الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وداع الرسام.. ليلة بكى فيها التاريخ!

وداع الرسام.. ليلة بكى فيها التاريخ!
23 ابريل 2018 00:18
دبي (الاتحاد) تعاطف الملايين حول العالم مع دموع «الدون أندريس» أنييستا نجم البارسا ومنتخب إسبانيا في ليلة تتويج الفريق الكتالوني بكأس الملك، حيث من المتوقع أن يرحل عن البارسا نهاية الموسم الجاري لخوض غمار تجربة احترافية جديدة خارج القارة العجوز، وهو الذي لم يرتد طوال مسيرته سوى قميص برشلونة، منذ أن بدأ مسيرته قبل أكثر من 15 عاماً، نجح خلالها في تحقيق 34 لقباً، ليصبح واحداً من أكثر نجوم العالم تتويجاً بالبطولات، ووقوفاً فوق المنصات. إندريس إنييستا الذي أبدع في صمت طوال 15 عاماً، وتعرض لظلم فادح في سباق الكرة الذهبية أكثر من مرة، ولم يحظ بالمكانة الإعلامية التي يستحقها في عصر ميسي ورونالدو حظي بجزء من التقدير في ليلة التتويج بكأس الملك، فقد سجل هدفاً، وعانق ساحراً اسمه ميسي، ثم ودع الجماهير في مشهد مهيب، حينما وقف الآلاف في معقل أتلتيكو مدريد يهتفون له، لتختلط مشاعر التقدير بين مشجع كتالوني وآخر مدريدي، وثالث أندلسي. إنييستا هو اللاعب الوحيد في ملاعب اسبانيا الذي تقف جميع ملاعبها لتحيته تقديراً واحتراماً له، فهو البطل الذي جلب للإسبان مجد المونديال للمرة الأولى والوحيدة في التاريخ، كما أنه الأكثر توازناً، وبعداً عن المهاترات والمشاكسات السياسية التي تجعل العلاقة بين جماهير الريال وعشاق البارسا ملتهبة دائماً، ويبدو أن القدر ابتسم للرسام في لوحته التي يتطلع عشاقه ألا تكون الأخيرة، فهو لايزال يملك فرصة التتويج بلقب الدوري مع البارسا الموسم الجاري، ويحلم بمجد مونديالي جديد مع إسبانيا في مونديال روسيا. 5 مشاهد في ليلة الإعلان عن وداع الرسام جذبت الأنظار، حيث كانت بدايتها بهدفه في الدقيقة 52، حينما تلاعب بدفاع إشبيلية ومرر لرفيق الدرب ميسي، ثم تلقى تمريرة سحرية منه ليراوغ الحارس ويسجل هدفاً للتاريخ، وهو الذي لا يسجل كثيراً، ويكتفي بتوزيع الهدايا على بقية اللاعبين. وظهر إنييستا في مشهد مؤثر آخر وهو يعانق ميسي بحرارة، حيث تجمعهما رحلة المجد، وعلى الرغم من أن توهج ميسي حجب الضوء عن النجم الإسباني، إلا أن علاقتهما معاً أكبر من مثل هذه الأمور، وفي مشهد ثالث رفع إنييستا يديه ملوحاً للجميع ليقف الملعب يهتف باسمه، ولم يتمالك نفسه ليبكي في مشهد اختلطت فيه دموع الوداع والمجد، وفي مشهد آخر لتكريم «الدون أندريس» صعد إلى المنصة الرئيسة بمفرده لمصافحة الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، والذي استقبله بحفاوة لافتة تأكيداً لمكانة النجم المتوج بأرفع الأوسمة، وتسلم إنييستا الكأس من الملك. وفي غمرة الاحتفالات باللقب 30 في مسيرة البارسا بكأس إسبانيا، وهو اللقب السادس في هذه البطولة لإنييسا، حرص نجم برشلونة على أن يحمل ابنه باولو فوق كتفيه، وكأنه يحمل مستقبلاً وأملاً في أن يصبح له وريث على عرش النجومية في الفريق الكتالوني ومنتخب الماتادور، وبالنظر إلى هذه المشاهد فقد حصل إنييستا أخيراً على جزء من التكريم الذي يستحق، وحاصرته الأضواء رغماً عنه، وهي التي لم تفعل ذلك طوال مسيرته، كما أنه لم يبحث عنه بتصريح مثير للجدل، مفضلاً أن تحمل رحلته عنواناً واحداً «الإبداع الصامت». ويرتبط عشاق الكرة العالمية في المنطقة العربية والإمارات بالرسام الإسباني، وهو يحظى بتقدير لافت من عشاق الريال وجمهور البارسا، والمفارقة أن بدايات إنييستا في عالم الساحرة كانت على أرض الإمارات في مونديال الشباب عام 2003، حيث اقتحم التشكيلة المثالية لنجوم البطولة عطفاً على ما قدمه طوال مبارياتها، وتوقع الجميع أن يصبح إنييستا واحداً من أفضل نجوم الكرة العالمية، وهو ما حدث طوال الـ15 عاماً الماضية. مفارقة أخرى تتعلق بعلاقة الإمارات بإنييستا، فقد كان مشهد الوداع عبر شاشة أبوظبي الرياضية التي نقلت المباراة حصرياً لجماهير المنطقة العربية، وما بين الانطلاقة في مونديال الشباب بالإمارات 2003، ومشهد الوداع عبر شاشتها، كان التتويج بلقب مونديال الأندية في ديسمبر 2009 مع الفريق الذهبي للبارسا، وكان اللقب هو السادس لـ»بيب تيم» الذي أبدع بسحر ميسي وإنييستا وعقل جوارديولا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©