الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمَّسني جدّي الطيب فيهم من قديمٍ وتوّه

19 يوليو 2008 22:53
سمعت جدي في مجلسه يردد بيتاً واحداً ويكرره: ''أجوَدي نسل اجواد جيل ورى جيل الطيب فيهم من قديمٍ وتوّه'' فسألته ما قصة هذا البيت؟ فقال: ''أطلقت شاعرة بدوية قديمة اسمها هيا العوني، هذا البيت ضمن قصيدة تحمل حكاية حبها لزوجها، فأدت القصيدة إلى عودتها لزوجها، لكن القصيدة تاهت ضمن أشعار كثيرة، واستمر هذا البيت، وعجزه بالتحديد إلى يومنا هذا، يُضرب كمثل في الكرماء أباً عن جد· وأضاف قائلاً: ''كانت هيا زوجة لرجل من قبيلة ''حرب'' وكان رجلاً نبيلاً يتمتع بالتقوى وصفات الرجولة من الشهامة والفروسية والكرم، لكنه يعاني من ضيق ذات اليد، مثله مثل غيره في ذاك الزمن، وحدث أن زارها والدها ذات يوم، فرأى ما هم عليه من قلة الحيلة وضيق ذات اليد، فأشفق عليها وأخذها لتقضي عند أهلها بعض الوقت، لكنه أبقاها لديه طويلاً في داره، ولم يرجعها إلى زوجها، بينما كانت تفضل أن تعيش مع زوجها على فقره وقلة موارده وضنك العيش على أن تستمر في قعودها في بيت والدها، حتى لو كانت مدللة مرفهة، خاصة أنها كانت ترى دائماً من زوجها كل الحب والاهتمام وطيب العشرة والأخلاق، وتبادله المشاعر ذاتها· وذات ليلة جلست في ركن قصي من مجلسها تنشد حزينة مهمومة، قصيدة تعدد فيها مناقب زوجها، دون أن تشعر بوجود والدها الذي كان يستمع إليها· فخرج عليها وهي تعدّ القصيد وتبكي، فصمتت، لكنه طلب منها أن تكرر الأبيات، ورغم خجلها ورفضها ألح عليها، ففعلت خائفة، وكانت ردة فعله مغايرة لتوقعاتها، إذ أعجب بما قالت وعبّرت عن حب وتقدير لزوجها، فقام بإيصالها لزوجها محملة على ناقة بصحبة أغذية ومؤنة وهدايا لزوجها تعاطفاً مع أزمته العابرة وتقديراً لشهامته وحبه وكرمه مع هيا وسائر الناس''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©