أحمد مرسي (الشارقة)- أكد المشاركون في ندوة «القانون الدولي الإنساني»، والتي نظمها معهد التدريب والدراسات القضائية بالشارقة، مساء أمس الأول، أهمية الدور الإغاثي والتنموي الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر في العديد من دول العالم التي تمر بأزمات ونكبات.
وأضافوا أن لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية دورا كبيرا في تقديم العديد من المساعدات ساهمت في تنمية الشعوب الفقيرة من خلال إقامة المشاريع التنموية، إضافة إلى المسارعة لتقديم كل ما يلزم خلال الكوارث لإنقاذ الأرواح وللتخفيف من معاناة المتضررين وفي أكثر من 120 دولة.
وطالبوا هيئة الهلال الأحمر بإنشاء وحدة خاصة بالقانون الدولي الإنساني تختص بتعزيز ونشر القانون من خلال التعاون مع الجهات الوطنية مثل الوزارات المعنية واللجنة الوطنية والهيئات المختصة.
وشارك في الدكتور فيصل حليلو رئيس قسم القانون العام في جامعة الشارقة، بورقة عمل حول« القانون الدولي الإنساني والتحديات المعاصرة»، والدكتورة حبيبة الشامسي، الأستاذ المساعد في كلية القانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، بورقة عمل حول “إنجازات اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني” والدكتور عبد الكريم بن سي علي مستشار العلاقات الدولية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وقدم ورقة بعنوان “دور الهلال الأحمر الإماراتي في مجال القانون الدولي الإنساني”، وأدارها أسامة ياسين باحث قانوني في المعهد.
وذكرت الدكتورة حبيبة خلال ورقتها العلمية أن أكثر ضحايا الحروب التي تحدث حالياً في العالم من النساء والأطفال وأن القانون الدولي الإنساني هو بمثابة مجموعة القواعد القانونية التي تحمي في زمن الحرب الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال كالمدنيين وعمال الصحة والإغاثة والذين كفوا عن المشاركة في القتال كالجرحى والمرضى والجنود والناجون من السفن الغارقة وأسرى الحرب.
ونوهت إلى أن اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني لم يمر على تأسيسها سوى عامين فقط وتنبثق منها ثلاثة لجان فرعية، تتعلق الأولى منها بالتدريب والتعليم، والثانية بالإعلام والتوجيه والنشر والثالثة بالتشريعات، كما وقامت بتنظيم العديد من الندوات التعريفية الزيارات الميدانية خلال الفترات الماضية لعدد من الجامعات والدوائر المعنية للتعريف باللجنة.
الهلال الأحمر ودوره البارز
بدوره تناول الدكتور عبد الكريم بن سي علي في ورقته دور الهلال الأحمر في القانون الدولي الإنساني باعتباره عنصرا أساسيا في مجموعة القوانين التي تحكم العديد من جوانب الحياة وتقنين العلاقات بين الدول والمجتمعات وأهمية تعريف هذه القوانين وكيفية العمل بها وعلاقة بعضها ببعض، ومن ثم تسليط الضوء على دور حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وما تخوله القوانين للجنة الدولية للصليب الأحمر في القانون الدولي الإنساني وبالأخص دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في هذا المجال.
وقال يمكن للهلال أن يقدم خدمات إنسانية جمة ومتنوعة في أماكن الكوارث والنزاعات، حيث ينشط عبر العالم وأن يسهم بسمعته الطيبة في تسهيل توصيل المساعدات والوصول إلى الفئات الأشد ضعفا وفتح ممرات إنسانية وبالتالي الإنسان وكرامته والحفاظ على صحته وسلامته، وبالتالي يمكن لهيئة للهلال الأحمر الإماراتية استغلال قدرتها وخبرتها الإنسانية الطويلة في تسهيل احترام القانون الدولي الإنساني عبر العالم وتعزيز تنفيذه.
وقال المستشار الدكتور محمد محمود الكمالي مدير عام معهد التدريب والدراسات القضائية، إن الدولة أولت اهتماماً بالغاً بترسيخ قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني لأن ذلك يتماشى ويتفق مع مبادئ الدين الإسلامي الذي يحفظ للإنسانية كرامتها في السلم والحرب، حيث إن السلام سمة الإسلام فاشتُق اسمه من السلام والأمان ونبذ العنف وتحريم العدوان.
وأضاف أن الدولة صادقت على العديد من الاتفاقيات كاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكولان الملحقان بها واتفاقية حظر استحداث وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وأصدرت التشريعات الوطنية لمكافحة جرائم الحرب، وأنشأت اللجنة الوطنية الدائمة للقانون الدولي الإنساني في نوفمبر 2004 وهي تختص بتعزيز تنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني ومراجعة التشريعات الصادرة بالدولة ذات العلاقة بالقانون الدولي الإنساني وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع المنظمات الدولية والجهات العاملة في هذا المجال ووضع الخطط التدريبية وتنظيم الدورات والندوات الكفيلة بنشر وتنمية الوعي بالقانون الدولي الإنساني.
حضر الندوة أعضاء السلطة القضائية، والمنظمات المدنية لحقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وضباط الشرطة.
عدد اليوم
