الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التوترات السياسية وأزمة اليورو تهزان البورصات العالمية

التوترات السياسية وأزمة اليورو تهزان البورصات العالمية
25 مايو 2010 22:24
أثارت التوترات السياسية في شبه الجزيرة الكورية الذعر بين المستثمرين الآسيويين المتخوفين أساسا من المشكلات المالية في منطقة اليورو، ما أدى إلى تراجع كبير في الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية أمس. وخسرت بورصة طوكيو، ابرز المراكز المالية في جنوب شرق آسيا، 3,06% مسجلة بذلك أدنى مستوياتها خلال ستة اشهر، وتراجع مؤشر نيكي ضمن موجة من الهبوط للأصول التي تنطوي على مخاطرة شملت أيضا أسهم اخرى في اسيا والنفط والعملات ذات العائد المرتفع. وأنهى مؤشر نيكي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى اليوم منخفضا إلى 9459.89 نقطة وهو أقل مستوى منذ 30 نوفمبر 2009 وفقد المؤشر أكثر من 16 بالمئة منذ ان سجل أعلى مستوى في 18 شهرا عند 11408.17 نقطة في اوائل ابريل المضي وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 2.3 بالمئة إلى 859.82 نقطة. كما تراجعت بورصة سيؤول 4.5%، وتراجعت الأسواق المالية في كوريا الجنوبية امس الثلاثاء كما هوت عملتها إلى أدنى مستوى في عشرة اشهر بعدما فاقم التوتر مع كوريا الشمالية مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، واقبل المستثمرون الأجانب على بيع الأسهم للجلسة السابعة على التوالي مما دفع سهم سامسونج الكترونيكس أكبر الأسهم في البلاد للهبوط إلى أدنى مستوى في نحو ثلاثة اشهر. كما قفزت تكلفة تأمين ديون كوريا الجنوبية من العجز عن السداد إلى أعلى مستوى في عشرة اشهر مع ارتفاع هامش تأمين الديون لأجل خمس سنوات إلى 156 نقطة أساس. كما هبط الوون 4.5 في المئة أمام الدولار. ولاحظ متعاملون أن السلطات الكورية الجنوبية باعت الدولار للحد من هبوط الوون. كذلك انخفضت بورصة هونج كونج 682.26 نقطة بنسبة 3.47 في المئة لتصل إلى 18985.50 عند الاقفال، وبلغ إجمالي قيمة التداول 67.93 مليار دولار هونج كونج مقارنة بـ64.65 مليار دولار هونج كونج امس الأول. كما انخفضت الأسهم الصينية عند الاقفال أمس، وكانت شركات العقارات في مقدمة الأسهم المنخفضة. وانخفض مؤشر شانغهاي المجمع بنسبة 1.9% ليقفل عند 2622.63 نقطة، وانخفض مؤشر شنتشن المركب بنسبة 2.4% ليقفل عند 10365.23 نقطة. وانخفض التداول الاجمالي إلى 184.69 مليار يوان (27.04 مليار دولار أميركي) مقارنة بتداول اليوم السابق الذي بلغ 222.12 مليار يوان. وارتفعت الأسهم المتصلة بدلتا نهر اليانجتسي بعد أن اعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح امس ان مجلس الدولة الصيني وافق على الخطة المحلية لتنمية دلتا نهر اليانجتسي. وارتفع سهم شركة صناعة استثمار نهر اليانجتسي المحدودة التي توفر خدمات لوجيستية وانتاجا صناعيا بالحد الاقصى اليومي وهو 10% ليصل إلى 7.76 يوان. وكذلك تراجعت الأسهم الفلبينية بنسبة 2.77% وسط مخاوف من تفاقم أزمة الديون في أوروبا، وانخفض مؤشر بورصة الفلبين المؤلف من 30 سهما 88.7 نقطة ليغلق عند 3102.59 نقطة. وتم التداول على إجمالي 3.87 مليار سهم بقيمة 4.21 مليار بيزو (90.53 مليون دولار). وتجاوزت الأسهم الخاسرة نظيرتها الرابحة وبلغت 114 مقابل 13 سهما في حين لم يطرأ تغيير على 39 سهما. وقال محللون إن المستثمرين انتابتهم حالة قلق إزاء اتساع نطاق مشاكل الديون الأوروبية وتأثيرها على الاقتصاد الفلبيني. في هذه الاثناء، فتحت البورصات الاوروبية على تراجع كبير فخسرت باريس 