الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإداريون واللاعبون يؤكدون أن العيب في التطبيق وليس في النظام

الإداريون واللاعبون يؤكدون أن العيب في التطبيق وليس في النظام
25 مايو 2010 23:16
حرصنا في الحلقتين الأولى والثانية على استطلاع آراء الخبراء والمحللين ومسؤولي اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، فيما إذا كان هناك تطور قد حدث على كرة الإمارات، بعد عامين من تجربة دوري المحترفين، وكانت الآراء متضاربة فالبعض يحب أن ينظر إلى الجزء الممتلئ من الكوب، وهم المسؤولون في الاتحاد والرابطة، والآخرون كانوا يركزون على الجزء الفارغ، ويتحدثون بقوة عن السلبيات، حتى أن معظمهم أصر على رأيه، بأن عصر الهواية كان له الأفضلية، وأن الاحتراف المزعوم ما زال حبراً على الورق. وفي هذه الحلقة نحاول التركيز على آراء اللاعبين والإداريين أكثر لإلقاء الضوء أكثر على التجربة، والتعرف عن قرب على أهم إيجابياتها وسلبياتها خلال العامين الأخيرين، من منطلق استكمال أضلاع المربع بفئة مهمة عاشت أياماً في عصر الهواية، وتستطيع أن تقول فيه رأياً مهماً، وعاصرت تجربة الاحتراف، ويمكنها أن ترصد مدى الفائدة التي تحققت وتضع يدها بقوة على السلبيات التي نتمنى أن تختلف في المراحل المقبلة، واتفق الإداريون واللاعبون على أن العيب ليس في نظام الاحتراف ولكن في تطبيقه ومدى فهم عناصر اللعبة له. ويقول عارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية بمجلس أبوظبي الرياضي إن المستوى تطور من وجهة نظري في ظل المسابقة الجديدة، وأنه للمرة الأولى، واعتباراً من العام الماضي، ومروراً بالموسم الأخير، بدأت ملامح الاحتراف تظهر على اللاعبين، والإداريين، والإعلام الرياضي، والحكام، والرابطة التي تنظم البطولة، واتخذت الأندية إجراءات مهمة في جوانب الاستثمار، والتسويق، والدعاية، وكلها تصب في النهاية في مصلحة اللاعب والمدرب والحكم فهل بدأوا يستوعبون ذلك؟ وقال: المسابقات انتظمت، واللاعب أصبح يعرف ما له وما عليه، ويضمن حقوقه، وتحرر من التبعية المطلقة لنادٍ بعينه، فأصبح من حقه وبموجب الآليات المشروعة أن يختار وجهته التي يمكن أن يعطي فيها، والنادي أصبح من حقه أن يملك اللاعب طوال 24 ساعة، ويطور مستواه بالطريقة التي يراها، والحدود أصبحت أكثر وضوحاً، وزاد الاهتمام بصحة اللاعب ومراقبة تصرفاته داخل وخارج الملعب، وبما أن النظام وُضع فلابد أنه يطبق، وسوف نحتاج إلى بعض الوقت في جني الثمار. وأضاف: الأمر الوحيد الذي أراه ليس على مستوى الطموح، هو الحضور الجماهيري، وأحمل فيه المسؤولية للرابطة والأندية في أنهم لا يضعون التصورات المناسبة لجلب الجماهير، وما زالت الأفكار تقليدية في هذا السياق، وتركز فقط على جمهور المواطنين، وهذا خطأ كبير، لأنه يجب التركيز على الجاليات المقيمة بالدولة، وأعتقد أن الجزيرة كانت له تجربة جيدة في هذا الاتجاه، وحققت نجاحاً مقبولاً، يمكن الاستفادة منها في الأندية الأخرى. وقال عارف العواني: الاحتراف منظومة كاملة، ولكي نصل إلى الهدف المنشود، وهو الوصول لمنصات التتويج، فلابد أن تسير كل الجهود في كل الاتجاهات بشكل متوازٍ، ولابد أن يكون اللاعب محترفاً، والإداري محترفاً، والمسؤول في النادي على نفس القدر من التأهيل الاحترافي، والحكم أيضاً، وكلما كان هناك خلل في أي محور من تلك المحاور سوف تتأخر نتائج الحصاد. أكد أن اللاعب يبحث عن المال فقط هلال سعيد: الدوري لم يقدم شيئاً لكرة الإمارات أبوظبي (الاتحاد )- أكد هلال سعيد لاعب الجزيرة أنه مع من يقول إن عصر الهواية كان أفضل، لأن اللاعب في هذه المرحلة