الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذكية فيلسوفة مزعجة والمطيعة مرغوبة وصالحة

الذكية فيلسوفة مزعجة والمطيعة مرغوبة وصالحة
19 يوليو 2008 23:03
''الشباب يحبون الفتاة الذكية التي تملك القدرة على المحاورة والمناقشة من بعيد، لكن متى عزموا على الزواج فإن الذكاء آخر ما يطلبونه من زوجة المستقبل''· هذه المقولة باتت شبة مأثورة تتردد في أغلبية مجالس البنات، اللواتي يؤكدن أن الشباب يفضلون الفتاة البسيطة التي لا خبرة لها، ويبررون ذلك بأن الفتيات من هذا النوع يسهل التعامل معهن، على عكس الفتاة ذات الشخصية القوية والخبيرة بشؤون الحياة· يعتقد محسن ناصر أن ''خوف الشاب من المرأة الذكية له ما يبرره''، لأن الذكية، على حد قوله: ''فيلسوفة مزعجة تتعامل بفوقية· ما يجعل الناس ينظرون إلى زوجها نظرة دونية وكأنه يعجز عن السيطرة على زوجته ووضع حد لها ولسلوكها''· ولا يخفي محسن أنه ''إذا تزوجت بفتاة واكتشفت أنها ذكية، سأحاول قمعها ومصادرة عقلها خوفاً من القيل والقال''· هذا الموقف يعلنه ناصر الزعابي أيضاً، يقول: ''إذا قمنا بعد الزواج بزيارة عائلية وراحت زوجتي تفلسف الأمور وأنا أجلس صامتا، سوف تتعلق أنظار الجالسين بوجهي وكلها تساؤلات واستنكار، فالشاب لا يحب أن تكون زوجته بهذه الطريقة''· تناقض يدرك محمد الدوسري ''أن غالبية الشباب يؤمنون بهذا المفهوم الذي يسخر من الذكية من خلال وصفها بأنها فيلسوفة''، وعلى الرغم من ذلك يرى أن في الأمر ''تناقضاً''، إذ يشير إلى أن عدداً لا بأس به من أصدقائه والشباب عموماً ''يتبرمون من كون زوجاتهم نساء عاديات يصعب التعامل معهن في الأمور المهمة''· وأكثر من ذلك، يقول محمد: ''غالباً ما يعبر أولئك الأصدقاء عن أنهم كانوا يأملون في الزواج من فتيات يتمتعن بقدر من الذكاء للمشاركة في قضايا الأسرة''· وكي لا يكرر محمد ''خطأ'' أصدقائه اتخذ، كما يقول، قراره في شأن ''فتاة المستقبل'': ''أريدها ذكية، وحبذا لو كانت أكثر ذكاء مني، لأن رحلة الحياة تحتاج إلى شراكة العقل''· ''أنا الآن أعزب وإذا سئلت عن الفتاة التي أختارها للزواج سأجيب بوضوح: أريدها ذكية ولبقة ومتحاورة''· إعجاب من بعيد تؤكد أحلام أحمد على ''وجود الكثير من الشباب الذين يعجبون بالفتاة الذكية، لكن تلك التي على شاشات التلفزيون وفي صفحات الصحف وبطون الكتب، أي إعجاب من بعيد· لكن الشاب إن أراد أن يتزوج فإنه يستبعد الفتاة الذكية، ويبحث عن فتاة عقلها على قدرها، فالشاب لا يحب أن تحاوره الفتاة وتنتصر عليه بمنطقها''· وتستدرك أحلام: ''لكن، هذا الأمر لا ينطبق على الشباب كافة، وهو يتوقف على البيئة التي نشأ فيها الشاب''· من منظور آخر، تجد سماح العلي ''أن الشاب الذي سترتبط به بعد ثلاثة شهور، لا يهتم إذا كانت الفتاة ذكية أم ساذجة أو بسيطة، لأنني مهما تحدثت إليه فإن الرأي في النهاية له· فهو صاحب القرار الوحيد· وعندما أدلي برأيي يهز رأسه من دون اكتراث لأقوالي· وأنا لا أعترض على آرائه كي لا أعرض نفسي للمشاكل· وهذا لا يضايقني، فحالة زوج المستقبل عامة، هي حالة كل الشباب في مجتمعاتنا''· إذا كانت بدرية علي ترفض أن تجزم ما إذا كانت مقولة ''يحبونها ذكية ويتزوجونها بسيطة'' قناعة الشباب كافة، فإنها تعرف من خلال تجربتها الخاصة كفتاة على وشك الزواج، أن ''الشاب الذي سأرتبط به قريبا، يعاملني كقطعة أثاث بلا روح أو عقل''· وتكشف: ''حاولت أن أناقشه كي أعرف طباعه ووجهه نظره في بعض الأمور، لكنه دائماً يستنكر ذلك لاعتقاده بأن المرأة الصالحة هي الصامتة والمطيعة بلا نقاش أو اعتراض· وهو يفخر بي أمام أهله، كوني تركت له كل مساحة العقل والرأي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©