الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزيرة صير القواسم.. تمايز تاريخي واقتصادي وبيئي أيضاً

جزيرة صير القواسم.. تمايز تاريخي واقتصادي وبيئي أيضاً
22 سبتمبر 2009 01:28
جزيرة صير بونعير كانت تعرف عند أهل البحر بصير القواسم، وهي من المحميات التي لها أهمية تاريخية واضحة في مخيلة وذكريات البحارة الأوائل، الذين مازالوا يتذكرون الوقائع والأحداث التاريخية المرتبطة بها، وبحضارة ازدهرت وسجل التاريخ لهذه المحمية حضارة عرفتها شواطئ الخليج. في عمق الزمن من الملاحظ أن عمق الارتباط التاريخي للغواصين بجزيرة صير بونعير يرتبط بوقائع وعلائم لا تزال باقية تحاكي ذلك التاريخ البعيد، حيث يمكن للزائر أن يتجول في عمق الجزيرة ليصادف الشجرة التي كان يستظل عندها الغواصون، وبجوارها يشاهد بئر الغواصين التي شهدت أحداثا ووقائع تاريخية، لا تزال محفوظة في ذاكرة القلة القليلة ممن تبقى من الغواصين، وتعتبر هذه البئر مصدراً للصراع والاقتتال أثناء عملية التزود بالمياه بين مجاميع الغواصين الذين يتوافدون على الجزيرة من مختلف المناطق والمشيخات. في صميم الذاكرة للبئر أيضاً حكايات أخرى تدلل على عمق ارتباطها التاريخي بحياة وذكريات الغواصين، حيث يذكر أن لمياهها فوائد علاجية، تمت الاستفادة منها في علاج عسر الهضم وتنظيف المعدة، وحسب ما ذكره لنا بعض الغواصين أن ماءها شديد المرارة، وبمجرد أن يشرب المرء قليلا منه يتعرض للإسهال بشكل مباشر، كما أن للبئر فوائدها الأخرى، ومنها أن النواخذة استخدموا الرمال المحاذية لها في العلاج الطبيعي لقروح السيوب، وهم من يمسكون بحبال الحياة التي كان يتدلى منها الغواص إلى عمق البحر ليبحث عن المحار، وذلك عن طريق دفنهم في الرمال لفترة، وتطيب تلك الجروح خلال ستة أو سبعة أيام، يعاودون بعدها ممارسة نشاطاتهم وعملهم. ثراء اقتصادي بالنسبة للأهمية الاقتصادية فإن أول ما يلفت نظر الزائر للجزيرة طبيعة رمالها التي تميل إلى اللون الأحمر، والتي تشير إلى أن باطن أرضها يحتوي على المواد المعدنية، ويؤكد بعض الغواصين الذين تم اصطحابهم في جولة ميدانية، أن الجزيرة غنية بأكسيد الحديد والكبريت، والتي تم استغلالها بكثافة في السابق، حيث كانت تستخدم لأغراض التعدين، وتوجد على الجزيرة آثار بعض المناجم. محمية جزيرة صير بونعير غنية بالثروة السمكية، حيث تحتوي مياهها البحرية على مخزون كبير من الأسماك المختلفة الأنواع، وعندما يغوص المرء في قاع البحر يشاهد أسماكاً مختلفة الأنواع تجوب قرابة الشاطئ، ويشاهد في سياق ذلك عشرات القوارب التي تبحر قرابة شواطئ الجزيرة، وعلى ظهرها هواة الصيد الذين يستمتعون بممارسة هواية الصيد إلى جانب ممارسة النشاطات الرياضية البحرية المختلفة، وهو الجانب الذي يبرز أهمية الجزيرة السياحية. بيئة مواتية تتمتع الجزيرة أيضا بنظام بيئي متميز، حيث تهب عليها رياح مختلفة طوال أيام السنة، وتتمثل برياح المزر والغياضة واليولات والكوس والثرية، إلى جانب رياح الشمال واللحيمر، وشمال الثمانين وأربعين المريعي والغربي والمطلعي والسهيلي، ويحتوي ذلك النظام على بيئات مختلفة غنية بتنوعها البيولوجي، فهي تشكل بيئة خاصة، وملجأ مهما للطيور البحرية التي تزورها في معظم فصول السنة، ويمكن للزائر مشاهدة طيور الخرشنة، والباشق كما تأوي أم صنين والنورس في الشتاء، وكذلك الأصرد وانواع أخرى من الطيور.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©