الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عيد الفطر في المغرب يتمسك بعاداته العريقة

عيد الفطر في المغرب يتمسك بعاداته العريقة
8 يوليو 2016 23:16
محمد نجيم (الرباط) لعيد الفطر أو كما يُسمّونه في المغرب «العيد الصغير»، طعمه الخاص، فلكل منطقة من مناطق المغرب عاداتها وتقاليدها المتوارثة منذ عهود وقرون طويلة من الزمن، للاحتفال به، أبرزها التزاور وصناعة الحلويات وارتداء الزي التقليدي. ففي مدينة فاس؛ العاصمة العلمية والروحية للمغرب، تقليد عريق للاحتفال بعيد الفطر، حيث تتجمع الأسر الفاسية، بعد العودة من صلاة العيد، التي تؤدى في ما يسمى المصلى، لتناول أطباق شهّية من الحلويات التي اشتهرت بصُنعها الأسر الفاسية، وأكسبتها شهرة محلية وعالمية، ومنها «كعب الغزال»، التي تصنع من اللوز والسكر أو العسل والدقيق، ويقال إن حلوى «كعب الغزال» هي حلوى الملوك والأمراء والنبلاء والطبقة الثرية في المجمع الفاسي. وقد برع في صنعها أهل فاس لما تتطلبه من دقة فائقة في إعداد المقادير. وهناك حلوى «الغريبة» وهي حلوى مغربية نجدها في كل المناسبات والأفراح المغربية، إلى جانب «السفوف» و«السلو» و«البغرير» التي تزين الموائد في عيد الفطر، أو «عيد رمضان» كما يطلق عليه في بعض المدن والقرى المغربية. ورغم التغييرات الكثيرة التي عرفها نمط العيش لدى المغاربة بسبب التحولات الاجتماعية المُتسارعة، وبروز ظواهر وعادات دخيلة لم تكن حاضرة في ثقافة الأكل المغربية، فإن جيل الآباء مازال يحافظ على الطقوس القديمة، كارتداء اللباس المغربي والظهور به يوم العيد كالجلباب والطربوش الأحمر والبلغة الفاسية، أما النساء فيلبسن القفطان المغربي و«التكشيطة» و«الشربيل» ليعكس تعلقهن بعادات المغرب الأصيلة. أما الأطفال فيلبسون في صباح العيد «الدراعية» أو الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر والبلغة الصفراء التي تصنع في فاس. كما تتنافس الأسر الفاسية على فعل الخير وتبادل الزيارات العائلية وصلة الأرحام، وهناك تقليد قديم ومتوارث لدى الأسر الفاسية وهو زيارة المآثر التاريخية المتواجدة في فاس مثل جامع القرويين ومتحف البطحاء والمدارس العتيقة.. أما الأسر في مدينة مكناس، القريبة من مدينة فاس تحرص بعد تناول وجبة الفطور على زيارة الأهل وتفقد أحوال الأسر الفقيرة، كما تقوم الأسر المكناسية بزيارة معالم المدينة والاستمتاع بمناظر «باب منصور» و«ساحة الهديم» و«ضريح مولاي إسماعيل»، قبل العودة لتناول وجبة الغذاء. وبرعت المرأة المغربية في إعداد وجبة العيد المكونة من «الطاجين باللحم والبرقوق واللوز» أو الدجاج المحمر، و«البسطيلة»، و«الكسكس» وإعداد أطباق شهية من الحلوى، وإرسال قسط منها إلى الأسر الفقيرة والمعوزة وأيضا إلى الأصدقاء والجيران، ويعتبر إرسال بعض الحلوى إلى الأسر الفقيرة عادة قديمة في المجتمع المغربي تعكس كرمه وتلاحمه. ومن مظاهر العيد في الرباط، أن الأسر الرباطية تتنافس في ما بينها لإعداد حلويات وأطباق شهية من الطاجين المحمر أو الدجاج المشوي، كما يتنافس الآباء في إعداد الشاي المغربي. وتتباهى الأسر«الرباطية» في إلباس بناتهن أجمل الملابس من بينها «القفطان المغربي» أو التكشيطة أو«الجلابية» أما الفتيان فيلبسون، في صباح العيد الجلباب الأبيض، ويضعون على رؤوسهم الطربوش المغربي المعروف باللون الأحمر، ولا تكتمل فرحة عيد الفطر في المجتمع المغربي دون الاستماع إلى موشحات أندلسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©