الرحباني يمزج الموسيقى بالدراما

عاش جمهور مهرجان أبوظبي ليلة متفردة مزجت فيها الدراما مع الموسيقى، في تقديم رائع وأداء أروع، تألقت فيه الفنانة هبة طوجي والفنان وديع أبي رعد في الغناء الفردي والثنائي، برفقة الفنان أسامة الرحباني في العزف على البيانو في رؤية مختلفة ومميزة، لتختتم يوم الثلاثاء الماضي فعاليات قاعة زها حديد، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2011. أحيا الموسيقار اللبناني أسامة الرحباني أمسية مميزة، تتفرد بروعة ألحانها ونقاء أجوائها الموسيقية، عرض من خلالها روائعه الموسيقية وتجلياته الخاصة الشعرية والموسيقية، بالإضافة إلى روائع من مكتبة الأدب العربي لأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني وجبران خليل جبران، وحضرت المسرحيات الغنائية “سقراط”، “ملوك الطوائف”، “زنوبيا”، “المتنبي”، “حكم الرعيان” في أجزاء منها على خشبة زها حديد ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2011 التي اختتمت مؤخرا. استطاع أسامة الرحباني خلال أمسيته أن يعيد الناس إلى زمن الفن الجميل، حيث استهل الحفل بالعزف على البيانو ارتجالا. في هذا السياق، قال “قدمت لكم نوعا من الارتجال على البيانو، وطبيعي أن يكون عند كل إنسان أفكار يريد التعبير عنها، ويمكن أيضا أن يكون عند الإنسان أفكار معينة ولكن طبيعة المكان تلهمه بأفكار أخرى، فأنا سعيد بوجودي في هذا المهرجان الكبير، وأشاد أيضاً بالتنوع الثقافي الذي يوجد على أرض أبوظبي”. وأضاف أن “الأمسية ستكون مميزة ومختلفة إذ ستمزج الموسيقى بالدراما، وتتغير صعودا ونزولا في خط درامي معين تبعا للموضوع”. بينما أتحف الحضور أداء كل من السوبرانو هبة طوجي والتينور وديع أبي رعد في روائع متنوعة بدءاً من العزف المنفرد على البيانو وأغنيات من شعر أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني، وأغنيات من تأليف وألحان أسامة ومنصور الرحباني، كما تقدمت وللمرة الأولى أغنية “المرتزقة” التي تم تأليفها سنة 1985، ولكن لم يكتب لها الظهور إلا في مهرجان أبوظبي، الذي يرعاه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يقول مطلعها “مرتزقة حريتهم رهن القتل” التي أدتها الطوجي بطريقة رائعة مع وديع أبي رعد، كما تغنت قصائد أخرى بكثير من الإحساس حيث كانت مفعمة بالمشاعر، وبرع الفنانون في تأدية هذه الأغاني الممسرحة، بحيث كانت تقاسم وجوههم تتغير بانفعالات الأغنية وكلماتها، فتارة ترى وجوههم مبتسمة ومرات تراها متجهمة، وملأت الدموع أعينهم حينما أدوا أغنية من قصائد المتنبي في رثاء أخته خولة. نجحت الطوجي وأبي رعد في إدخال الجمهور في جو الأغاني التي كانت أغلبها على شكل مسرحيات، واختتمت الأمسية بالجزء الأول والثاني من رائعته “المحبة” من كلمات جبران خليل جبران، والتي لحن الرحباني جزأها الأول، بينما أعاد توزيع موسيقى بيتهوفن لجزئها الثاني، ولعبت الآلات الموسيقية دورها في تصعيد الخط الدرامي وتخفيفه من أغنية لأخرى، حيث استعمل الناي في مواقع معينة، بينما رافق العزف على البيانو في أغانٍ أخرى وعزف على كل الآلات في أغانٍ أخرى تبعا لطبيعة الموضوع وفكرته وإيقاعه، فالمتتبع يدرك أن اختيار الآلات كان مدروسا ومتقنا. بداية بلا نهاية ولد أسامة الرحباني في بيروت عام 1965 وهو ابن الفنان الأسطورة منصور الرحباني، وترعرع في كنف أكثر السلالات الفنية اللبنانية شهرة، وكان محاطاً بالإبداع والموسيقى من سن مبكرة جداً، وتعلم عزف البيانو في سن الثامنة على يد عازف البيانو الشهير هاجوب أرسلانيان، وبعد قضائه ثلاث سنوات في الجامعة اللبنانية في بيروت، توجه إلى جامعة بيركلي للموسيقى في بوسطن الأميركية لتلقي المزيد من التدريب، وفي عام 2005، قام بتأليف وتوزيع وإنتاج مسرحية جبران والنبي، المقتبسة عن كتاب لجبران خليل جبران، والتي عرضت في مهرجان جبيل وفي فورم دو بيروت، من آخر أعمال ألبوم كلاسيكي بعنوان “تآزر” قام بإنتاجه بالتعاون مع أوركسترا لندن الفلهارمونية وجوقتها،يعتبر الفنان وديع أبي رعد فناناً متميزاً، درس الموسيقى وتخصص في الأداء الأوبرالي في “Accademia Musicale Chidiana”، سيينا، إيطاليا، كما شارك في ورش عمل لأهم مغني الأوبرا أمثال: راينا كابايفانسكا، روبيرتو سكانديوزي، وأحيا حفلاته الخاصة في لبنان، إيطاليا، سوريا، فرنسا، بلغاريا، الأردن والمملكة المتحدة. وانضم إلى الراحل منصور الرحباني في سن الرابعة عشرة، وعمل في المسرحيات الغنائية “سقراط”، “ملوك الطوائف”، “زنوبيا”، “المتنبي”، ويعمل الفنان وديع أبي رعد منذ العام 2003 مدرساً للأداء الصوتي في البرنامج التلفزيوني العربي الشهير “ستار أكاديمي”. هبة طوجي.. قدرات صوتية الفنانة هبة طوجي تعتبر مغنية سوبرانو استثنائية ذات موهبة متميزة، وتنسجم قدراتها الصوتية مع أنماط الغناء وأنواع الموسيقى الشرقية والغربية، وبالإضافة إلى الأوبرا، تغني هبة أغاني البوب، والجاز، والبلوز، وهي تتحدث العربية والانجليزية والفرنسية بطلاقة، كما عملت بشكل مكثف مع المؤلف الموسيقي اللبناني أسامة الرحباني