الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقرير إخباري شهر على الانتخابات الأفغانية والأصوات المزورة تنتظر الحسم

21 سبتمبر 2009 00:13
شهر مر على الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، ولاتزال صناديق غطاها الغبار وملأى ببطاقات الاقتراع في كل أنحاء البلاد، تنتظر مصير مئات آلاف الأصوات المشكوك فيها التي قد تجبر حميد كرزاي على خوض دورة ثانية. ويتعرض الرئيس المنتهية مدته منذ بضعة أشهر لموجة انتقادات من جانب واشنطن التي أوصلته إلى الحكم عام 2001 وعدد من العواصم الغربية التي يشارك جنودها في قوة حلف شمال الأطلسي في هذا البلد، خصوصاً على خلفية الفساد الذي ينخر حكومته. والثلاثاء الماضي أعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة التي تتهمها المعارضة ومراقبون أجانب بالانحياز أن كرزاي حصل على الغالبية المطلقة (54,6 في المئة) في الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس. ولكن لا يمكن إعلان إعادة انتخاب كرزاي إلا بعد التحقيق في عمليات تزوير لمصلحته يبدو أنها كثيفة. من جهتها، أمرت لجنة الشكاوى الانتخابية التي ترعاها الأمم المتحدة اللجنة الانتخابية المستقلة بالتحقيق حول أصوات «مشكوك فيها» في نحو عشرة في المئة من مراكز الاقتراع، ما يوازي مئات آلاف الأصوات. وقدر مراقبو الاتحاد الأوروبي أن عدد الأصوات المشكوك فيها يناهز ربع المجموع العام لبطاقات الاقتراع. وفي حال إلغاء هذا العدد من الأصوات، فإن نسبة فوز كرزاي ستتراجع إلى ما دون 50 في المئة وسيضطر إلى مواجهة خصمه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله الفائز بـ27,8 في المئة من الأصوات في دورة ثانية. وهذا الالتباس السياسي يحرج المجتمع الدولي المنقسم بين ضرورة التعامل مع رئيس مقبل غير مشكوك في شرعيته والصعوبات التي تعترض إجراء دورة ثانية قبل حلول الشتاء القاسي في أفغانستان. وثمة إجماع لدى المراقبين على ألا بديل لكرزاي، كون عبدالله يملك حظوظاً ضئيلة لكسب تعاطف سكان قسم كبير من أفغانستان. لكن إعادة الفرز التي أمرت لجنة الشكاوى الانتخابية بإجرائها قبل نحو أسبوع لم تبدأ بعد. وأوضح مسؤول في اللجنة الانتخابية المستقلة السبت أنه في حال القيام بها، فيمكن أن تستغرق شهراً ونصف شهر مما يعني إرجاء الدورة الانتخابية الثانية إلى الربيع. وتؤكد اللجنة الانتخابية أنها أبلغت لجنة الشكاوى بهذا العائق ولاتزال تنتظر قراراً حول التدابير الواجب اتخاذها. ويبدو الوقت عاملاً حاسماً على هذا الصعيد، فإرجاء الدورة الثانية إلى الربيع في بلد يعاني شللاً حكومياً يصب في مصلحة «طالبان» التي كثفت هجماتها الدموية. وقال هارون مير الباحث في المركز الأفغاني للأبحاث والدراسات السياسية «في حال عدم القيام بإعادة الفرز، فإن عبدالله سيرفض النتائج الرسمية». ونبه مراقبو الاتحاد الأوروبي إلى أن الأخير «لن يكون شريكاً في محاولة القيام بعملية تزوير كبيرة». وحرصت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية على توجيه الرسالة نفسها وأن في لهجة غير مباشرة. وفي أحد مستودعات كابول، يجلس موظفون في لجنة الشكاوى الانتخابية على مقاعد شبه محطمة ويدققون في صناديق أمامهم بحثاً عن مؤشرات تزوير. وقال دان مورفي المستشار التقني للجنة «نقوم بهذا العمل منذ أسبوعين»، مضيفاً «لا نعلم على الإطلاق الوقت الذي سيستغرقه هذا الأمر».
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©