الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصص وأساطير رقمية لإثراء معارف الأطفال على «آي باد2»

قصص وأساطير رقمية لإثراء معارف الأطفال على «آي باد2»
31 مارس 2011 20:53
في وقت تشهد فيه معظم النشاطات البشرية هجرتها الجماعية إلى بيئة الإنترنت وشاشات الأجهزة الإلكترونية المحمولة، فلقد طالت هذه الظاهرة أدب الأطفال أيضاً. وأصبحت الكثير من دور النشر التقليدية (أو الكرتونية)، تسرع الخطى لتحتل مكانها في البيئة الافتراضية. وظهرت مؤخراً ألوف التطبيقات المتخصصة بأدب الأطفال والجاهزة للاستظهار على أجهزة الكمبيوتر اللوحية. بات من الواضح أن الفوائد التربوية والتعليمية لهذه التطبيقات لا تمثّل مجرّد صور للنسخ الثابتة “بي دي إف” للكتب الورقية، بل إنها تفتح للطفل المجال الواسع للتفاعل معها عن طريق تقنيات اللمس المتعدد لشاشة الكمبيوتر اللوحي. ومن ذلك مثلاً أن “آي باد2” وغيره من أنواع الكمبيوتر اللوحي، تفسح المجال أمام الطفل لبناء الرسوم الموافقة للنصوص القصصية التي يقرأها. ويمكن للطفل تخيّل الرسوم وتلوينها وتعديلها بفضل أدوات التحرير الافتراضية التي تتيحها له البرامج التطبيقية. وبحركات بسيطة بالأصابع، يستطيع أن يطيل رقبة الزرافة ويتحكم بأنياب الأسد وبأذني الأرنب، وأن يبني التعابير التي يريدها على وجوه الناس والحيوانات. ومن أمثلة القصص والأساطير التي يتيحها “آي باد”، قصة “آليس في بلاد العجائب” Alice in Wonderland والتي ظهرت مؤخراً نسختها الرقمية الخاصة بالعرض على “آي باد2” في 52 صفحة، ويمكن تنزيلها من مخزن التطبيقات “آبل ستور”، وتم تصميمها بحيث تسمح للطفل بالتحكم في ملامحها وتلوين ملابسها بحسب ذوقه أو بحسب النص الذي يقرأه. وعندما تنقلنا القصة إلى مرحلة متقدمة زمنياً، فإن في وسع الطفل تعديل مظهر “آليس” بحيث تبدو متوافقة مع هذا التغيّر الزمني من حيث زيادة الطول والحجم ونوعية الملابس التي ترتديها. وتفتح تطبيقات موازية المجال أمام الطفل لرؤية القصة التي يقرأها عن طريق أفلام الفيديو حتى يقتبس منها ما يمكن تقليده وإضافته من رسوم وملامح وتعبيرات على الأشكال التي يقوم برسمها بنفسه. وأصبحت هذه التقنيات الذكية وغيرها من أهم ميزات الكمبيوتر اللوحي المدهش “آي باد2”. وقبل ظهور “آي باد”، كانت الكتب الرقمية الخاصة بالأطفال تباع وهي مسجّلة على أسطوانات مدمجة “سي دي” بأسعار باهظة تصل إلى 40 دولاراً في الولايات المتحدة فضلاً عن ضريبة القيمة المضافة، أما الآن فأصبحت متاحة مجاناً على “آي باد2” الذي يبلغ سعره 500 دولار، وبأعداد لا تكاد تُعدّ أو تُحصى. ويقول محلل التطبيقات الرقمية وارن باكلايتنير إن “آي باد2” جاء ليوقظ مؤلفي كتب الأطفال من فترة رقاد طويلة؛ حتى باتوا يتسابقون الآن إلى طرح نتاجاتهم الطازجة والثمينة في مخازن بيع التطبيقات الافتراضية “آبل ستور”. ومثلما هي الحال بالنسبة لأية بضاعة تُباع وتُشترى، فإن جودة المواد الأدبية الرقمية الخاصة بالأطفال تختلف من حالة إلى أخرى. وبعضها لا يمثّل أكثر من نسخ ثابتة لكتب ورقية قديمة، وبعضها الآخر لا يرقى من حيث النصوص والرسوم إلى مراتب الأدب المتقن أو الرصين الذي ينبغي أن يطبع كتب الأطفال. ولقد أيقظت هذه الظاهرة أيضاً بعض النقّاد المتخصصين بأدب الأطفال والذين راحوا يقلّبون في هذه النتاجات التربوية الرقمية ويضعونها في موازينها الأخلاقية والتربوية. ويُمكن لأي مراقب لهذا التطور الكبير أن يلاحظ الفقر المريع لبيئة الإنترنت برمّتها بكتب الأطفال الرقمية الناطقة بالعربية. ولا بد أن تكون هذه الظاهرة قد أوعزت لبعض دور النشر بمحاولة الاستثمار في هذا العمل التربوي المهم من خلال إنشاء مخزن افتراضي لأدب الأطفال. وهو استثمار واعد من ناحية المردود المادي والاجتماعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©