الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
25 مايو 2010 21:43
الزواج في السر! المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، أحببت شخصاً حباً كبيراً رغم أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وبالطبع تقدم لخطبتي والزواج بي، لكن أهلي رفضوه لأنه متزوج. ومن ثم لم نجد حلاً غير الزواج في السر بشكل شرعي على يد مأذون وشهود، إنما دون علم أحد من أهلي. لكن زوجته الأولى على علم بهذا الزواج، ونظراً للظروف المادية اتفقنا على أن أعيش مع زوجته وأولاده في نفس الشقة وذلك في الوقت الذي أخصصه له، ولم أمانع، بالرغم من كره زوجته وأولاده لي، مع أنني أحرص على تقديم كل ما أملك لأرضيهم وأرضي زوجي، إلا أنه بالرغم من ذلك كان يريدني أن أكون «كالخادمة» مع زوجته الأولى، حتى ترضى عن وجودنا في نفس الشقة رغم ترددها الدائم في إقامتنا معاً. تعبت كثيراً لأنني ما زلت أعيش في منزل أهلي، وأتقابل مع زوجي يوماً واحداً في الأسبوع، بالإضافة إلى غضبه الدائم إذا شعر بأني أغير عليه أو أعاتبه، فقد مر وقت طويل ولم يكن شاغله الشاغل سوى إرضاء زوجته الأولى، فلماذا تزوجني إذن؟ مهما وصفت لكم الأيام السوداء التي عشتها معه فلن أستطيع، تعبت كثيراً بسبب الوحدة. وفضلاً عن ذلك.. بدأت زوجته تكره زيارتي، والمبرر أن الأولاد يتضايقون من وجودي، وعندما طلبت منه أن يخصص لي سكناً أعيش فيه مستقلة، لأنني قررت أن أترك بيت أهلي ولدي استعداد لأن أضحي بكل شيء حتى سمعة أهلي، إلا أن رده عليّ كان قاسياً جدّاً، حيث رفض وقال: «أنا لا أستطيع البعد عن زوجتي وأولادي.. لكن أنت مع السلامة»!. هذا الوضع استمر خمس سنوات، وأنا الآن أنتظر منه الطلاق، وضاع كل شيء، عمري وشبابي وحبي، وإن وافق على الطلاق أكون قد تزوجت وطلقت دون علم أهلي. إنني في حيرة شديدة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ عهود م.. النصيحة حقيقة تعجبت من رسالتك، ولا أتخيل فتاة تحب، وتخرج وتدخل، وتتزوج من رجل صاحب بيت وأسرة وأطفال لمدة خمس سنوات وتسعى للطلاق دون أن تعلم أسرتها!!! على كل.. ما بني على خطأ سيظل خطأ، أنت بدأت الطريق بأن»استرخصت نفسك» قبل خطأ الزواج السري - رغم أنه شرعي على يد مأذون- وكان من الأفضل أن تخبري أهلك ويكونوا على علم ولو بعد زواجك ووضعهم أمام الأمر الواقع، فهذا الخطأ الأول تسبب في أن تكوني وحيدة، وطمع زوجك بهذه الوحدة للحد الذي جعله يقول لك «مع السلامة» في أول خلاف. واستمرت علاقتك السرية به خمسة أعوام ومن الطبيعي أن «يزهق» زوجك منك طوال هذه المدة بعدما قدمت له ما يفتقده، ومن الطبيعي أن يكون وجودك غير مرغوب فيه من قبل أسرة زوجك. وإلا ماذا كنت تنتظرين؟ وكيف ينظرون إليك وأنت تتزوجينه في السر؟ فالزوجة الثانية عادة - خصوصاً إذا كانت بلا أبناء جدد- أقل في مرتبة التفضيل والأهمية لدى كثير من الرجال، وهو ما يجب أن تتفهمه كل زوجة ثانية. لتعلمي أن في حالات الحب والزواج الثاني بالنسبة للرجل، غالباً ما يكون الحب صادقاً والزوج يرغب في الاحتفاظ بهذا الحب والزواج، لكن الزوجة الأولى «تنكد» عليه عيشته، وتلعب بكارت «الأولاد» على أعصابه وتحرضهم على أبيهم أحياناً وتصور لهم الزوجة الثانية وحشاً كاسراً يجعلهم يكرهونها حتى لو أوقدت لهم أصابعها العشر شمعا كما يقولون، ولذلك يجب على الزوجة الثانية أن تؤمن نفسها ولا تترك المستقبل للظروف، لأن الزوج يتمسك بها بقوة في بداية حياتهما، ثم يفتر هذا التمسك مع الوقت لظروف عديدة منها ضغوط الزوجة، والمشاكل الحياتية اليومية، ودرجة إشباعه من هذه الزوجة الثانية بحيث تصبح «عادية»، وبعض الفتيات يتعلقن بأكثر من قارب نجاة في وقت واحد «ما يزيد مشاكلهن تعقيداً»، وينجرفن في هذه العلاقة سريعاً حتى يقع المحظور سواء بالزنا أو بالزواج العرفي أو بزواج شرعي سري غير مكتمل الأركان»مقر إقامة، وأسرة، ونفقات، وخلافه» كما حدث معك، وهذا الاحتياج العاطفي الطبيعي للمرأة ليس عيباً، لأنها تميل بطبعها للاستقرار، ولكن المشكلة هي اختيار وسيلة إنقاذ هذه العاطفة!. فما يحرك الرجل في هذه العلاقة الثانية يكون غالباً حاجته للحب والحنان، ومن يهتم بشؤونه العاطفية خاصة في ظل ضغوط العمل وصخب الحياة وتحوله إلى ماكينة لجمع الأموال لأسرته، وخاصة مع انشغال الزوجة الأولى بشؤون الأسرة التي تكبر ودراسات الأبناء ومشاكلهم، وانصرافها بالتالي عن شؤون الزوج وحاجاته العاطفية نسبياً، وهذا البحث عن الحب والعاطفة من قبل الرجل، يتبعه ثانياً البحث عن المتعة الحسية أي العلاقة الزوجية، ومن هنا تكبر المشكلة أكثر وينقسم الرجل ويتشرذم بين بيته القديم الأصلي والوضع الجديد فيختار غالباً البيت الأول الذي اعتاد عليه. أظن أنه ليس أمامك سوى إبلاغ أهلك أو أحد مقرب منك وهو يقوم بإبلاغهم بهدوء فأنت متزوجة شرعاً بعقد زواج، وقدمي لهم هذا العقد، وهذه مقدمة ضرورية كي يقفوا بجوارك -ولو طلقك زوجك- للحفاظ على حقوقك القانونية والشرعية كي يدرك هذا الزوج عواقب الطلاق ولا يكون الأمر بالنسبة له مجرد نزهة، أو - وهو ما نتمناه لك- ليصحح زوجك الخطأ ويوفر لك مكان إقامة لائق، وربما تتحسن علاقتكما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©