هبوط النفط بسبب مخاوف تراجع الطلب

تراجع النفط بشدة أمس مع تجدد العزوف عن المخاطرة وتهافت المستثمرين على الملاذات الآمنة بفعل مخاوف متنامية من تفشي أزمة الديون الأوروبية واضرارها بالتعافي العالمي وكبح نمو الطلب على الخام. واقترب اليورو من أدنى مستوى في أربع سنوات مقابل الدولار وتهاوت الأسهم العالمية وسط متاعب منطقة اليورو وتصاعد التوترات بين كوريا الجنوبية والشمالية. وفي الساعة 13.04 بتوقيت جرينتش تراجع عقد أقرب استحقاق تسليم يوليو المقبل في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.81 دولار أي ما يعادل أربعة بالمئة مسجلا 67.40 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 67.15 دولار إلى 69.91 دولار. وضغط تراجع الأسهم العالمية إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2009 أيضا على المعنويات اليوم حيث ينظر إلى الأسهم كمؤشر رئيسي على نمو الطلب على الطاقة في المستقبل. وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك “إنه بسبب العزوف عن المخاطرة وهبوط الأسهم العالمية وصعود الدولار. الناس قلقون من أن أزمة ديون منطقة اليورو قد تتسع وتعوق الانتعاش الاقتصادي العالمي”. إلى ذلك توقع مسح اجرته رويترز أن يبلغ متوسط سعر النفط في العام الجاري 80.22 دولار للبرميل بانخفاض بسيط عن مسح ابريل الماضي الا ان الرقم لا يزال متمشيا مع التوقعات باستمرار ارتفاع أسعار الخام. واظهر المسح الذي شمل 30 محللا توافقا على سعر أقل في التوقعات الشهرية لأول مرة في 12 شهرا، وكان المتوسط في ابريل 81.6 دولار للبرميل في 2010، وسجلت التوقعات ارتفاعا في السعر في جميع الشهور على التوالي منذ ابريل 2009. وقال كريستوفر باريت محلل النفط في كريدي اجريكول سي.اي.بي في لندن الذي رفع توقعات السعر العام الجاري إلى 78 دولارا من 76 دولارا منذ استطلاع ابريل “يبدو التراجع الاخير في سعر النفط اتجاها سليما نحو تصحيح الاسعار المتضخمة”، وقال “على المدى القصير من المتوقع أن يظل التوازن بين العرض والطلب ضعيفا حتى نهاية الربع الثاني من 2010 وان يلقى دعما عقب ذلك من الطلب في موسم الرحلات وتحسن النشاط الاقتصادي”. وسجل النفط في نيويورك انخفاضا حادا من اعلى مستوى له هذا العام عند 87.15 دولار الذي بلغه في وقت سابق من الشهر الجاري ثم انخفض فيما بعد إلى 64.24 دولار في 20 مايو ايار وهو اقل سعر لعقود الشهر التالي منذ يوليو 2009. وقال فرانك شالينبرجر من لاندسبنك التي خفضت توقعاتها لعام 2010 إلى 76 دولارا من 78 دولارا منذ استطلاع ابريل “ستجد الاسعار دعما حول 70 دولارا”، وأضاف “الطلب الصيني لا يزال مرتفعا جدا.. رأينا مستوى قياسيا جديدا للواردات في ابريل كما يضمن معدل نمو اقتصادي عالمي فوق 4 في المئة في 2010 و2011 زيادة الطلب على النفط”، وذكرت الادارة العامة للجمارك الشهر الجاري أن واردات الصين من النفط زادت بنسبة 31 في المئة في ابريل مقارنة بالعام السابق وسجلت مستوى قياسيا عند 5.15 مليون برميل يوميا أو 21.17 مليون طن، وقال شالينبرجر “سنرى (سعرا) بين 85 و90 دولارا مرة اخرى بحلول نهاية العام”. كما خفض بنك أوف أميركا ميريل لينش أمس توقعاته لنمو الطلب على النفط لعام 2010 إلى 1.5 مليون برميل يوميا من مليوني برميل قائلا إن ذلك يرجع إلى توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام الجاري. وقال فرانشيسكو بلانش محلل السلع الأولية في البنك في مذكرة للمستثمرين “الحركة الحالية في أسعار السوق تشي بانتعاش محدود في الطلب في المنطقة (الأوروبية) بسبب تراجع نمو الاستهلاك والاستثمار”. وخفض البنك أيضا توقعاته لأسعار خام النفط الأميركي للنصف الثاني من 2010 إلى 78 دولارا للبرميل من 92 دولارا، وقال بنك أوف أميركا ميريل لينش “تسارع هبوط اليورو هو ظاهرة انكماشية وستترجم على الأرجح إلى نمو أبطأ من المتوقع في الاقتصاد العالمي القائم على الدولار وانخفاض في أسعار النفط بالدولار”.