أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
نجحت مؤسسة الإمارات، ومن خلال برنامج «اصرف صح» في توعية 50 ألف شاب وفتاة وطلاب مدارس، مواطنين ومقيمين بأهمية الوعي المالي والإنفاق الرشيد، مؤكدة أن أحد أهم محاور البرنامج جولات الحافلة التي تجوب مختلف مناطق الدولة للوصول إلى جميع فئات المجتمع وتوعيتهم بالثقافة المالية القائمة على مراقبة الإنفاق الشخصي.
وقالت ميثاء الحبسي، نائبة الرئيس التنفيذي في مؤسسة الإمارات، في تصريحات لـ«الاتحاد»: «إن الأسرة هي المصدر الأساسي لنشر التوعية المالية في المجتمع الإماراتي، يليها الأصدقاء، ثم المؤسسات المالية»، موضحة أن «الشباب المواطنين يتأثرون بأسرهم بشكل كبير، لذلك غياب الوعي المالي له تأثير كبير ليس فقط على الشباب، بل على المجتمع بشكل عام».
وأضافت أن نهج المؤسسة يقوم على أساس مفهوم الاستثمار الاجتماعي ببرامج توعية طويلة الأمد تساهم في إحداث تأثير اجتماعي مستدام. وفي ظل الظروف الاقتصادية السائدة حالياً تتعاظم الحاجة إلى نشر الوعي المالي الذي يشكل أحد العناصر المهمة لتحقيق اقتصاد معرفي متنوع مرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات، بما يضمن الازدهار بعيد المدى، طبقاً لرؤية الإمارات 2021.
وأشارت إلى أن المؤسسة أطلقت برنامج «اصرف صح» كبرنامج وطني لتعزيز محو الأمية المالية بين الشباب الإماراتي وخلق حلول نظامية تهدف إلى تثقيف وتمكين الشباب بالمعرفة والأدوات اللازمة لإدارة مواردهم المالية بشكل فعال ومعالجة قضايا الشباب المتعلقة بالتحديات التي تواجههم فيما يخص إدارة شؤونهم المالية الشخصية، وتجنب الديون المفرطة.
وأكدت الحبسي، أن الحملات التعريفية بالبرنامج مستمرة على مدار العام وفي شتى ومختلف أنحاء دولة الإمارات، وهذا ما يتجلى واضحاً من خلال مشاريع برنامج «اصرف صح»، ومنها حافلة البرنامج المتنقلة، حيث قامت المؤسسة بتخصيص حافلة متنقلة تم تزويدها بالأدوات والمحتويات المتعددة الوسائط للمساعدة في تعليم الإدارة والثقافة المالية الشخصية، وتشتمل على ألعاب إلكترونية وتطبيقات، وغيرها من المحتويات.
وأضافت أن مشروع «حافلة اصرف صح» يوفر مساحة للدورات التدريبية وورشات العمل ضمن إطار متنقل، حيث تتجول الحافلة في كل أرجاء إمارات الدولة، وتعمل من خلال هذه الجولات على إشراك ودمج الشباب في أنشطتها في المدارس والجامعات والمراكز المجتمعية ومراكز التسوق، علاوة على تنظيم عدد من ورش عمل التمويل الشخصي.
وقالت: إننا نستهدف في هذه الورش طلاب وطالبات الكليات والجامعات، وتتضمن الورش أنشطة تفاعلية يتم فيها تسليط الضوء على المواضيع الأساسية للتعليم المالي والادخار والإنفاق والميزانية والقروض والاستثمار، بالإضافة إلى التسوق الذكي.
شراكات وتعاون
أكدت نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات وجود تعاون مع جهات عديدة وبناء شراكات معها، وقالت: إن من أهم هذه الشراكات التي أبرمناها مع وزارة التربية والتعليم والتي نعمل من خلالها على تضمين موضوعات الإدارة المالية الشخصية في المناهج الدراسية الوطنية وجعلها مساقاً إلزامياً في جميع مدارس الدولة، إضافة إلى إبرام شركات مع القطاع المالي ممثل بالبنوك، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة وتوفير المعلومات والإرشادات اللازمة في العديد من المجالات المالية التي تحظى باهتمام خاص بين أوساط الشباب مثل كيفية إدارة شؤونهم المالية بطرق أكثر فاعلية وأهمية وجدوى الادخار والتنبيه إلى أهمية وضع الموازنات بطريقة تجنبهم الديون غير الضرورية والابتعاد عن الأنماط الاستهلاكية الخاطئة بغرض الإسهام في إحداث تأثير اجتماعي مستدام في حياتهم.
وأشارت إلى أن برنامج «اصرف صح» قد حظي مؤخراً بدعم كبير من قبل الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان التي تبنت قضية محو الأمية المالية لدى الشباب الإماراتي. ويأتي هذا الدعم في وقت إستراتيجي، حيث نعمل جاهدين حالياً على تطوير البرنامج من خلال مشاريعه ومبادراته التي نجوب من خلالها أنحاء الدولة باحثين عن فئتنا المستهدفة التي نطمح فعلاً أن نغير من مفهموها المالي وإدارتها المالية، هو عمل كبير وشاق وبحاجة إلى جهد كبير، لافتة إلى أن الرعاية الكريمة للشيخة شما تعكس فهمها العميق للتحديات التي يواجهها شباب اليوم وضرورية دعم المؤسسة من أجل توسيع نطاق هذا البرنامج وحملاته التوعوية، والذي من الممكن تطبيقه على الصعيد الإقليمي والدولي، ليشكل مثالاً حياً لتحقيق الرؤية المستقبلية لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة.
مدربون مؤهلون
قالت نوال المرزوقي المدربة في البرنامج: «إننا نحصل على دورات كل فترة في الإدارة المالية الشخصية والتدريب على شرح مفاهيم الادخار والاستثمار والتوفير ومراقبة السلوك المالي وبعد الانتهاء من الدورات نتوجه إلى المدارس والجامعات وأماكن العمل للحديث مع الأطفال أقل من 10 سنوات والشباب والفتيات والخريجين الجدد لتعميق مفاهيم ترشيد الإنفاق».
وأضافت أن الهدف من الحديث مع حديثي التخرج والملتحقين حديثاً بوظائف، حيث إنهم الفئة الأكثر عرضة للإنفاق والتبذير وتضييع الموارد المالية على سلع رفاهية لا قيمة لها، وذلك لأنهم ينتقلون من مرحلة الطلاب الذين يحصلون على مصروف شهري أو يومي من الآباء إلى مرحلة العمل وامتلاك راتب شهري كبير، ما يدفعهم للإنفاق غير الرشيد وعدم الاهتمام بالادخار.
وأشارت إلى أنها كمدربة استفادت من تغيير أسلوبها في الحياة بعد الانخراط في برنامج «اصرف صح»، وتعودت على الادخار ومراقبة السلوك المالي، وعدم التوجه للإنفاق على الأشياء التي تؤدي إلى ضياع الموارد المالية للفرد وما يترتب عليها من أعباء في المستقبل، وضرورة تحويل هذه الأموال إلى الادخار أو استثمارها في مشروعات نافعة.
عدد اليوم
