السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التزام الصالح العام

21 سبتمبر 2009 00:15
أحياناً نجلس، أنا وأصدقائي، كباكستانيين صغار في العمر لبحث قضايا سياسية وتنموية تتعلق بالبلاد. اعترفنا أحد الأيام، ببعض الخوف، أن الباكستانيين ينتظرون بشكل عام الآخرين لإنجاز الأعمال لأنهم يشعرون باليأس بعد أن أعربوا عن قلقهم لمدة تزيد على 60 سنة دون جدوى. إلا أننا لم نعد نستطيع إدامة هذا النوع من الثقافة. يتوجب علينا تبني العمل الجماعي للتحرك قدماً كمجتمع. قررنا الحث على التغيير في بلدنا بأنفسنا من خلال بناء شعور بالمسؤولية المجتمعية. لم نضع وقتها الخطوط العريضة لأهداف واضحة، لكن كانت الفكرة هي النهوض والقيام بعمل من أجل الصالح السياسي والاقتصادي الأعظم لباكستان. قمنا بتأسيس مجموعة «المواطنون المسؤولون»، وهي مجموعة من الأفراد يؤمنون بغدٍ أفضل. باكستان دولة نامية، لكنها تملك احتمالات النمو والتغيير، ونحن نحمل فلسفة بسيطة مفادها أن لكل مواطن دوراً يلعبه في تطوير البلاد. بدأنا نحن الشباب، وكلنا حماسة، العمل لإحداث تغيير إيجابي. قررنا أن نجد حلا لمشكلة القمامة المتزايدة. الجميع يتذمرون من القمامة المتراكمة على الأرصفة وجوانب الطرق، لكن لا أحد يقوم بعمل حقيقي لوضع حد لهذه المشكلة. بدأنا مبادرتنا كمجموعة صغيرة من الشباب والشابات الذين قاموا بتنظيف الأسواق المزدحمة القذرة أيام الأحد. كنا نبقى أحياناً في منطقة واحدة صغيرة لمدة تزيد على ثلاث ساعات لتنظيفها جيداً. كان هدفنا بسيطاً: نريد مساعدة الناس ليدركوا، من خلال أعمالنا، أن لكل إنسان مسؤولية تجاه المجتمع، وأن قبول هذه المسؤولية لا يقتصر على الدولة وإنما على الشعب كذلك، وأن علينا أن ندرك أهمية العمل معاً لتحقيق هذا التغيير. كذلك يوجد لهذه المبادرة هدف أوسع: استعادة ثقة الباكستانيين بالحكومة. كان من الأهمية بمكان أن يرى الناس أنه عند مباشرة عمل ما، يلاحظ الناس ذلك، ثم تأتي المساعدة بغض النظر عن حجم الصعوبات. عندما بدأنا مشروعنا للمرة الأولى في مارس 2009، بدأنا كأربعة شباب في سن الثانية والعشرين، وبموقع على الـFacebook لنشر الخبر، ونية القيام بعمل صعب وجاد. والآن انضم إلينا حوالي 40 شخصاً بشكل منتظم في عمليات تنظيف الأسواق التي نقوم بها كل يوم أحد. كذلك ينضم إلينا السكان المحليون من المنطقة، ويصل عدد المشاركين أحياناً إلى 80 شخصاً. قمنا بإجراء استطلاعات بين أصحاب المحلات التجارية والسكان المجاورين، ووجدنا أن هناك حاجة إلى مزيد من حاويات القمامة، لذا نقوم بالضغط على مجلس المدينة لتوفير هذه الحاويات. زارنا أعضاء من الجمعية العمومية في الباكستان أثناء قيامنا بالعمل، وأكدوا لنا أن هذه الحاويات سيتم تركيبها إذا استطعنا تأمين الموارد المالية لها. قمنا الشهر الماضي فقط بافتتاح فرع لـِ «المواطنون المسؤولون» في إسلام أباد، برئاسة علي فاتح وميكال جميل، ويقوم الفرع بنشاطات منتظمة. قاموا في أحد الأيام بالتقاط القمامة في حي مزدحم، وفي الأسبوع الذي تلاه، قاموا بالاشتراك مع ناشطين بارزين في مجال حقوق الإنسان بتنظيم أمسية على أضواء الشموع خارج كنيسة في ضاحية مسيحية، واعتذروا للسكان المسيحيين نيابة عن الأمة للاضطرابات العنفية المعادية للمسيحيين في غوجرا الشهر الماضي والتي ذهب ضحيتها سبعة من المسيحيين وأدت إلى دمار 51 منزلا. كذلك قمنا بتنظيم حملة للتبرع بالملابس لمساعدة الذين يعيشون في المناطق الفقيرة. قمنا حتى الآن بجمع ما يزيد على 100 كيس من الملابس من عائلاتنا وأصدقائنا. ونخطط لإنشاء قاعدة من المتطوعين للأعمال التي نقوم بها، وورشة عمل تستمر لمدة ثلاثة أيام حول الخدمة المجتمعية والمسؤولية في المدارس في كافة أنحاء باكستان. نتفاوض حالياً مع أناس في كراتشي وبيشاور لفتح فروع لمنظمة «المواطنون المسؤولون» في هذه المدن أيضاً. يبقى هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام به. لكن من خلال هذه المشاريع التي بدأت تنمو فعلا وتُلهم التغيير، نأمل أن نعمل على رعاية شعور جديد بالالتزام بغد أفضل في باكستان. مرتضى كميل خواجا مؤسس «المواطنون المسؤولون» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جرواند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©