن مجموعة وسائد أو “تكية” يستند إليها الجالسون في المجلس، ويتم تزيينها بـ”الخشام” أي تطريز أطرافها لتعطي رونقاً جذاباً”. وهناك “الدثارة” وهي نسيج جميل وقليل السماكة، يستخدم كغطاء للنوم في الشتاء. بينما يعد”بيت الشعر” القطعة الأكبر من مشغولاتنا، فهو الخيمة والمسكن المتنقل لأهل البادية، ويصنع من الصوف أو الماعز بلون أسود أو بني. وهناك “المزواد” وهو كيس كبير يستخدم لحفظ الملابس، له حياكة أعلى فتحة الكيس. يماثله قليلاً “العدل” وهو عبارة عن كيس كبير لحفظ الأرز أو القمح، وكانت العدول قديماً تصنع من القطن نظراً لمرونة خيوطه. وكذلك هناك “الحقائب” وهي قطعة معروفة من اسمها، كانت جداتنا تضعن فيها بعض الحلي التقليدية أو الدخون وأدوات الزينة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©