الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر القرآن والرحمة

شهر القرآن والرحمة
25 مايو 2017 02:06
من أعظم نعم الله علينا أن جعل لنا شهراً مُميّزاً عن بقية شهور السّنة نغتسل فيه من الآثام والمعاصي، ونُجدّد عزيمة التّوبة والإيمان، فشهر رمضان فضّله الله عز وجل عن بقية الأزمنة والشّهور، وهو شهرٌ مُقدّسٌ عند جميع المسلمين في كل بقاع العالم، فهو شهر الصّيام والقرآن والبرّ والغفران، وشهر العتق من النّيران، وشهرٌ تُفتح فيه أبواب الجِنان، تتّجه فيه قلوب المسلمين نحو الإيمان والإكثار من قراءة القرآن، ويجتهدون في جميع الطّاعات والعبادات، ويكثر فيه التّكافل والرّحمة، وتُصفّد فيه الشّياطين في البحار، وهو الشّهر الذي أُنزل فيه القرآن، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، «سورة البقرة: الآية 185»، ويُعتبر صوم رمضان من أركان الإسلام الخمسة التي يتوجّب على المسلم تصديقها والعمل بها.? والصيام جُنة من النار وجنة من الشهوات يحفظ صاحبه بإذن الله من الآثام والوقوع في الحرام، كما أنه سبيل إلى الجنة وسبب من أسباب تكفير الذنوب، جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبن الكبائر»، كما أن الصيام سبب من أسباب إجابة الدعاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد»، (رواه ابن ماجة والحاكم). وفي رمضان يجتمع للمؤمن جهادان لنفسه، جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام وتلاوة القرآن، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفّى بحقوقهما وصبر عليهما وُفي أجره بغير حساب، كما أن رمضان فرصة سانحة لإحياء المساجد والبيوت بقراءة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره وتدبر معانيه، وما ذاك إلا لأن شهر رمضان المبارك موسم للخيرات وتتنوع فيه الطاعات وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران، وكان جبريل عليه السلام يدارس رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان. من آداب الصيام أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعاً، فلا يتقدم ولا يتأخر عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا» متفق عليه، وأيضاً تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني، وتعجيل الفطور إذا تحقق غروب الشمس، ويستحب أن يفطر الصائم كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يفطر وذلك على رطبات، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء. الإسراف في أنواع المطاعم والمشرب، وهذا أمر لا يليق بالمسلم، وأيضاً النوم الكثير في نهار رمضان، لما يترتب عليه من فوات صلاة الجماعة وربما تأخير الصلاة عن وقتها، وتعجيل السحور وتأخير الفطور، يعجل بالأول أو يؤخر بالثاني زعماً منه أنه يمكث فترة أطول وهو ممتنع عن الطعام، أو لأنه يتكاسل عن القيام للسحور قبل طلوع الفجر، أو التأخر عن صلاة المغرب، وكلاهما خطأ فيه مخالفة للسنة، كما أن ترك السواك بعد الزوال تحرجاً من الإثم خطأ، والصواب أن السواك مشروع قبل الزوال وبعده. يوسف أشرف - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©