كان يلعب الكرة للكرة والنادي والمتعة وإسعاد الجماهير، والبحث عن الشهرة، أما الآن فهو يلعب من أجل المال، ومن أجل نفسه، والانتماء للنادي كان هو العنوان الأبرز في هذا الوقت، أما الآن فإن اهتمام اللاعب ينصب على نفسه، ومصلحته فقط بغض النظر عن ناديه. وقال: نعم اللاعب استفاد مادياً منذ بدأ دوري المحترفين، ولكني أريد شخص واحد يقول لي ما هي معايير تعاقدات اللاعبين مع الأندية، فلا يوجد معيار واحد لتحديد قيمة اللاعب المادية بالضبط، فهناك لاعبون كثيرون انتقلوا من أندية لأخرى بمبالغ كبيرة، ولم يحققوا أي إضافة، وبالعكس فإن هناك لاعبين آخرين انتقلوا بأسعار زهيدة وقدموا الكثير لأنديتهم، بالتالي فإن تطبيق الاحتراف بلا معايير موضوعية أمر ظالم. وأضاف: كنت أتمنى أن أقول عكس ذلك لأنني لاعب، والطبيعي أن أنضم للمطالبين بمكاسب إضافية، ولكني أقولها بأعلى صوتي إن اللاعبين حالياً يفكرون فقط في المال، والشهرة، والإعلام على الرغم من تطوره، إلا أنه ما زال يركز على فئة قليلة للغاية من اللاعبين، ولا يمنح المساحات المطلوبة للصاعدين حتى يكون دافعاً لهم، وكنا في السابق نحصل على دفعة معنوية كبيرة جداً عندما تحضر الجماهير تدريباتنا بالآلاف فهل ما زال يحدث ذلك؟ الجماهير لم تختف فقط من التدريبات ولكنها اختفت من المباريات الرسمية، واللاعب لن يبدع في غياب الجمهور أو على الأقل الإعلام المنصف، والمعايير العادلة في التقدير، بصراحة دوري المحترفين ما زال لم يقدم شيئاً لكرة الإمارات حتى الآن، والمطلوب إعادة النظر في كافة الأمور، حتى لا يمر الوقت ونجد أنفسنا بحاجة لأن نبدأ من جديد من الصفر. أهم التوصيات 1 – اتفاق على ضرورة اختيار لجنة أو الاستعانة بأحد بيوت الخبرة في تقييم الأداء الفني في نهاية كل موسم بشكل دقيق للتعرف على معدلات التطور أو التراجع، وتكون مهمة تلك اللجنة تحليل الأداء في المباريات وحصر عدد التمريرات الخاطئة والصحيحة، ومعدل جري اللاعبين، والتسديدات على المرمى، وخارجه، ومدى إجادة حراس المرمى، ولاعبو الدفاع، ومقارنتها بما كانت عليه في السابق، ومردود اللاعبين المواطنين والأجانب، ومعدلات الدفع بالناشئين، وغير ذلك من الأمور الفنية لتحديد ما إذا كانت اللعبة في تقدم أم أنها لا تتطور. 2 – عقد أكثر من لقاء بين الأندية والرابطة لمناقشة الأساليب الكفيلة بجذب الجماهير والتوصل لآليات تطبيق. 3 – إقامة ندوات تثقيفية في الأندية لتعريف اللاعب حقوقه وواجباته في ظل عصر الاحتراف. 4 – إيجــاد صيغة ملزمــة يمكن قياسها بمعايير محددة للأندية بعــدم التضحيــة بالمسابقات الخارجية من أجـل المسابقــات المحليـة. 5 – بذل الجهد في السعي إلى تحديد سقف لأسعار اللاعبين ومعايير تحدد القيمة المالية لكل لاعب على ضوء إمكاناته. محمد عبد القادر: الهرم مقلوب والأمل في المدارس أبوظبي (الاتحاد) - قال اللاعب التوجولي محمد عبد القادر: عاصرت أياماً قبل دوري المحترفين، ولعبت في الموسمين الأخيرين، عندما تم إطلاق بطولة دوري المحترفين بمسماها ووضعها الجديد في ناديي الظفرة وعجمان، وبالنسبة لي لا أستطيع أن أرصد تحولاً كبيراً قد تم، فعلاقة اللاعب بالنادي ما زالت كما هي، ولا تزيد عن ساعات التدريب، والمباريات الرسمية، وليس هناك اهتمام في الأندية بالحصص التدريبية الصباحية التي نادراً ما تحدث في أندية الدولة، ولا زال هناك الكثير من اللاعبين الموظفين في الأندية، بمعني أنهم لا يملكون التفرغ للعبتهم، وتلك أهم ملامح الهواية في عصر الاحتراف. وأضاف: تقييمي لتجربة الاحتراف في الإمارات أن الطموح أكبر من عطاء اللاعبين والمنظمين والمسؤولين، وأن