الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمى ليست شراً مطلقاً ولا داعي للهلع والخوف المفرط على الطفل

الحمى ليست شراً مطلقاً ولا داعي للهلع والخوف المفرط على الطفل
31 مارس 2011 20:18
ما زالت إصابة الطفل بالحمى من الأمور التي تقض مضجع الأبوين وتصيبهم بأقصى درجات الهلع والخوف؛ نظراً لما يتداوله الناس من قصص وحكايات عن وفاة أطفال ناس يعرفونهم بسبب ارتفاع درجة الحرارة، منها ما هو حقيقي ومنها ما نسجه الخيال الشعبي أو رواه بشكل تهويلي. وغالبية الأمهات ينتابهن شعور بالخوف والقلق بمجرد اكتشاف ارتفاع درجة حرارة صغارهن. فإذا كانت درجة حرارة أجسامهم مرتفعة بشكل طفيف يهلعن خوفاً من ارتفاعها، وإذا كانت مرتفعةً يخشين من أن تُصبح مرتفعةً جداً، وفي كلتا الحالتين يفقد الأبوان السيطرة على أعصابهما وتُصاب الأم بالتحديد بحالة من الارتباك والاضطراب في الوقت الذي يتعين عليها فيه الحفاظ على هدوئها واتزان أعصابها حتى تتصرف بالطريقة المناسبة. وينصح أطباء الأطفال هذا النوع من الآباء بالتنفس عميقاً ثم تحديد الخطوات العملية التي يجب اتباعها. ففي غالب الأحيان، يُبالغ الآباء في ردود أفعالهم عندما ترتفع درجة حرارة جسم الطفل، ناسين أو متناسين أن حالة ارتفاع حرارة الجسم هي أحد أشكال الدفاع لجهاز المناعة. وتُعد إصابة الأطفال بالحمى من بين أكثر الأسباب التي تدفع الآباء إلى الهرولة إلى أقرب مستشفى أو عيادة، غير أن هذه الهلع والهرع لا يكون مبرراً في أحايين كثيرة، كما أن الإسراع بشراء أدوية الحمى المُتاحة في المراكز التجارية ورفوف الصيدليات بدون وصفة لا يكون ضرورياً في جميع حالات الإصابة بالحمى. وقد أفاد تقرير حديث نُشر في العدد الأخير من مجلة "طب الأطفال" أن الحمى تلعب دوراً كبيراً في مقاومة الأمراض. وإذا كان أطباء الأطفال يُجمعون أن مراجعة الطبيب لا تكون ضرورية إلا في ثلاث حالات هي ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل الذي يبلغ أقل من ثلاثة أشهر، والحالات التي تتجاوز فيها حرارة جسم الطفل 38 درجة سيلسيوس عند البالغين ما بين 4 أشهر و 6 سنوات، والحالات التي تتعدى فيها الحرارة 39 درجة سيلسيوس لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 سنوات. أما باقي حالات الإصابة بالحمى، فإنها تُعتبر غير ضارة ولا تشكل خطورةً على صحة الطفل. ولا يجب على الآباء أن يُناولوا أطفالهم أدوية الحمى مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين إلا في الحالات التي يُصاب فيها الطفل بالغثيان أو الدوار أو الصُداع أو البرد. فالطفل الذي ترتفع درجة حرارة جسمه إلى 38 درجة وتظل حالته البدنية والنفسية مستقرة لا يحتاج في الواقع إلى أدوية، بل إن حرارته تعتدل تلقائياً أو بمجرد وضع كمادات باردة على جبينه. وتقول الدكتورة جانيس سوليفان، المشرفة على إنجاز هذا التقرير وأستاذة العناية المركزة للأطفال وعلم الصيدلة السريري بجامعة لويسفيل، إن الكثير من الآباء يسيئون استخدام أدوية الأطفال الخاصة بتخفيف الحمى أو الآلام، وتضيف "من الطبيعي أن يقلق الآباء عندما ترتفع درجة حرارة أجسام أطفالهم نظراً لأن ذلك يكون مؤشراً للمرض، لكن غير الطبيعي هو مسألة فهمهم وتصورهم للحمى. فهم يعتقدون أن الحمى دائماً سيئة وأنه ينبغي إرجاعها إلى وضعها الطبيعي والمعتاد بأسرع وقت، غير أن الحقائق العلمية والبحثية تُفيد أنه لا يجب السعي إلى إنقاص حرارة جسم الطفل إلا إذا كانت هذه الحرارة تحرمه من النوم أو تجعله غير مرتاح بالمرة". عن "لوس أنجلوس تايمز"
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©