يتوقع في المستقبل غير البعيد أن تحلق أساطيل طائرات تجارية بلا طيار في سماء الولايات المتحدة. وستوظف شركات في قطاع واسع من الصناعات طائرات بلا طيار (درونز) من نطاق واسع أيضاً من الأنشطة. وحين تنطلق هذه الطائرات في السماء سيتدفق وابل هائل من البيانات. وذكر «بريان كرزانيتش» رئيس مجلس إدارة شركة «انتل» في مؤتمر اكسبونينشيال السنوي لجمعية الأنظمة الدولية للمركبات التي (لا تديرها أطقم بشرية) في دالاس وهو أكبر معرض لهذه الصناعة أن «البيانات هي النفط الجديد». وأشار إلى تنامي «الفصل» التنافسي بين الشركات التي تجمع وتفهم بياناتها وبين الشركات التي لا تفعل هذا. وذكر كرزانيتش أن سيارة ذاتية القيادة تستطيع جمع القدر نفسه من البيانات الذي يستطيع جمعه 3000 شخص يتصفحون الإنترنت بينما يستطيع أسطول صغير من طائرات بلا طيار جمع 150 تيرابايت من البيانات في اليوم (التيرابايت تساوي 1000 جيجابايت). وأكد كرزانيتش «معدل البيانات سينفجر أمامنا في السنوات القليلة المقبلة». لكن كيف نعالج انفجار هذا الكم الهائل من المعلومات؟
فقد ذكرت شركة لوكهيد مارتين في موادها الترويجية لبرنامجها «هايدرا فيوجن تولز» أن «نظام التشغيل المسير عن بعد لم يعد نشاطا مستقلا بذاته بعد. هناك مجموعة من الخرائط والصور ومقاطع الفيديو والمعلومات التي تذاع إلى المشغلين، وهذا يحتاج إلى دمجه في صورة تشغيل مشتركة». ولا عجب أن يقود هذا الطرح إلى مجموعة من نماذج الأعمال الجديدة التي تستهدف مساعدة الشركات في التنقيب وسط جبال المعلومات هذه واستغلالها.
وفي هذا العالم تظهر شركة إيرباص، وهي تكتل للصناعات الجوية الأوروبية. فقد أعلن «ديرك هوك» رئيس مجلس إدارة مجموعة الفضاء والدفاع في إيرباص إن تكتل الطيران يدشن شركة جديدة للبيانات أطلق عليها «إيرباص إيريال» لتقديم مجموعة من خدمات المركبات الجوية المسيرة عن بعد وهو مجال يُتوقع أن تصل به الشركة إلى أكثر من 120 مليار دولار سنويا مع توسع استخدام هذه الأساطيل. وقدم هوك تصورا للشركة الجديدة في معرض اكسبونينشيال. وانتشار الطائرات التجارية بلا طيار لن يتعلق بتوصيل البيتزا أو الأقمصة الجديدة بشكل أسرع-رغم أن هذا يجري التفكير فيه- لكنه يتعلق بتغيير أكبر في كيفية توظيف الشركات لعمليات المسح الجوي والبيانات لتغذية أنشطتها، يحفزها في ذلك الكفاءة والقواعد الأميركية الجديدة التي تسمح للأنظمة التجارية التي بلا ملاح أن تعمل على مسافات أبعد وبشكل ذاتي.
ومن المحتمل أن تنقل مجموعة من الشركات تتراوح بين شركات التأمين والمرافق إلى شركات العقارات والطاقة بعض عملياتها إلى المركبات المسيرة عن بعد. وبعض الأعمال التي تنفذها حاليا الطائرات الهليكوبتر يمكن أن تضطلع بها الطائرات التي بلا طيار وبتكلفة أقل. وعلى سبيل المثال، تجد شركات التأمين أن المسح الجوي وسيلة جيدة لتقييم المطالبات باسترداد التأمين بعد الأعاصير وللمساعدة في فهم المخاطر في أنشطتها للاكتتاب. وتستهدف شركة إيرباص إيريال جمع البيانات من أسطول، يضم ثمانية أقمار صناعية وطائرات بلا طيار لضمها في خدمة معلومات من أجل الزراعة والتأمين والنفط والغاز والمرافق والحكومات على مستوى الولايات والبلديات. وشركة إيرباص إيريال ستتخذ بالقرب من مدينة ميونيخ الألمانية مقرا، وسيكون لها مكاتب في ولاية اتلانتا الأميركية.
إيرباص بالفعل لديها مركبات جوية بلا أطقم بشرية، تعمل بالطاقة الشمسية على ارتفاع كبير، يطلق عليها «زيفر» تظل محلقة في الجو ما يصل إلى 14 يوما على ارتفاع يبلغ نحو 70 ألف قدم.
وذكر جيسي كالمان الذي سيقود وحدة عمليات إيرباص في الولايات المتحدة أن معظم الزبائن سيكون لديهم حاجة محددة لخدمات شركات مثل «إيرباص إيريال ولن يبالوا بالطريقة التي جُمعت بها المعلومات سواء كان هذا عن طريق طائرات بلا طيار أو أقمار اصطناعية أو وسائل أخرى. وأضاف كالمان أن الأسعار في شركة إيرباص إيريال ستتحدد على الأرجح وفقا لسوق أو زبون معين، وتتراوح بين الطائرات التي تستخدم لمرات مختلفة أو تلك التي تستخدم في عمل واحد فحسب. وأشارت «نازلين كانجي» مديرة برنامج في شركة «ايروفيرونمينت»-مقرها سيمي فالي بولاية كاليفورنيا وهي شركة تتعاقد لإنتاج طائرات بلا طيار وتعد برامج تحليل للجيش وللاستخدام المدني- إلى أنه ما أن تحلق هذه الطائرات التجارية في السماء حتى سيجد الذين يشغلونها صعوبة في التعامل مع مشكلة «النهم الكامل للمعلومات. إنه تحد شائق بسبب القدر الكبير من البيانات الذي تولده طائرات بلا طيار- نحن نتكلم عن كم كبير من البيتابايت». البيتابايت يساوي 1000 تيرابايت. وتعتقد كانجي أن السوق ستشهد «باعة مختلفين» بينهم شركات تقدم تخزين البيانات فحسب بينما تبيع شركات أخرى التحليلات وجمع البيانات أو شركات تجمع بين النشاطين.
*محلل اقتصادي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
عدد اليوم
