الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منتجع صحي يوفر الاسترخاء والرفاهية للميسورين في غزة

منتجع صحي يوفر الاسترخاء والرفاهية للميسورين في غزة
22 سبتمبر 2009 01:33
وسط البؤس المنتشر في غزة وشوارعها التي تكثر فيها الحفر يقع منتجع «روزي» الصحي (سبا) للطبقة الميسورة في القطاع الذي غالبا ما يقترن اسمه بالعنف. ورغم الوضع القائم في قطاع غزة يؤكد صاحب المنتجع ان «روزي»، يوفر على غرار المنتجعات الصحية في بلدان أخرى مجموعة كاملة من الخدمات الراقية من سونا وقاعة رياضة وصالون تجميل وغيرها. ويقول محمد فارس الذي افتتح المنتجع الصحي للاسترخاء والاستجمام عام 1999 مع زوجته البريطانية «نوفر أفضل نوعية خدمات في المنطقة». ويضيف بفخر «كان لدينا زبونة تعمل لحساب الاتحاد الأوروبي. والتي انتقلت إلى نيويورك واتصلت بي من هناك لتقول إنها مشتاقة إلى روزي». ويتباين المكان مع الفقر المنتشر في غزة الواقعة بين إسرائيل ومصر وحيث يعيش مليون ونصف مليون فلسطيني. ويعتمد سكان القطاع على المساعدة الإنسانية الدولية وغالبيتهم يعيشون دون خط الفقر. ورغم ذلك يتراوح سعر علاج للوجه بمساحيق التجميل عند «روزي» بين 15 و20 يورو وتكلف ساعة تدليك حوالي 30 يورو والاشتراك الشهري في قاعة الرياضة 25 يورو. وهو ما يعتبر ثروة صغيرة بالنسبة لسكان القطاع الذين يقل معدل راتبهم اليومي عن 10 يورو. ولكن المنتجع الصحي هذا موجه للطبقة الميسورة في غزة من موظفين وأطباء ومقاولين فلسطينيين والأجانب من دبلوماسيين وموظفين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة والصحافيين الذين يمرون فيه. وبالنسبة لهؤلاء جميعا لا تكثر الأماكن في غزة للاسترخاء والاستجمام باستثناء حفنة من المطاعم والفنادق الفاخرة التي لا تقدم المشروبات الكحولية، وحيث يمضي الفرد الوقت في تبادل الحديث وهو يدخن النرجيلة أو يحتسي كوب عصير أو فنجان شاي بالنعناع. ويشكل منتجع «روزي» تاليا متنفسا في القطاع الذي شنت عليه اسرائيل هجوما عنيفا الشتاء الماضي وحيث تقع مواجهات بين الفصائل الفلسطينية من وقت لآخر، والذي يخضع كذلك لحصار محكم من قبل الدولة العبرية ويعاني من انهيار اقتصادي. وتوضح صفاء وهي فلسطينية في الثلاثين من عمرها «بدأ الناس يمارسون الرياضة بشكل أكبر منذ بدء الحصار لأنه من المستحيل مغادرة غزة للاستجمام» في الخارج. ويعتمد محمد فارس إلى شبكة علاقاته بالخارج ليتمكن من الاستمرار. فبدلا من الاعتماد على الأنفاق التي حفرت تحت الحدود بين قطاع غزة ومصر يعول على أصدقائه من الصحافيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني ليحملوا له في حقائبهم مستحضرات تجميل غير متوافرة في غزة. كما اضطر إلى حصر زبائن منتجعه في النساء فقط لأنه لم يكن لديه ما يكفي من الزبائن الرجال لتمويل الساعات المخصصة لهم. وأغلق عام 2006 قسم الجاكوزي بسبب تعذر الحصول على فلاتر المياه المناسبة. وهو يقر «لا يمكنني أن أوسع المنتجع.. ولا يمكنني أن أبيعه.. أنا عالق». ويضيف «هنا أضيع الوقت وأبدد المال واستهلك الكهرباء ولا اكسب ما يكفي من المال للقيام بكل شيء» معربا عن قلقه من المستقبل. ولكن عددا كبير من النساء يأتين إلى المجتمع. وخلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع العام الحالي قرر فارس إغلاقه. ويوضح مبتسما «بعد الحرب كنت انتظر ألا يأتي أحد لكن الطلب كان كبيرا. وأتت النساء للاسترخاء وللشعور بأنهن جميلات».
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©