3,04% وفرانكفورت 2,52% ولندن 2,70% ومدريد 3,19% وميلانو اكثر من 3%، وهبطت بورصة سيدني الاسترالية 2.95%. وقال تسويوشي كاواتا الخبير لدى نيكو كورديال في تصريح لداو جونز نيوزواير إن “السوق تتعرض لضغطين في وقت واحد: القلق حيال كوريا الشمالية والمشاكل المالية الاوروبية”. وبدأت موجة الهبوط بصفة اساسية عقب استحواذ البنك المركزي في اسبانيا على بنك ادخار أصغر وتفاقمت مع انباء عن اصدار زعيم كوريا الشمالية كيم جونج إيل أمرا إلى قواته المسلحة لاتخاذ وضع الاستعداد القتالي. وقال جاستن اوركهارت ستيوارت المدير في سفن انفستمنت مانجمنت “ثمة مخاوف من وجود مزيد من البنوك التي تثير حالة من القلق.. يرتفع سعر الفائدة بين البنوك البريطانية ارتفاعا كبيرا مما ينبئنا بوجود مشاكل في بعض البنوك”. وتوقع اوسامو تاكاشيما المسؤول عن الصرف في مصرف سيتي بنك الياباني “استمرار عدم الاستقرار في البورصات”، وقال كينيشي هيرانو من مؤسسة تاشيبانا سكيوريتيز لادارة الاسهم، ان “الوضع الاوروبي يزداد سوءا، وانتقل الاهتمام من اليونان الى اسبانيا”. وتستمر في هذه الاثناء الانقسامات في الاتحاد الاوروبي حيال ادارة الازمة، واخذ رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو على كبار المسؤولين السياسيين الالمان تقاعسهم في الدفاع عن اليورو، وذلك في مقابلة مع صحيفة الاعمال الالمانية فرنكفورتر الجيمايني تسايتونج الواسعة الانتشار، وقال باروزو “لم يسمع في السنوات الاخيرة كثير من الاصوات المهمة في السياسة الالمانية تشرح للرأي العام مدى اهمية اعتماد اليورو بالنسبة لالمانيا”. وهوى مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 2.8 بالمئة إلى أدنى مستوى له منذ مطلع سبتمبر 2009 وعمقت أسهم البنوك خسائر المؤشر مع استئناف التداول في معظم البر الرئيس للقارة الأوروبية بعد عطلة نهاية الأسبوع التي تولى خلالها البنك المركزي الإسباني إدارة بنك الادخار الصغير كاخاسور. بيد أن الأسواق ظلت في حالة قلق من أن يؤدي مزيد من المتاعب في جنوب أوروبا إلى تداعيات سلبية على البنوك الأكبر حجماً في منطقة اليورو التي أقرضت المليارات للقطاعين العام والخاص في المنطقة. وقال راج بادياني من مؤسسة آي.اتش.إس جلوبل إنسايت “الأسر تستعد لإجراءات تقشف قاسية بعد أن أدت أزمة الديون السيادية في اليونان إلى زيادة التركيز على المستويات المرتفعة للدين العام في إيطاليا”. ويظهر النظام المالي العالمي علامات على احتقان متزايد، لكنه بالرغم من ذلك ما زال بعيداً عن الهلع الذي أعقب انهيار بنك الاستثمار ليمان براذرز في سبتمبر 2008. وارتفع فارق تكلفة مبادلة السندات الأميركية لأجل عامين -وهو مقياس رئيس لاحتقان النظام المالي- إلى مستويات قياسية جديدة في عام واحد قرب 60 نقطة أساس من 51 نقطة أساس أمس الأول، وكان قد وصل إلى 160 نقطة أساس في الأسابيع التي تلت انهيار ليمان براذرز. وقال أوليفييه بلانشار كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي في مقابلة مع صحيفة “هناك بالفعل خطر من أن تقوم بعض الدول تحت ضغط السوق بالمبالغة في التقشف”، وأضاف “هذا سيكون خطأ”. وقال وزير المالية الياباني ناوتو كان للصحفيين “مشكلات اليورو متجذرة جداً لأن الدول الأعضاء في منطقة اليورو تشترك في عملة واحدة، لكن السياسات المالية متروكة لكل بلد”. وقال بلانشار إن الأسواق ستظل قلقة حتى تنقشع الشكوك بشأن دفع الاتحاد الأوروبي للقروض التي وعد بها الحكومة اليونانية وبشأن سجل اليونان في سداد ديونها.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©