الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يجدد اتهام إيران بزعزعة أمن اليمن

27 مارس 2013 23:50
عقيل الحـلالي (صنعاء) - جدد الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، اتهام إيران بالعمل على زعزعة أمن واستقرار بلاده. وقال هادي، لدى لقائه في الدوحة ولي عهد السعودية، الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على هامش القمة العربية التي استضافتها قطر، «إن هناك قوى إقليمية تعمل على عدم استقرار اليمن من أجل مصالح وطموحات غير مشروعه». وذكر الرئيس اليمني أن إيران أرسلت شحنات أسلحة إلى بلاده «بهدف زعزعة أمن اليمن»، وعرقلة جهود عملية انتقال السلطة. وأشار إلى أن «السفينة الإيرانية جيهان» التي ضبطتها قوات خفر السواحل اليمنية في 23 يناير الفائت «كانت تحمل أسلحة تدميرية ومتنوعة وبحجم كبير يصل إلى أربعين طناً». من جانبه، دان ولي عهد السعودية، وهو نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع المفتش العام بالمملكة، «أي تصرف يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن»، مشيراً إلى أن من «شأن تلك التصرفات والخروقات في تهريب السلاح إلى المنطقة تهديداً لسلامة الملاحة الدولية في أهم الممرات الملاحية في العالم». وترى السعودية وبقية دول الخليج العربية والولايات المتحدة أن استعادة الاستقرار باليمن مسألة أساسية بسبب موقعه الذي يطل على مسار شحن النفط المهم على البحر الأحمر ومخاطر «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي ينشط في هذا البلد. وحصل اليمن في 2011 على نفط من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدته في تخفيف نقص الوقود بسبب الهجمات على أنابيب النفط والغاز التي تزايدت في أوج الانتفاضة ضد الرئيس السابق. وقال الأمير سلمان بن عبدالعزيز إن «أمن واستقرار ووحدة اليمن أمراً يهم المملكة العربية السعودية» التي تعهدت ومانحون دوليون آخرون في سبتمبر الفائت بمنح الحكومة اليمنية الانتقالية 7.9 مليار دولار لمواجهة التحديات الراهنة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن هادي استعرض مع ولي العهد السعودي الإنجازات المحققة بشأن «التسوية التاريخية» التي رسمتها اتفاقية «المبادرة الخليجية» الموقعة في الرياض أواخر نوفمبر 2011. كما استعرض اللقاء «القرارات الأممية والدولية الداعمة من أجل تجنيب اليمن ويلات الحرب»، خصوصاً في ظل استمرار انقسام الجيش بين اللواء علي محسن الأحمر، قائد «الفرقة الأولى مدرعة»، الذي تمرد على الرئيس السابق أواخر مارس 2011، ونجل الأخير، العميد أحمد علي عبدالله صالح، الذي لا يزال على رأس «الحرس الجمهوري» أقوى فصائل هذا الجيش عتاداً وتسليحاً. وتوقعت مصادر يمنية مطلعة، تحدثت لـ «الاتحاد»، أن يصدر الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، الذي عاد مساء أمس الأربعاء إلى صنعاء بعد مشاركته في أعمال القمة العربية في قطر، اليوم الخميس مرسوماً رئاسيا ًبـ «إقالة» نجل سلفه واللواء الأحمر، الذي سبق وأن اعترض بشدة على قرارات إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الأخيرة. إلا أن مصدراً رفيعاً داخل القصر الرئاسي استبعد، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن تتم إقالة اللواء الأحمر والعميد صالح، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك قرارات عسكرية «جاهزة منذ أكثر من شهر ونصف»، لكن هادي لم يُصادق عليها بعد. وقال: «ليس بالضرورة صدور القرارات الآن. لكن إن صدرت فعلاً فلا علاقة لها بلقاء الرئيس هادي بولي العهد السعودي» في الدوحة. وكشفت صحيفة يمنية أهلية، أمس الأربعاء، عن توجه لوزارة الدفاع لنقل «ألوية الصواريخ» - وهي قوة عسكرية مستحدثة ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للجيش بعد أن كانت تتبع قوات الحرس الجمهوري المنحلة - من العاصمة صنعاء إلى قاعدتين عسكريتين في جنوب البلاد، حيث تتصاعد منذ 2007 حركة احتجاج شعبي مطالبة بالانفصال عن الشمال. وذكرت صحيفة «الوسط»، أن وزارة الدفاع تعد لنقل «ألوية الصورايخ» من العاصمة إلى قاعدتين عسكريتين في محافظتي لحج وحضرموت، إضافة إلى نقل مقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي من قاعدة «الديلمي» شمالي صنعاء إلى قاعدة «العند» الجوية الرئيسية في الجنوب. وأغلب ترسانة اليمن من الصواريخ، خصوصاً طويلة المدى، من الاتحاد السوفيتي الذي كان، قبيل انهياره، حليفاً رئيسياً لدولة اليمن الجنوبي التي توحدت مع الشمال في مايو 1990. وتسببت وضع منظومة الصواريخ أواخر العام الماضي بخلاف كبير بين نجل صالح (شمالي) والرئيس هادي الذي ينتمي الجنوب، الذي شهدت أكبر مدنه، وهي عدن، عصياناً مدنياً أمس الأربعاء استمر ساعات، استجابة لدعوة فصائل متشددة داخل المعارضة الانفصالية هناك. وقال سكان في عدن لـ «الاتحاد» إن قوات الأمن اليمنية أطلقت الرصاص الحي على محتجين انفصاليين حاولوا إغلاق الطرق الرئيسية في حيي «المعلا والمنصورة»، مؤكدين سقوط عدد من الجرحى برصاص الأمن. وأثار لجوء السلطات في عدن للقوة المسلحة في قمع الاحتجاجات الشبابية غضب ممثلي المعارضة الانفصالية المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيبحث على مدى 6 شهور، مشكلات رئيسية عالقة على رأسها المطالب الانفصالية في الجنوب. وهتف العشرات من ممثلي «الحراك الجنوبي» داخل قاعة مؤتمر الحوار «ثورة ثورة يا جنوب»، ما تسبب بإعاقة الجلسة الصباحية التي كان يرأسها نائب رئيس هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، أحمد بن فريد الصريمة، ممثل التيار الانفصالي في الحوار. وطالب عدد من ممثلي الحراك بإقالة محافظ عدن، وحيد رشيد، الذي يتهمونه بـ «التبعية» لحزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وتغيب الصريمة عن الجلسة المسائية التي ترأسها ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم الجنوب حتى 1990. وتمكن نعمان من احتواء غضب «الجنوبيين» الذين كانوا يطالبون بتعليق جلسات الحوار الوطني، وذلك بتكليف هيئة رئاسة المؤتمر بمهمة التفاوض مع الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن المطالب بإقالة محافظ عدن، وإطلاع أعضاء المؤتمر على نتائج المفاوضات السبت المقبل. وكانت جلستا الأربعاء، الصباحية والمسائية، خصصت لمناقشة تقريرين عن الموارد البشرية والمياه في اليمن، والاستماع إلى المداخلات من الأعضاء حولهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©