الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

آثار الحصار والحرب تنزع مظاهر الفرحة بالعيد في غزة

آثار الحصار والحرب تنزع مظاهر الفرحة بالعيد في غزة
21 سبتمبر 2009 00:10
يستقبل أهالي قطاع غزة عيد الفطر المبارك هذا العام ، وأوضاعهم المعيشية تزداد تدنياً مع استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الرابع على التوالي، والذي أدى إلى انهيار الاقتصاد وانعدام مصادر الدخل للأسر الفلسطينية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، نظراً لمحدودية كميات السلع والبضائع بسبب إغلاق المعابر، ما أفقدهم مظاهر الاحتفال بحلول العيد. وحسب أحدث الإحصائيات، فإن 80 بالمائة من سكان قطاع غزة يقبعون تحت خط الفقر، فيما يعاني 65 بالمائة من البطالة، كما يشكو 140 ألف عامل فلسطيني من عدم وجود فرصة عمل لهم. ويقول منير أبو حصيرة (49عاماً) الذي يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد، إن هذا العيد جاء وهو بأسوأ حال، حيث لم يتمكن من شراء ملابس وحاجيات العيد لأطفاله، نظرًا لقلة ما في اليد وعدم وجود مصدر زرق، ما جعله ينتظر المساعدات من المؤسسات الخيرية. وتقول فتحية عوض (51 عاماً): «إن الظروف الصعبة التي نعيشها طغت على ملامح وأجواء الاحتفال والتحضير للعيد». وتابعت «عندي تسعة أفراد وزوجي متوفى منذ عشر سنوات، ومن يعيلنا ويتدبر أمورنا بأقل ما يمكن هو ابني الأكبر، فبالكاد يستطيع توفير ما يلزم لنا من احتياجات أساسية». واللافت، أن أسواق غزة تزخر بالبضائع الكثيرة المهربة عبر الأنفاق، إلا أن الحركة الشرائية قبل العيد كانت محدودة، فالناس يتجولون في الأسواق أكثر مما يشترون، ويسألون عن أسعار الملابس من دون أن يحملوا منها شيئاً، كما قال سالم شراب صاحب أحد المحال التجارية الكبيرة وسط خان يونس. ويقول التاجر محمد أبو عكر (43عاماً): «صحيح أن الشوارع مكتظة بالناس، لكن غالبيتهم يقتصرون على المشاهدة أو الاستفسار عن الأسعار، وتبقي الأموال التي دفعناها في بضائعنا المكدسة محتجزة». وعزا أسباب ارتفاع الأسعار، إلى أن البضائع المتوفرة في السوق هي بضائع مهربة عبر الأنفاق، وبالتالي تزداد كلفة إدخالها إلى قطاع غزة، وكل هذا يتحمله المواطن «ونحن غير قادرين على تخفيض الأسعار بسبب هذه التكلفة العالية». أما التاجر جمعة الشرفا (50 عاما) صاحب محل لبيع الملابس في سوق الشجاعية، فقال إن حركة الشراء ضعيفة ونسبة الإقبال على شراء حاجيات العيد ليست مثل الأعوام السابقة لقلة الدخل، وظروف الحصار الصعبة التي تنغص حياتهم. وقال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة رائد فتوح: إن «اللجنة تقوم باستمرار بإجراء اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي بغرض السماح بإدخال السلع والبضائع اللازمة للمواطنين في مناسباتهم». وأضاف: «طالبنا إسرائيل مراراً وتكراراً بالسماح بإدخال أصناف جديدة للقطاع، بما فيها مستلزمات العيد والحلوى من أجل التخفيف من معاناة الأهالي في ظل الحصار وغلاء الأسعار، ولكن دون جدوى». وحول دور الجمعيات الخيرية في التخفيف عن كاهل الأهالي مع حلول عيد الفطر، قال مدير جمعية الصلاح الإسلامية في غزة جبر عليوة: «إن الجمعية تبذل ما بوسعها للتخفيف من معاناة الأهالي المتفاقمة جراء الحصار والحرب». وأشار إلى أن الجمعية وزعت مساعدات شملت 50 ألف أسرة في قطاع غزة. وأوضح أنه تم اختيار تلك الأسر بناءً على الأبحاث الميدانية التي أجرتها الجمعية بالتنسيق مع مكتب العمل التابع لوزارة العمل في غزة. وقال مدير الغرفة التجارية في غزة بسام مرتجى إن الغرفة التجارية وزعت حوالي 40 مليون دولار على أصحاب المصانع والشركات المدمرة جراء الحرب في قطاع غزة، حيث شملت 1200 مصنع وشركة في القطاع. وأكد مرتجى على وجود مساع حثيثة من جانب الأوروبيين والأميركيين للضغط على إسرائيل لإدخال البضائع المحتجزة في الموانئ الإسرائيلية، والتي تقدر بحوالي 1800 حاوية لتجار فلسطينيين. وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في تقرير بعنوان «تأثير عامين من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة» أن هذه الأزمة، أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وزوال سبل المعيشة وتدهور في البنية التحتية ونوعية الخدمات المقدمة مثل المياه والصحة والصرف الصحي والتعليم. ووصف الخبير الاقتصادي الدكتور معين رجب الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة مع قدوم العيد بالصعبة للغاية، واعتبر أن أسباب ضعف القوة الشرائية مرهونة بالدخول المتدنية في قطاع غزة وارتفاع الأسعار، خصوصاً في ظل الحصار الذي أوقف دورة العجلة الاقتصادية.
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©