الأحلام أكبر من الواقع، وأن القصة لابد أن تكون بدايتها من تكوين الناشئين، لأن اللاعب الكبير تعود على ما هو عليه، ومن الصعب التغيير في طباعه، أما الأمل فلابد أن يتم البحث عنه في الصغار، لأنهم يتقبلون التشكيل، وللأسف من خلال تجربتي في أندية الإمارات لا أجد الاهتمام بالقدر الكافي بالمراحل السنية، وبالعكس أجد كل الاهتمام منصب على الفريق الأول، على الرغم من أن مدارس الكرة هي المستقبل، وأنا مع من يقول إن الهرم ما زال مقلوباً، ويحتاج لمن يتدخل لتعديله. عيسي عبيد: «اغتراف» وليس «احتراف» أبوظبي (الاتحاد) - قال عيسى عبيد لاعب نادي الشباب إن الرؤية لا تزال غير واضحة، وأنه ربما يكون هناك تطور طفيف في مستوى الكرة في الموسمين الماضيين، ولكنه بالطبع ليس على المستوى المأمول، بمعنى أنه لا جديد في هيكل الدوري، بمعنى أن هناك 3 فرق تتنافس على الصدارة، وفريقان أو ثلاثة على المنطقة الدافئة، والباقون ينافسون على الهبوط، وأعتبر أن التطور الإيجابي الوحيد الذي تم في الموسم الأخير هو بروز نادي بني ياس بالصورة التي ظهر عليها. وأضاف: قلت بأن الرؤية لا زالت غير واضحة لأن المنتخب لم يدخل في “محك” مهم يمكن من خلاله تقييم حجم التطور بعد عامين، ولكن بطولة الخليج المقبلة، ومن بعدها بطولة أمم آسيا يمكن أن تكون “بالونة” اختبار، أما إذا اعتمدنا على مردود أنديتنا في دوري أبطال آسيا خلال العامين الأخيرين فإن النتيجة سلبية، وتدعو للإحباط لأن النتائج من قبل كانت أفضل. وأضاف: اللاعب هو المستفيد الأول من دوري المحترفين، وأموال دوري المحترفين، ولكنه لم يسخر تلك الاستفادة في تطوير مستواه، والعيب ليس في الاحتراف، ولكنه قد يكون في ثقافة التطبيق لأنه تحول لاغتراف أموال الأندية، فنحن نأخذ السهل من الاحتراف، ونترك الصعب، واختصرنا القصة كلها في التعاقدات، والعقود، والمفاوضات، وتعديل الرواتب، وبدأت تأخذ الاهتمام الأكبر عند اللاعب أكثر من حرصه على التركيز في تدريباته لتحسين مستواه، انشغلنا بالتفاصيل عن المبدأ العام، والهدف الرئيسي، وللأسف لا يوجد ثواب وعقاب في الأندية وحتى المنتخبات، ولو وجد وهذا استثناء، فالمسؤول في النادي يوقع العقوبات على اللاعب على حسب علاقته الشخصية به، بمعنى أنه يتغاضى عن أخطائه لو كان من رجاله. 8 نتائج من التحقيق 1 – التقييم الدائم والمستمر من الرابطة والأندية لتحديد السلبيات وعلاجها أمر ضروري لتصويب المسار أولاً بأول. 2 – البطولة بمسماها الجديد ما زالت لم تترك بصمة على أداء المنتخبات أو الأندية في المشاركات الخارجية. 3 – غياب الجماهير عن المدرجات أهم الظواهر السلبية التي تتطلب تحرك سريع من الأندية والرابطة للتعامل معها بطرق غير تقليدية. 4 – اللاعب هو المستفيد الأول من تطبيق الاحتراف، ولكنه ما زال يفكر بعقل الهاوي، وينشغل بالمال عن تطوير نفسه. 5 – البداية لابد أن تكون من مدارس الكرة والناشئين في بناء مفاهيم الاحتراف عند اللاعبين حتى يكون أكثر جدية وانضباطاً في تنفيذ المطلوب منه. 6 – أكثر من 95 % من سلبيات دوري المحترفين ناتجة عن التطبيق الخاطئ لمقتضيات الاحتراف، وعدم توافر الثقافة وليست عن خلل في النظام نفسه لأنه المعمول به في كل الدول المتطورة. 7 – الربط بين نجاح البطولة ونتائج المنتخبات والأندية في البطولات الخارجية أمر ضروري لأن المسابقات المحلية تقام في الأساس لتحقيق الإنجازات على المستوى الخارجي. 8 – المسؤولون الذين تم استطلاع آرائهم لا يرون إلا الإيجابيات، والخبراء لا يرون إلا الوجه الآخر، والاشتباك لا يزال قائماً بينهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©