الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياسة الأميركية تجاه طهران··· تغير جوهري

السياسة الأميركية تجاه طهران··· تغير جوهري
19 يوليو 2008 02:27
يعكس قرار إدارة الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' إرسال مسؤول رفيع المستوى للمشاركة في المحادثات الدولية مع إيران -نهاية هذا الأسبوع- تغيرا سياسيا مزدوجا في الجهود الهادفة إلى إيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني، فأولا، قررت إدارة ''بوش'' التخلي عن موقفها الذي طالما تشبثت به والمتمثل في ألا تلتقي مع إيران مباشرة إلا بعد أن تقوم هذه الأخيرة أولا بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم مثلما يطالب بذلك مجلس الأمن الدولي· وثانيا، تضفي الإدارة أهمية جديدة على المسار التفاوضي بين إيران من جهة، والقوى العالمية الستة -فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة- من جهة أخرى، وإن كان موقفها الرسمي هو عدم بدء أي محادثات مهمة قبل وقف تخصيب اليورانيوم· والواقع أن حضور ''ويليام برنز'' -مساعد وزيرة الخارجية الأميركية- في الاجتماع الذي سيترأسه ''خافيير سولانا'' -منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي- و''سعيد جليلي'' -المفاوض النووي الإيراني- في جنيف يوم السبت ينطوي على أهمية رمزية وجوهرية في آن واحد، فمعلوم أن كل شركاء إدارة ''بوش'' في المفاوضات، وبخاصة الأوروبيين والروس، يدعون واشنطن منذ مدة للانضمام إلى المحادثات، ولذلك، فقد رحبوا بقرار إرسال ''برنز'' باعتباره إشارة مهمة من قبل إدارة ''بوش''، خلال أشهرها الأخيرة في السلطة، إلى أنها تسعى لإيجاد حل سلمي للأزمة النووية، وإلى أنها لا تتحرك نحو عمل عسكري ضد إيران، وفي هذا السياق تقول ''كريستينا جالاتش'' -المتحدثة باسم سولانا- في مقابلة معها عبر الهاتف: ''إننا ننتظر الإعلان الرسمي من واشنطن، وإذا كان الأمر كذلك، فإننا جد سعداء بقرار الإدارة''، مضيفـــة ''إنهــــا إشـــارة واضحـــة إلى الإيرانيين بالتزام الولايــــات المتحــــدة بالسعي إلى إيجاد حل متفاوض بشأنه، وفي الوقت نفســـه، إنها رسالة واضحة إلى الإيرانيين بجدية هذه العملية''· وحسب مسؤولين أوروبيين -طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم وفقا للقواعد الدبلوماسية- فإن وزيرة الخارجية الأميركية ''رايس'' أخبرت ''سولانا'' يوم الثلاثاء بقرار إرسال ''برنز'' -المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الأميركية- إلى المحادثات، وأوضح المسؤولون أن مجرد حضور مسؤول أميركي في المفاوضات سيساعد على إسكات الأشخاص الذين يدعون إلى عمل عسكري ضد إيران بسبب توسيعها الأخير لبرنامج تخصيب اليورانيوم، ورفضها التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص تقديم تفسيرات حول أنشطة نووية سابقة مشتبه فيها· بيد أن مسؤولين من الإدارة الأميركية ومسؤولين أوروبيين استبعدوا أن يلتقي ''برنز'' بـ''جليلي'' على انفراد، أو أن يتفاوض معــــه مباشرة، متوقعين أن يحضـــر مرة واحدة فقــــط ضمـــن مــا يوصف بـ'' المفاوضات القبلية'' حول شكل وتوقيت المحادثات الأهم، هذا وقد أخبرت ''رايس'' سولانا بأن برنز سيحضر هناك لـ''يستمع''، مثلما قال أحد المسؤولين· أما في طهران، فقد أعلن المرشد الأعلى الإيراني -الذي يعد أعلى سلطة في البلاد- يوم الأربعاء على التلفزيون الرسمي، أن بلاده لن تنصاع لأي تهديد خلال المفاوضات، حيث نقلت عنه وكالة ''فرانس برس'' للأنباء قوله: ''لقد قررت إيران المشاركة في المفاوضات، ولكنها لن تقبل بأي تهديد''، مضيفا ''إن خطوطنا الحمراء واضحة، وإذا كانت الأطراف الأخرى تحترم الشعب الإيراني وكرامة الجمهورية الإسلامية وهذه الخطوط الحمراء، فإن مسؤولينا سيواصلون المفاوضات طالما لم يوجه أحد تهديدات لإيران''، وكانت إيران قد أوضحت مرارا أن المقصود بـ''خطوطها الحمراء'' هو تشديدها على حقها في طاقة نووية سلمية، باعتبارها بلدا موقِّعا على اتفاقية حظر الانتشار النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم· ويُذكر أن المبعوثين الأميركيين والإيرانيين، بمن فيهم السفير الأميركي في العراق ''ريان كروكر''، سبق أن التقوا في محادثات وجها لوجه في بغداد من أجل مناقشة مواضيع ذات اهتمام مشترك حول العراق، أما ما عدا ذلك، فلم تحدث سوى لقاءات قليلة جدا أخرى بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين منذ أن تم قطع العلاقات بين البلدين عقب سيطرة إيران على السفارة الأميركية في أواخر 1979 واحتجازها لـ52 رهينة أميركية لمدة 15 شهرا· والجدير بالذكر أيضا، أن الاجتماع الذي ستحتضنه جنيف ليوم واحد بمكان ستحدده الحكومة السويسرية لاحقا سيشمل مسؤولي السياسة الخارجية للبلدان الخمسة الأخرى المشاركة في المحادثات مع إيران، وكانت الأخيرة قد ردت -في وقت سابق من هذا الشهر- رسميا على مقترح الحوافز الاقتصادية والسياسية الذي عرضته القوى الست بهدف حل المأزق النووي، ولكنها تجاهلت المشكلة الرئيسية المتمثلة في أنشطة تخصيب اليورانيوم، حيث ورد في الرد، الذي جاء في رسالة من قبل وزير الخارجية الإيراني ''منوشهر متكي'' إلى ''سولانا'' والقوى العالمية الست، أن إيران مستعدة لبدء مفاوضات شاملة معهم، وينظر بعض المراقبين إلى حقيقة أن الرسالة بُعثت أيضا إلى ''رايس''، إضافة إلى وزراء خارجية البلدان الخمسة الأخرى، كإشارة إلى رغبة إيران الانخراط في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وقد تكون من العوامل التي ساهمت في اتخاذ القرار الأميركي القاضي بإرسال ''برنز''· هذا وتشير الرسالة، التي لم تسرَّب إلى وسائل الإعلام، إلى وجود ''بعض أوجه الشبه'' بين رسالة كان قد بعث بها ''متكي'' إلى الأمم المتحدة -في وقت سابق من هذا العام- والرسالة التي قُدمت الشهر الماضي كجزء من مبادرة الحوافز من قبل القوى الست، كما انتقدت الرسالة، حسب مسؤولين قرأوا الوثيقة، عقوبات مجلس الأمن ضد إيران ووصفتها بأنها ''غير قانونية''، معتبرة أن ''وقت التفاوض من موقف متعال وغير متكافئ قد انتهت''· وباختصار، من الواضح أن الرسالة كانت تهدف إلى بدء عملية مفاوضات، وأن القوى الست لم تكن تستطيع قول لا· إلين سيولينو - باريس ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©