أول كتاب كان يشدني هو القرآن الكريم، كنت أراه يومياً بين يدي والدي بالتبني وكان يرتل سوره، وكان صوته وإيقاع ترتيله يجعلني أحاول تقليده، كان أول من علمني القرآن قبل أن ألتحق بالكتّاب، ثم أذكر أن قصصاً كثيرة كان يجلبها لي ولكني لا أذكر فعل كتاب علي في طفولتي مثل مؤلفات تشارلز دكينز ''أوليفر تويست'' و''دافيد كوبرفيلد'' و''قصة مدينتين''، كان الكاتب الأول الذي صنع دهشتي حيال الكتب والقصص والروايات· بعدها قرأت ''ألف ليلة وليلة''، ثم تورطت في سحر كل ما يروى·
آخر كتاب قرأته هو ''إمرأة الرسالة'' للكاتبة الفلسطينية رجاء بكرية، وهي رواية جميلة جدا·
وبين أول ما قرأت وآخر ما قرأت جبال من الكتب أظن، ومن سوء حظي أني أملك ذاكرة مثقوبة ولم يعد في طاقتي أن أتذكر كل ما قرأت·
أذكر فقط أن كتب تشارلز دكينز كنت أظنها حقيقية وكنت أبكي كثيراً وأنا أقرأها ويخنقني الألم لأيام· في مراهقتي دخلت عالم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغادة السمان التي استحوذت على كل مشاعري وجعلت طموحي يكبر بسرعة فائقة، لكن من بين القصص التي أثرت في إلى يومنا هذا قصة ليوسف إدريس يصف فيها علاقة شابة بريئة بكاتب يكتب ما لا يفعل، له حياة غير التي يعرفها قراؤه، بطلة القصة اسمها '' فايزة'' وإلى يومنا هذا أرى نفسي تماما كفايزة، أمام كل الكتاب العرب الذين صدمت في شخصياتهم·
روائية جزائرية مقيمة في لبنان
عدد اليوم
