الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور الشريف: الحمام يعود إلى أعشاشه لكن من نفقدهم لا يعودون

نور الشريف: الحمام يعود إلى أعشاشه لكن من نفقدهم لا يعودون
19 يوليو 2008 22:48
نور الشريف من أبرز نجوم التمثيل العرب، ولديه ''كاريزما'' جعلته فناناً متميزاً على الخريطتين السينمائية والتليفزيونية من خلال أعمال اجتماعية وتاريخية جادة· استطاع على مدى ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً أن يترك بصمة واضحة ومكانة مرموقة في صفوف النجوم الأولى· يقول نور الشريف: ''ولدت في7 حارة الصايغ بحي السيدة زينب يوم 28 إبريل ،1946 وعشت حياتي في بيت العائلة الكبير الذي يضم الأعمام والعمات وأبناء العم· وكان البيت واسعاً وفيه عشت أجمل لحظات طفولتي· كنت أقضي ساعاتٍ طويلةً مع عمي ''إسماعيل'' فوق سطوح منزلنا حيث كانت توجد ''غيّة حمام'' بناها عمي وشاركته حبه الشديد لها· هناك كنت أجد نفسي وأنا أطعم الحمام وأتعلم كيف أغسل المسقى الخاص به، وكيف أراقبه وهو يطير· وفي ''غيّة الحمام'' عرفت معنى القلق والخوف من غياب من نحبهم، فعندما كان الحمام يطير بعيداً ويختفي لم أكن أصدق أنه سيعود إلينا، ولكن مع الوقت تعلمت الصبر، وأن هناك وسائل لإعادة الحمام الغائب يعرفها الهواة مثل العلم الأبيض والصافرة''· وإذا كان نور قد تعلم من ''الغية'' أن الحمام يعود لأعشاشه، إلا أن الأيام علمته شيئاً آخر مختلفاً تماماً: ''الحزن وأن الإنسان الذي نحبه يرحل ولا يعود أبداً، وذلك عندما اكتشفت متأخراً أن والدي رحل ولن يعود''· حدث ذلك عندما ''التحقت بالمدرسة الابتدائية، وعرفت أن اسمي ليس ''نور'' بل ''محمد جابر''، وأن عمي ''إسماعيل'' ليس والدي، فقد رحل والدي عن الحياة وعمري لم يتجاوز العام ونصف العام، وبحثت في الذاكرة عن ملامح الأب الذي غاب وعمره 26 عاماً فلم أجدها''· كانت تلك هي ''صدمة عمري، أما ملامح أبي الحقيقية فقد تعرفت عليها عندما عثرت بالصدفة على صورة صغيرة له لدى ابنة عمي· اضطربت بشدة وشعرت بأن المسافات بعيدة بيننا، وعندما تمالكت نفسي احتضنت الصورة وحدثته عن مشاعر افتقاده أنا وأختي عواطف، ثم حملت الصورة إلى بيتي وقمت بتكبيرها ووضعتها في إطار مميز، واستعرت شخصية والدي وشاربه في فيلم ''آخر الرجال المحترمين'' وأهديت إليه الفيلم''· ترك موت الوالد المبكر آثاره على شخصية نور وتصرفاته، يقول: ''كان شبح الموت يطاردني في شبابي خاصة عندما علمت أن والدي توفي وعمره 26 عاماً، ولازمني إحساس بأنني سأموت في نفس العمر، لذلك لم أتزوج إلا عندما بلغت 27 عاماً، ورفضت أن أنجب إلا بعد مرور أربع سنوات على الزواج خوفاً من أن أتسبب في مشاعر اليتم لأطفالي· طفولة نور الشريف تخفي شيئاً آخر هو حبه للفن منذ الصغر، ففي المرحلة الإعدادية: ''كنت عضواً في فريق التمثيل وفريق الموسيقى بالمدرسة، وأعزف على العود، وأهوى النحت، وقدمت تمثالين لوزارة الشؤون الاجتماعية: الأول عن جلاء الإنجليز عن مصر، والثاني يعبر عن عيد الأم، كما كنت لاعباً متميزاً في كرة القدم، وانضممت لنادي الزمالك، ثم اتجهت إلى التمثيل، وبعد أن حصلت على الثانوية العامة التحقت بكلية التجارة، ثم تركتها والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل''· ''أنا حنون بطبعي والكل يعرف عني ذلك''، هكذا يفسر نور الشريف انجذابه للبسطاء والفقراء، ويضيف: ''ذكائي هو قدرتي على مواجهة نفسي بأخطائي، والتراجع عنها، وهذا سبب حبي الشديد لعملي، أنا متفائل وأرفض الاستسلام، وأرفض الفن الذي يدفع إلى الاستسلام، وسأظل أقاتل حتى أدفع الناس من خلال الفن لتغيير حياتهم إلى الأفضل· وأحياناً مَّا أكون عنيداً في لحظات الغضب، ولكن بعد أن أهدأ وأعرف أنني كنت في لحظة غضب أعتذر على الفور''· وعن مفهومه للرومانسية، يقول: ''لست خيالياً، والرومانسية بشكل عام في حياتي ليست العاطفة بين الرجل والمرأة، ولكن الرومانسية التي تستهويني في الفن هي المثل العليا والوقوف إلى جانب الحق ومحاولة إضفاء الحب على الحياة''· ظواهر الطبيعة التي تقهر الإنسان هي ما يشغل نور، ويشغله أيضاً بل ''ويصيبني بالكآبة صراع الإنسان مع الإنسان مهما كانت الأسباب، ويؤلمني بشدة سلوك الإنسان الطيب البسيط الذي يتخلى عن إنسانيته وبساطته ويحمل السلاح ويقتل ويسفك الدماء''· يصف نور نفسه بأنه من ''أشد المحبين للفلسفة''، والسبب في ذلك يعود إلى ''كثرة قراءاتي وتأثير الروائي الراحل نجيب محفوظ عليّ، فأنا عاشق له، ويشغلني البحث عن الحقيقة المطلقة، وعلى الرغم من استحالة الوصول إليها فإنها تلح عليّ''· أما عن التصوف في حياته، فهو يرى أن ''الصوفية صفة ملازمة للفنان، لأن الإبداع الحقيقي لا يأتي إلا بالاقتراب من الحقيقة''· ونور الذي توجد في داخله نزعة روحية نمت تلقائياً، كما يقول، يندهش ''ممن يهاجم الفن بمعناه السامي''، ويؤكد أن ''الفنان الحقيقي بعد فترة من ممارسته للفن يتخلى عن الماديات ويبدأ التعامل مع الروح''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©