الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لسه في أمل» تقتحم القضايا الشائكة بالكوميديا والاستعراض

«لسه في أمل» تقتحم القضايا الشائكة بالكوميديا والاستعراض
25 مايو 2010 21:39
يمثل العرض المسرحي الجديد “لسة في أمل” عودة حقيقية للكباريه السياسي في مصر بعد غياب سنوات عن مسرح الدولة. ويلعب بطولة العرض غادة إبراهيم والمطرب سامح يسري وعادل الفار ومجدي فكري وعدد من فناني البيت الفني للمسرح تأليف وأشعار حمدي نوار وإخراج عصام سعد. - ويتناول العرض العديد من القضايا ويناقش أحوال المواطن البسيط ومعاناته وغياب العدالة وانتشار الفساد والظلم، وذلك في إطار غنائي استعراضي ممتع لا يخلو من الكوميديا السوداء الساخرة. مزج الماضي بالحاضر واختار المخرج عصام سعد أن يمزج بين الماضي والحاضر بذكاء في معالجة تجعل المتفرج يشعر بالدهشة في تلك النقلات الموحية. وتنوع الحوار بين العامية والفصحى. وتدور الأحداث في فترة زمنية غير محددة، حيث تبدأ المسرحية بمشهد في أحد الأسواق القديمة لنجد النخاس يعرض بضاعته من الرقيق الأبيض رجالاً ونساء وتحمل مجموعة منهم لافتات تشير إلى انهم يحملون مؤهلات عليا بعضهم حاصل على ماجستير أو دكتوراه وليسانس أو بكالوريوس. ويأتي أحد الأثرياء “أمير الدهاء” ـ عادل الفار ـ لشراء جارية ويطلبها بمواصفات خاصة وفائقة الجمال، ويقدم له النخاس “واصل” ـ مجدي فكري ـ الفتاة الجميلة “ميسون” ـ غادة إبراهيم ـ لكنه رغم إعجابه بها يعدل عن شرائها ويفضل اختيار غلام صغير. ونرى الجارية “ميسون” تبكي وتتوسل إلى الثري ليشتريها وتعرض عليه مهاراتها في الغناء والرقص وقدرتها على القيام بكل ما يرضيه، لكنه يرفض وفي تلك الأثناء يظهر قائد الشرطة بملابسه التاريخية مع جنوده ليعلن رصد مكافأة كبيرة لمن يبلغ عن الشاعر المعارض “سعد الدين صادق” ـ سامح يسري ـ الذي أصبح مطلوباً بسبب إثارته للرأي العام وتكدير السلم وإزعاج السلطات ويحذر من تداول إشعاره أو غنائها. إيقاظ الهمم بالشعر وتمضي الأحداث ليظهر الشاعر “سعد الدين صادق” ـ سامح يسري ـ ويعرض شراء الجارية “ميسون”؛ ولأنه لا يملك سوى أشعاره يقترح على النخاس “واصل” قبول التنازل عن أشعاره وحق بيعها مقابل حرية “ميسون” وبعد تردد يقبل النخاس، حيث ينصحه البعض بأن هذه الأشعار ممنوعة من التداول، وبذلك فهي بضاعة رائجة وستدر عليه عائداً كبيراً مثل كل الممنوعات، ولكن المفاجأة أن الجارية “ميسون” تصاب بالحزن والغم؛ لأن الشاعر حررها من العبودية وتبرر حزنها قائلة: “ما فائدة الحرية بلا مأوى أو طعام؟ وما معنى الحرية أو الكرامة بلا عمل شريف؟ فلا كرامة بلا عمل شريف”. ويحاول “سعد” أن يؤكد لها أن هناك أملاً في أن يتحرك الناس الذين اختاروا الصمت العاجز وأمام التضييق عليه يضطر الشاعر المناضل “سعد” للتخفي في زي عامل بسيط ليتسلل إلى اجتماع الحكماء والقادة وينكشف أمره؛ لأنه يتدخل في نصحهم بعد أن وجد أن كل همهم هو الحفاظ على كراسيهم وتجويع الشعوب وإغراقها بالوعود الكاذبة السحرية وممارسة البطش والقهر. ويستمر الصراع وتنجح “ميسون” في تقديم رشوة إلى قائد الشرطة وتنقذ الشاعر “سعد” ليعود إلى الجموع البسيطة يردد أشعاره ويحاول إيقاظ الهمم، مؤكدا أن الأمل مازال موجوداً وتساعده “ميسون” التي أحبته وأدركت قيمة الكلمات الصادقة التي لها فعل السحر في