مسابقة «البلاك بوكس» للطهي.. تنافس في الطعم والشكل واللون

ما زالت مباريات الطهي تحتل الصدارة في عالم الجذب السياحي، متنقلة منذ بداية السنة ما بين إمارات الدولة. فبعد “مهرجان فنون الطهي - أبوظبي”، و”مذاق دبي”، تشهد البلاد هذه الأيام استعدادات حثيثة لإطلاق النسخة الثالثة من مسابقة “البلاك بوكس – 2010”. الحدث الضخم الذي يستضيفه فندق “مدينة جميرا” يومي 31 مايو و1 يونيو، يقام سنوياً في أكثر من 27 دولة سياحية، من ضمنها الإمارات كواحدة من أهم الوجهات الراقية في صناعة الضيافة. ووسط حضور نخبوي للجنة التحكيم الدولية، حيث تعلو وتيرة تحدي الإبداعات بين الطهاة المرشحين لنيل الجوائز من ضمن 15 فندقاً من فئة خمس نجوم في دبي. “بلاك بوكس للطهي” هي مسابقة سياحية عالمية تعدها شركة اللحوم والماشية الأسترالية، ويتنافس خلالها عدد من الطهاة الموهوبين في القطاع الفندقي. وتهدف إلى تطوير مهارات الطهاة الشباب في دول العالم، من أجل حثهم على التميز في مجال الطهي الذي يستحوذ على اهتمام فئة كبيرة من الرواد المحليين والسياح الأجانب. ويقام لكل مسابقة حفل تقديم جوائز للإعلان عن الفندق الفائز من بين الفرق المشاركة، والذي يشارك بدوره في المسابقة العالمية. ترعى الحدث المنتظر دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، مع دعم من جمعية الطهاة العالميين وجمعية الإمارات للطهي، تقديراً لمساهمة قطاع اللحوم الأسترالية في الارتقاء بفنون الطهي في قطاع الضيافة المحلي. كواليس التحضير من كواليس التحضير للحدث العالمي الذي يتجاوز حجم أي مسابقة أخرى، عرفنا أنه بناء على قواعد التحدي في المسابقة، سوف يطلب من الفرق المتنافسة ابتكار قائمة طعام تضم 4 أطباق في مدة لا تتجاوز ساعة واحدة. ويكون ذلك الأمر بعد اختيار مكونات الأطباق من لجنة “البلاك بوكس”، والتي يكشف عنها صباح الاثنين المقبل. وتشمل قائمة المكونات التي تختلف من بلد إلى آخر ومن دورة إلى أخرى، لحم البقر والضأن الأسترالي، إلى جانب تشكيلة منوعة من الخضار والفاكهة، ومواد أخرى توفرها شركات الخدمات الغذائية العالمية والمحلية التي تدعم المسابقة. آلية الامتحان التي ترسم شكلها المسابقة العالمية، عبارة عن صندوق أسود تتسلمه الفرق المشاركة، ويكون مملوءاً بمكونات سرية متماثلة تتضمن لحوماً أسترالية وخضراوات وتوابل ومؤناً ومنتجات الألبان وفاكهة، وسيكون على كل فرقة تقديم طبق من المكونات المشار إليها. الأكثر تميزاً بعد مرحلة التحضير للأفكار وإمكانية تطبيقها في أفضل شكل وطعم ولون، تبدأ الفرق المشاركة يوم الثلاثاء المقبل بعرض مواهبها المبتكرة في تطوير قائمة الطعام. هكذا، وضمن الشروط المطلوبة والفترة المحددة، يقدم الطهاة أفضل ما لديهم إلى فريق الحكام لاختيار الفندق الفائز. ولا تعلن النتيجة إلا بعد التأكد من أنها تطابق المواصفات العالمية التي تضعها اللجنة المتنقلة من بلد إلى آخر لانتقاء الأكثر تميزاً وإبداعاً. ويتم الحكم على اللوائح الشاملة من قبل نخبة من الطهاة العالميين، وذلك وفقاً للطعم والمهارة والابتكار والجدارة الفنية. على أن يكون ذلك في حفل العشاء الذي ينظم خصيصاً لنيل التقدير في مجال فنون الطهي. وإلى ميزة الاطلاع على مزايا منتجات اللحوم الأسترالية الحلال وتنوعها، يحظى الطهاة المتنافسون بفرصة اكتشاف قدراتهم الإبداعية في مجال الطهي والارتقاء بخدمات