الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعدوا لشهر الغفران

25 مايو 2017 02:07
قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، (رواه النسائي وحسنه الألباني). ونحن في هذه الأيام المباركة من أواخر شعبان، لا بد أن يكون لنا وقفة؛ فهو آخر محطات الاستعداد لدخول شهر العتق من النيران، شهر رمضان شهر القرآن، فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية وما يبذلونه... فما بالك بطلاب الآخرة ولا يقارن الثرى بالثريا ألست أولى منهم؟! كان السلف، رحمهم الله، بعيد رمضان يدعون الله أن يتقبله منهم لستِّة أشهر ثم في الستة أشهر الباقية، يدعونه أن يُبلغهم رمضان القادم، فانظر لمدى استشعارهم لمكانة رمضان وأيامه الغالية... فبإذن الله ما نبغيه ونستعد له، هي عبادات موجودة في الأصل وليست بدعة في الدين، ولكن الهدف كيف نزيد من هذه العبادات. قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: (وَسَارِعُوا إِلَىَ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 133». وقال تعالى: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَ?لِكَ فَلْيَتَنَافَسِ...)، «سورة المطففين: الآية: 26». نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن، فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية؛ فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن قد لا تعود أبداً؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفاً وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان مت على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله. هذا ولنر سوياً بعضاً من خطط الإعداد لرمضان في أيام شعبان، ولكن قبيل البدء نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك في هذه الأيام المباركات إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك في دورة الإعداد لرمضان، وبإذن الله نسير على هذا الديدن طوال العام، فتصبح أيامنا جلها كثيرة الحسنات جميلة النفحات - إن شاء الله .. أرأيت إن كنت تتوقع زائراً جليلاً لبيتك، ووجدت البيت متسخاً. هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولاً إلى تنظيفه قبل أي شيء؟ ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقاّفاً عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهراً منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك.. وتذكر أن الله تعالى يغار، وغيرته أن تُنتهك محارمه. وإياك أن تُسوِّف التوبة، وأن يغرّك حلم الله وستره؛ فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصاً صواباً موافقاً للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك ومعارفك من الآن. هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: 183». رونق جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©