إعادة الروح والحماس لكل المظلومين والمقهورين. وتميز العرض بالحركة والإيقاع السريع، وأضافت الاستعراضات التي صممها عاصم عبده وادتها غادة إبراهيم وسامح يسري برشاقة وحرفية متعة للمتفرج، وجاء الديكور والملابس تصميم د. أحمد شوقي منسجماً مع الأحداث التي جمعت بين الماضي والحاضر وتناغمت موسيقى باسم عبدالعزيز مع الحالة الوجدانية التي تباينت بين الأمل والشجن. مساحة حرية وأكد المخرج عصام سعد أن المسرحية تم الإعداد لها في زمن قياسي، حيث استغرقت البروفات ثلاثة أشهر فقط رغم أنها عمل غنائي استعراضي ضخم، لكنه وجد حماساً من الأبطال المشاركين، وفي مقدمتهم غادة إبراهيم التي تقدم عملاً استعراضياً لأول مرة رغم أنها دارسة للباليه، وهي طاقة فنية كبيرة ومازال لديها الكثير، كذلك المطرب سامح يسري الذي كشف عن قدراته كفنان شامل وتعامل بذكاء وفهم للشخصية، وأيضاً مجدي فكري الذي يتمتع بحضور وقبول كبيرين على المسرح. أما المطرب عادل الفار، فقد كان نموذجاً للالتزام بالنص وأدرك الرسالة، وأضاف بخفة ظله لمسة الكوميديا النابعة من السخرية ليخرج العمل بشكل موضوعي وبعيد عن الإسفاف. وحول الجرأة التي تميز بها النص، قال: ظهور هذا العرض المسرحي يعني أن لدينا رقابة واعية ويعكس مساحة الحرية ومناخ الديمقراطية التي نتمتع بها في مصر، ويكفي أن العرض إنتاج البيت الفني للمسرح التابع للدولة الذي يسمح بالتعبير عن كل الآراء. وأشار إلى أن مسرحية “لسه في أمل”، هي اللقاء الثاني الذي يجمعه بالمؤلف حمدي نوار بعد مسرحية “تحت السيطرة” وينطبق عليها مفهوم الكباريه السياسي، وقد واجه العديد من المشاكل الإنتاجية على مدى عامين حتى خرج العرض للنور بفضل دعم وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني وأشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح ونقيب الممثلين. وجبة فنية شاملة وقال سامح يسري إنه تفرغ للعرض؛ لأن العمل يقدم رسالة مهمة للجمهور ويتضمن وجبة فنية شاملة في إطار كوميدي استعراضي غنائي، مؤكداً أنه ليس غريباً على مسرح الدولة، حيث لعب بطولة العديد من المسرحيات منها “أهل الهوى” إخراج فهمي الخولي و”انت فين يا جميل” إخراج سعد أردش و”يا أنا يا هو” إخراج حسن عبدالسلام و”نيويورك” إخراج السيد راضي، ووافق على السفر مع المسرحية إلى المحافظات بلا تردد وسوف يشارك بتقديم حفلات غنائية مع عادل الفار على هامش العروض. وأكد أنه لم يشعر بالمجازفة بالعائد المادي، بل يكفيه ما يحققه من قيمة معنوية لدى الجمهور وهي ثروة لا تقدر بمال. رسالة المسرح وقال أشرف زكي رئيس البيت الفني المصري للمسرح ونقيب الممثلين، الذي اجتمع مع أبطال العرض عقب الافتتاح، إن المسرحية تتميز بجميع عناصر المتعة للمتفرج خاصة أن الإيقاع سريع والديكور والملابس مبهران، ورغم أنها تضم العديد من المشاهد والتابلوهات الغنائية والاستعراضية فقد نجح المخرج في تحقيق النقلات في زمن محدود وحكم حركة الممثلين والفنانين بطريقة مميزة. وأكد أن العرض سينتقل بعد أسابيع إلى العديد من المحافظات ليحقق الهدف الأساسي من رسالة المسرح المتجول، وهي نشر الثقافة والوصول إلى الجمهور العريض خارج العاصمة، مشيداً بالالتزام الذي اتسم به فريق العمل في الحفاظ على النص وعدم الانزلاق إلى الإيفيهات المقحمة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©