«فولكس فاجن 1 لتر كونسيبت» .. تستهلك لتراً واحداً من المازوت في كل 100 كيلومتر

حفلت منصّات العرض في معرض فرانكفورت بعجائب السيارات التي تظهر لأول مرة وهي تحمل الكثير من الجرأة في التصميم. فبعضها يبدو أشبه بلعب الأطفال ذات الحجم الكامل كتلك التي عرضتها شركة رينو تحت اسم «تويزي زيرو إميشن»، وهي سيارة كهربائية بنسبة 100 بالمئة وذات تصميم غريب، قوامه مقصورة كروية الشكل تتسع لراكب منفرد، وبها بابان مصراعيان ينفتحان إلى الأعلى، وهيكل لا تنقصه الغرابة من حيث أسلوب وطريقة التشكيل. واستقطبت انتباه زوّار المعرض أيضاً، سيارة غريبة الشكل عرضتها شركة فولكس فاجن تحت اسم «1 لتر كونسيبت» 1 Litre Concept ، تبدو وكأنها طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» فقدت جناحيها لأنها تتألف من صفّ واحد من المقاعد يتسع لمقعدين مثبتين وراء بعضهما البعض. وفيها، تختلط وظيفتا السقف والأبواب حيث يتألف السقف كله من قطعة واحدة متمفصلة مع قاعدة الهيكل، ويمكن رفعها بسهولة إلى الأعلى حتى يتمكن الراكبان من الدخول أو الخروج إلى السيارة. وكانت شركة فولكس فاجن قد عمدت إلى كشف النقاب لأول مرة عن «1 لتر كونسيبت» خلال الاجتماع السنوي الثاني والأربعين لحملة أسهم الشركة والذي نظم في مدينة هامبورج الألمانية مؤخراً. إلا أن الشركة حرصت على إخفاء أسرارها تماماً بانتظار انطلاق فعاليات معرض فرانكفورت الذي يعدّ الحدث الأضخم على الإطلاق في عالم صناعة السيارات. وكان لـ «1 لتر كونسيبت» أن تحدث المفاجأة الكبرى عندما انطلقت من مصانع الشركة في فولسبورج إلى مقر الاجتماع المذكور الذي انعقد في مدينة هامبورج واتضح أن معدل استهلاكها من الوقود خلال هذه المسافة الطويلة بلغ 0.89 لتر في كل 100 كيلومتر. وكان مبعث سرور فرديناند بيتش رئيس شركة فولكس فاجن هو أن هذه النتيجة التي حققتها «1 لتر كونسيبت» من حيث مستوى الاستهلاك، تقفز بها إلى المرتبة الأولى عالمياً من حيث انخفاض معدل استهلاك الوقود من دون منازع. ولعل الأهم من كل ذلك أن هذه النتيجة تؤكد ريادة خبراء شركة فولكس فاجن في مجال ابتداع تقنيات زيادة فعالية حرق الوقود ضمن محركات الاحتراق الداخلي. ثم إن هذا الانخفاض الذي لا يكاد يصدّق في معدل استهلاك الوقود، يتفق مع التوجّهات الصناعية الحديثة التي تسعى إلى تحقيق أعلى مستويات الصداقة مع البيئة وخفض معدلات انبعاث الغازات التي تسبب زيادة حرارة الكوكب وفي مقدمتها غاز ثاني أوكسيد الكربون. وقالت مصادر فولكس فاجن، إن مشروع بناء «1 لتر كونسيبت» الذي انطلق العمل به قبل أقل من سنتين فقط، كان يهدف أساساً لإنتاج سيارة جديدة يمكنها أن تستهلك لتراً واحداً من المازوت في كل 100 كيلومتر، إلا أن «1 لتر كونسيبت» أثبتت بعد أن تحولت إلى حقيقة واقعة، أنها قادرة على تحقيق نتيجة أفضل مما توقعناه منها. ولـ «1 لتر كونسيبت» شكل سهمي يهدف إلى تخفيض مقاومة الهواء إلى أدنى الحدود الممكنة. ومن أجل تجسيد هذا الشكل تم اختيار أبعاد غريبة وغير معهودة للسيارة من حيث الطول والعرض، حيث يبلغ طولها 3.47 متر، وعرضها 1.25 متر. وكان لا بد أن يترتب على هذا الاختيار ترتيب مقعدي السيارة بحيث يصطفّان وراء بعضهما بدلاً من أن يكونا متجاورين. وتتألف مجموعة الدفع في «1 لتر كونسيبت» من محرك توربيني يحرق زيت الديزل ويتألف من أسطوانتين والذي تمت إعادة تطويره بالكامل، حيث يعمل بالحقن المباشر المضاعف للمازوت. ويتم تشغيله في نمطين مختلفين اعتماداً على حالة الطريق. في نمط «ECO»، يولد محرك TDI بسعة 800 سم مكعّب قدرة تبلغ 20 كيلوواط أو 27 حصاناً عند 4000 دورة في الدقيقة؛ وفي نمط «Sport» تصل القدرة إلى 39 كيلوواط أو 29 حصاناً عند 4000 دورة في الدقيقة. أما عزم الدوران الأقصى لمحرك TDI، فيبلغ 100 نيوتن متر عند 1900 دورة في الدقيقة. ويمكن أن تبلغ سرعتها القصوى 160 كيلومترا في الساعة، ويبلغ معدل إطلاق محركها لثاني أوكسيد الكربون 39 جراماً في كل كيلومتر. ويتفق الكثير من الخبراء والمراقبين على أن «1 لتر كونسيبت» تعدّ من أعاجيب التكنولوجيا الحديثة من حيث انخفاض معدل استهلاكها من الوقود. وهيكلها مصنوع من ألياف الكربون ،