الضيافة في الفنادق التي يمثلونها. معايير الجودة تعليقاً على مسابقة “البلاك بوكس” التي تقام للسنة الثالثة على التوالي في دبي، تقول أروى الغماي، مدير إدارة العمليات والمتابعة في دائرة السياحة والتسويق التجاري “إن الدائرة تدعم المبادرات التي ترتقي بمعايير الجودة في صناعة الضيافة بما يعزز مكانة دبي السياحية الرائدة”. وتعتبر أن هذا الحدث المتخصص بفنون الطهي يشكل إضافة نوعية إلى قائمة الفعاليات التي يشهدها قطاع السياحة والفنادق سنوياً في دبي”. من جهته، يذكر لاكلان بوتل، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيئة اللحوم والماشية الأسترالية أن الجانب الأسترالي يقدر عالياً رعاية دائرة السياحة لجهودنا. “ونحن واثقون بأن المسابقة سوف تكون مرة أخرى مناسبة مثالية لمكافأة الابتكار والتميز في فنون الطهي بدبي”. وتشكل هذه الفعالية أيضاً وجهاً آخر من أوجه التزام الهيئة بالارتقاء بمعايير الضيافة والسياحة المحلية، وبدعمها للطهاة الشباب”. ويوضح كريستيان جرادنيتزر، الشيف التنفيذي في فندق “مدينة جميرا” وأحد المشاركين في المسابقة في نسختيها السابقتين، أن أهمية إيجاد حالة تنافسية بين الطهاة تشجع على التميز والخروج عن المألوف. ويشير إلى ضرورة دعم مثل هذه المسابقات التي تصب في خدمة العلامات الفارقة في عالم الطهي. فنون الطهي من ضمن مسابقات الطهي في البلاد، تنظم هيئة السياحة في أبوظبي سنوياً “مهرجان فنون الطهي”، الذي ينتظره أقطاب صناعة الضيافة في العالم. وتستضيف فيه كبار طهاة المطابخ العالمية من حاملي نجوم “ميشلين”، وهي تمنح للطهاة المميزين في البلدان السياحية. وتقام على هامشه الكثير من البرامج وورش العمل التي تلبي طموحات فئة كبيرة من أصحاب الاختصاص والذواقة من الأفراد. ويأتي هذا المجهود احتفالاً بالتمازج الثقافي من الباب الواسع لفنون الطهي بين أبوظبي ودول العالم، مما يدعم المفهوم السياحي والحضاري الذي بات علامة فارقة في مسيرة العاصمة. ويرقى بها إلى مستويات جديدة من خلال الحرص الدائم على تقديم أفضل المطاعم العالمية وأجود المشروبات وخدمات الضيافة. ويجمع المهرجان الحدث بين الثقافة وفنون إعداد الطعام بما يعكس الحياة العصرية من جهة، والحفاظ على التراث العربي الثري من جهة أخرى. «مذاق دبي» استحق “مذاق دبي” في دورته الماضية، التي أُقيمت في شهر مارس الفائت، جائزة “أفضل مهرجان للطهي في الشرق الأوسط”. وهو لا يشكل احتفالية سياحية وحسب، وإنما كذلك مباراة تنافسية على الطعم والجودة والزينة. والجمهور الذي يترقب فعاليات المهرجان، هو على موعد دائم مع مجموعة من المطابخ والفعاليات الترفيهية. إضافة إلى إمكانية التواصل مع الطهاة العالميين وتذوق أطباق أفضل مطاعم المدينة وتبضّع المكونات والمأكولات المميزة واختيار المناسب من عروض البطاقات المختلفة. هو أكثر من مهرجان للمأكولات والمشروبات؛ لأنه يشبه الكرنفال بما يتضمنه من أجواء فرح خصوصاً أنه يقام في الهواء الطلق وعلى وقع الموسيقى الحية الترفيهية. وهناك، حيث تتوزع الخيم وأجنحة الطعام بما لذ وطاب، يتم تقديم مزيج من المطابخ والأطباق المنوعة التي يحضرها كبار الطهاة المتخصصين في مطاعم المدينة. والحدث الذي تشارك فيه كافة أفراد الأسرة، يشكل فرصة مناسبة لتذوق أصناف مختلفة من الطعام والتعرف من قرب إلى أفضل المكونات من المواد الغذائية والمشـروبات المبتكرة.