مارادونا يقود الأرجنتين إلى التتويج في المكسيك بهدف «يد القدر»

في كل مناسبة يواجه الأسطورة مارادونا سؤالاً يتعلق بهدفه الشهير في مرمى إنجلترا الذي أحرزه بيده في مونديال 1986 بالمكسيك، كان يقول إنها “يد القدر” في إشارة ذكية إلى عدم صحة الهدف، وفي المقابل مازالت الصحافة الإنجليزية تقول إنه هدف “يد الغش والخداع”، والمباراة التي انتهت بفوز منتخب التانجو بهدفين مقابل هدف كانت نقطة تحول في مسيرته نحو تتويج تاريخي باللقب. وقد تحدث علي بن ناصر عن الهدف بعد مرور 20 عاماً على الواقعة، مؤكداً أنه في بادئ الأمر تشكك في صحة الهدف، حيث كانت الشمس ساطعة بقوة، ومارادونا يرتدي قميصاً قصير الكمين، وكذلك حارس إنجلترا بيتر شيلتون، فتشابكت الأيادي ولم يستطع التفرقة بين يد مارادونا ويد الحارس، ونظر بن ناصر إلى المساعد الروسي يونتشيف الذي أصر على صحة الهدف، فاحتسبه ابن ناصر وسط اعتراضات إنجليزية لم تتوقف حتى الآن. وفي المقابل هرول مارادونا للاحتفال بالهدف، وهمس في أذن زملائه أن يعانقوه بقوة ويظهروا فرحتهم الكبيرة لكي لا يتشكك الحكم في صحة الهدف. وخلال المباراة نفسها التي شهدت الهدف الذي حرزه مارادونا بيده، كان القدر رحيماً بموهبة النجم الكبير فتمكن من تسجيل هدف أسطوري جعل عشاق الكرة حول العالم يشعرون بالذهول من شدة روعته، فقد حصل مارادونا على الكرة من قبل دائرة منتصف الملعب، وأخذ يراوغ كل من يقابله، ليتخطى لاعبي منتصف الملعب، ولاعبي الدفاع الإنجليزي بمهارة فائقة، فالجميع يتساقطون خلفه، حتى تمكن بمهارته وقدرته على الخداع من طرح شيلتون أرضاً محرزاً هدفاً أقرب إلى الخيال وعالم “البلاي ستيشن” منه إلى الواقع. ومنذ هذا الوقت يتصدر هدف مارادونا جميع التصنيفات والاستفتاءات على أنه الهدف الأجمل في تاريخ الساحرة المستديرة، والهدف الوحيد الذي اقترب من روعته كان بقدم ليونيل ميسي خلال المباراة التي جمعت برشلونة وخيتافي في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، حيث تجاوز ميسي عدداً كبيراً من لاعبي المنافس على طريقة مارادونا. أول وآخر مباراة مونديالية في صالة مغلقة في كأس العالم 1994، استعرضت الولايات المتحدة الأميركية إمكاناتها الكبيرة حينما قررت إقامة أول مباراة في تاريخ المونديال على ملعب مغلق بالكامل “مسقوف” على نظام الصالات المغطاة، ولكن أرضيته كانت طبيعية مثل بقية ملاعب كرة القدم، والمباراة المذكورة أقيمت بين الولايات المتحدة، وسويسرا وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب، ودخلت المباراة التاريخ باعتبارها أُقيمت على ملعب مغلق بمدينة ديترويت، واللافت في الأمر أن أكثر من 73 ألف متفرج حضروا المباراة في الملعب، وهو رقم قياسي في تاريخ الملاعب أو الصالات الرياضية المغلقة.