سيرك المبدعين فن إسعاد الآخرين

السعادة والفرح يسيران جنباً إلى جنب مع ''عربة السيرك''، والضحك والإثارة يقيمان في خيمتها· تلك هي الصورة النمطية السائدة حول عروض السيرك منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا· ولهذا تعتبر عروض السيرك التي تقدمها ''جزيرة الإبداع''، واحدة من سبع جزر يضمها مهرجان ''صيف في أبوظبي'' الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر حتى 18 أغسطس المقبل، أحد عوامل الجذب الرئيسية في المهرجان· وتشمل: عروض المهرجين، الألعاب البهلوانية، قذف الكرات، المشي على ركائز الأرجل، والسير على الحبل· على منصة الخيمة الصغيرة، يجلس الجمهور بانتظار بدء العرض الذي يمتد حوالي 25 دقيقة متواصلة، وعنه تقول لويسا ألين، مديرة الفعالية: ''تستقطب فعالية السيرك بعروضها اليومية الكثير من المتفرجين، لاسيما الأطفال الذين تبهرهم حركات العارضين فيصفقون لهم طويلاً''· 12 شخصا يعملون في سيرك المبدعين، بين مهرجين وبهلوانيين، يؤدون استعراضات وحركات متنوعة· ويقدمون 4 عروض رئيسية يومياً، بالإضافة إلى عروض استثنائية تقدم لبعض الفئات مثل ذوي الاحتياجات الخاصة· وكلها عروض مجانية تهدف إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب زوار المهرجان· كاترينا، لاعبة سيرك أوكرانية تعمل في السيرك منذ 5 سنوات فقط، لا تفارق الابتسامة شفتيها· كانت تقوم بحركات استعراضية جميلة، وتتجول في الحلبة مثل الفراشة مع زميلها المهرج· وبعد الانتهاء من العرض يتجولان في أروقة المهرجان وهما يرتديان أزياء من العصور القديمة، تقول: ''أقدم مع المهرج فقرة خاصة في كلّ عرض، تختلف من عرض لآخر، فمرة أقوم بدور لاعبة ''باليه''، وأخرى أؤدي دور ''الدمية'' وهكذا···''· وتضيف: ''نحن معتادون على هذا العمل، ولا نشعر بالتعب· فنحن نتدرب يوميا على هذه الحركات، والأهم من ذلك هو أننا عندما نشاهد تصفيق الجمهور لنا ننسى التعب ونسعد كثيراً''· أما المهرج الأوكراني روستيك، الذي أمضى 22 سنة من حياته في السيرك يتفنن في إضحاك الناس وانتزاع ضحكهم وتصفيقهم، فيعترف: ''سعادتي تكمن في فرح الناس والأطفال· وعندما أشاهد استمتاعهم بما أفعله تكبر سعادتي وتزداد حماستي لأداء وفعل المزيد''· كاترينا التي تصف شخصيتها خارج السيرك بأنها ''جديّة''، تقول إن ''روستيك، بطبيعته إنسان يحب إمتاع الآخرين· ويتعمد فعل أشياء مضحكة حتى خارج نطاق العمل في السيرك ليضفي جوا لطيفا مبهجا على جلساتنا''· ويقول روستيك إنه ''إنسان رومانسي ويحب الحياة والناس ولذلك فهو يحب إسعادهم''· 3 فقرات رئيسية تتخلل عرض السيرك: الأولى فقرة الاستعراض بالحلقات ويؤديها اثنان من اللاعبين، والثانية للمهرج، والثالثة فقرة البهلوان الذي يتسلق الحبل، ويؤديها الشاب ريتشي: ''تتمثل فقرتي في تسلّق الحبل وأداء الحركات البهلوانية· وأعتمد في ذلك على يدي ورؤوس أصابع قدمي بالدرجة الأولى· الحركات التي أقوم بها ليست صعبة بالنسبة إلي، بل أمر عادي لأنني أتدرب عليها يومياً· بل إن التدريب المتواصل يمكنني من تطويرها وأداء الأصعب منها، خاصة إذا كان الجمهور شديد الحماسة، ولا أخفي أن تصفيق الجمهور يزيد ثقتي بنفسي ويدفعني للمخاطرة من أجل إدخال السعادة والفرح إلى قلوبهم''· عروض السيرك التي نالت إعجاب الحضور، دفعت بعضهم الى حضور العرض الواحد مرتين أو أكثر في اليوم· تقول الطفلة ربى: ''إنها عروض رائعة، وأكثر ما لفت انتباهي وأضحكني في نفس الوقت، فقرة المهرج والفتاة· لقد أدت الفتاة حركات رائعة وصعبة للغاية أتعجب كيف تقوم بها، أما المهرج فأضحكني كثيرا بشكله وحركاته''· وعلّقت إحدى السيدات على عروض السيرك بقولها: ''فكرة السيرك مهما كانت بسيطة هي أمر إيجابي وجميل، فهي تدخل السعادة والبهجة على قلوب الجميع· ورغم أنني شاهدت عروض سيرك أكبر وأعرق منها، كسيرك ''دوسيلييه'' العالمي، إلا أنني استمتعت بمشاهدة هذا العرض الجذاب والممتع''·