المسلمون يحتفلون بالعيد تحت شعار «المصافحة أسلم من التقبيل»

احتفل معظم سكان العالم العربي والإسلامي أمس بعيد الفطر المبارك وسط تحذيرات وإجراءات صحية مكثفة لمنع انتشار انفلونزا اتش1ان1، ولا سيما مع عودة المعتمرين. ففي تونس، اضطرت أعداد كبيرة إلى التقليل من التقبيل أو التخلي عنه تماما خلال تبادل التهاني، بعدما أطلقت وزارة الصحة العمومية حملة عبر وسائل الإعلام المختلفة دعت فيها إلى تجنب التقبيل أيام العيد الثلاثة والاكتفاء بالمصافحة عن بعد لدرء خطر العدوى. كما نصح الرئيس التونسي زين العابدين قبل أيام العيد «بتجنب التقبيل والمصافحات الحميمية» قائلا إن «لمسة على الصدر كافية لإظهار مشاعر الترحيب الحميمية في هذا الظرف بالذات». وجاءت هذه النصائح لتعود التونسيين على الإفراط في تقبيل بعضهم البعض على الوجنتين عند تبادل التهاني. وتتم المعايدة في تونس بتقبيل الآخر قبلتين اثنتين على الأقل أو 4، وقد يصل العدد إلى 6 قبلات إذا كان الصديق أو القريب عائدا من سفر خارج البلاد أو يتم الالتقاء به بعد طول غياب. وتحتفل اليوم سلطنة عمان بأول أيام عيد الفطر المبارك , ومن جانبه دعا مفتي السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المواطنين والمقيمين إلى الحذر الشديد في ظل انتشار مرض انفلونزا الخنازير، قائلاً إن «جميع التوجيهات في القرآن والسنة تأمر بالحفاظ على صحة وسلامة الإنسان، لذلك أدعو إلى اتقاء المحاذير وأن يدعو عادات التقبيل والمصافحة لوقتها». ونصحت وزارة الصحة العمانية أيضاً عبر الوسائل الإعلامية المختلفة بتجنب التقبيل والتخاشم والمصافحة لدورها في انتشار المرض وتفاقمه. كما دعت وزارة الداخلية العمانية أيضا ًالولاة وشيوخ القبائل بعدم التوسع في فتح المجالس واستقبال أعداد كبيرة من المهنئين؛ لما يشكله خطر انتشار المرض وسط التجمعات الكثيفة. وفي الأردن، نصحت دائرة الإفتاء العام وفي فتوى رسمية بالاكتفاء بالمصافحة والابتعاد عن التقبيل. أما في مصر، أكثر دول العالم العربي ازدحاما بالسكان (80 مليون نسمة)، فطلب من المسلمين الصلاة في المنزل وتفادي التوجه إلى المساجد التي تكتظ عادة بهم في هذا اليوم. وفي مطار القاهرة اتخذت إجراءات رقابية مشددة مع بدء عودة 115 ألف معتمر، في حين تقرر إغلاق المدارس حتى الثالث من أكتوبر المقبل. وفي الدول الإسلامية الأخرى خارج الوطن العربي، يعد عيد الفطر مناسبة هامة للسفر وزيارة الأهل ولا سيما في إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي في العالم مع أكثر من 200 مليون نسمة، حيث امتلأت القطارات والطائرات والحافلات والعبارات بنحو 30 مليون راكب توجهوا لزيارة أسرهم. وقد وضع هذا السلطات في هذا البلد في حالة طوارئ بأجهزة للكشف عن درجة الحرارة في بعض المباني العامة. وفي فرنسا التي ينتشر فيها فيروس اتش1ان1 حاليا بمعدل أسرع من باقي دول أوروبا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، نقلت للمرة الأولى خطبة وصلاة العيد تلفزيونيا على الهواء مباشرة من المسجد الكبير في باريس عبر قناة فرانس 2 الفرنسية العامة