التصفيات الآسيوية لـ«المونديال» تجامل الشرق على حساب الغرب

على الرغم من أن روزنامة الاتحاد الآسيوي لتصفيات كأس العالم 2014، معروفة سلفاً، إلا أن الكثير من الاتحادات العربية، وخاصة الخليجية، بدت وكأنها استيقظت فجأة على إعلان الروزنامة، ليؤكد الكثيرون أنها جاءت مخيبة لآمال اتحادات غرب آسيا، خاصة دول الخليج، حيث رآها الكثيرون مجاملة لاتحادات شرق القارة على حساب الغرب، من حيث مستوى برمجة المباريات وتوزيع مواعيدها، بعد أن فرض الاتحاد القاري على منتخبات غرب آسيا خوض 15 مباراة من بين إجمالي 22 لقاء في برنامج تصفيات كأس العالم خلال فترة الصيف وبالتحديد بعد انتهاء الموسم الكروي، وفي المقابل تلعب منتخبات الشرق في مواعيد مثالية تزامنا مع سير مسابقاتها المحلية وفي طقس مواتية بالنسبة لها. وكانت بعض الاتحادات في غرب آسيا قد قامت بمخاطبة الاتحاد القاري، محتجة على الأجندة إلا أنها لم تلق آذانا صاغية، لتصبح الكلمة الأخيرة لشرق آسيا. وفي قراءة لأجندة التصفيات بعد جلاء «الضبابية» عنها، نجد أن الاتحاد الآسيوي وضع 68 % من مباريات التصفيات بين يونيو وسبتمبر، وأنه لم يكن عادلاً في توزيع المواعيد ولم يراع ظروف اتحادات غرب آسيا التي تنتهي أغلب مسابقاتها المحلية بداية يونيو وتستأنف في سبتمبر، وبالتالي تعتبر فترة الصيف إجازة للنشاط الرياضي، حيث يأخذ اللاعبون إجازاتهم السنوية قبل أن يخوضوا معسكرات خارجية استعدادا للموسم الجديد. كما يعتبر فصل الصيف غير مناسب لممارسة الكرة في الدول الخليجية نظرا لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، الأمر الذي يجعل مشاركتها في المسابقات الخارجية على درجة كبيرة من الصعوبة سواء لمنتخباتها أو لبقية المنتخبات الأخرى التي ستلعب في ملاعب خليجية. وما يزيد من صعوبة مهمة المنتخبات الخليجية في تصفيات المونديال أنها ستضطر إلى إقامة معسكرات خارجية ثم العودة إلى بلدانها لخوض مباريات والسفر مرة أخرى إلى دول شرق القارة للعب مباريات العودة، الأمر الذي يرهق اللاعبين وجبرهم على بذل جهد مضاعف حتى ينجحوا في مهمتهم. ويتضمن الدور الأول للتصفيات مباراتين يومي 29 يونيو و3 يوليو المقبلين وفي الدور الثاني نجد مباراتين يومي 23 و28 يوليو المقبل. وفي الدور الثالث نجد مباراتين أيضا يومي 2 سبتمبر و 6 سبتمبر المقبل، وفي الدور الرابع أيضا نجد مباريات أيام 3 يونيو و 8 يونيو 2012 و12 يوليو و 11 سبتمبر 2012 أما في سنة 2013 فنجد التصفيات تتضمن مباراتين في 4 و11 و18 يونيو 2013، كما يقام الملحق الآسيوي أيضا خلال الصيف وفي طقس حار، يومي 6 و10 سبتمبر 2013. ومن الملاحظ أيضا في الروزنامة المونديالية أن المباريات التي وضعها الاتحاد الآسيوي خلال فترة الصيف تشهد ضغطا زمنيا في مواعيدها حيث لا يتجاوز الفارق بين بعض اللقاءات سوى أربعة أيام فقط مثل جولتي الدور الثالث وذلك يومي 2 و6 سبتمبر المقبل، كما نجد ضغط المباريات يتكرر في مباراتي 23 و28 يوليو المقبل ضمن الدور التمهيدي وكذلك ثلاث جولات متتالية أيام 3 و8 و12 يونيو من العام المقبل و4 و11 و18 يونيو و6 و10 سبتمبر من عام 2013. ومن الصعوبات التي ستواجهها اتحادات غرب آسيا في تصفيات مونديال 2014 أيضا أن المرحلة الأخيرة منها تتداخل مع مواعيد تصفيات أمم آسيا عام 2013، حيث ستجد هذه المنتخبات نفسها مشتتة بين أكثر من استحقاق، خاصة أن تصفيات آسيا تبدأ في فبراير من نفس العام، وعلى العكس منها، ستكون دول غرب آسيا محظوظة لأن ثلاثة منتخبات ضمنت مسبقا عدم مشاركتها في تصفيات آسيا وهي اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى بطل كأس التحدي الذي سيقام قريبا، الأمر الذي يجعل تركيزها فقط منصباً على تصفيات المونديال ويمنحها الفترة الزمنية لتوزيع جهودها والاستعداد الجيد. ومما يزيد العبء على أغلب دول غرب القارة أن تصفيات المونديال تتزامن مع تصفيات أولمبياد لندن، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في سير التحضيرات والمشاركات، لا سيما أن معظم اللاعبين يشاركون للمنتخبين معا مما يشتت التركيز ويتسبب في إرهاق بدني. ودمج الاتحاد الآسيوي مواعيد التصفيات بشكل يدعو للقلق خاصة في شهر نوفمبر المقبل، حيث تلعب المنتخبات الأولمبية جولاتها يومي 11 و15 نوفمبر ثم تقام جولتين في تصفيات المونديال يومي 23 و27 من نفس الشهر. ومن علامات انحياز الاتحاد الآسيوي لدول الشرق في تصفيات المونديال أنها لن تلعب أية مباراة خلال فترة توقف دورياتها في ديسمبر ويناير وفبراير، الأمر الذي يجنبها إرهاق نهاية الموسم وتأثير ذلك على أداء اللاعبين، على عكس بقية المواعيد التي ستخوضها هذه المنتخبات مع سير مسابقاتها المحلية وفي أفضل الحالات البدنية للاعبين. تأتي مخاوف منتخبات غرب القارة، على الرغم من وجود القطري محمد بن همام على رأس الاتحاد الآسيوي والذي يمثل اتحادات غرب آسيا، رذ يؤكد المتابعون أنه لم يضع أية بصمة على الأجندة التي تم إعدادها بميول وأولويات شرق آسيوية واضحة من شأنها أن ترجح كفة منتخبات الشرق في مواجهة الغرب. عدنان حمد: توقيت التصفيات غير مناسب لنا بالمرة دبي (الاتحاد) - أكــد العراقــي عدنان حمد المديـر الفنـي للمنتخـب الأردني عدم مناسبة توقيت التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم لكافة المنتخبات بمنطقة غرب القارة أو التي اختيرت لتخوض المراحل الثانية والثالثة تحديدا، وشدد حمد على ضرورة أن يستوعب الاتحاد الآسيوي عدم مناسبة توقيت التصفيات لمنتخبات المنطقة، وقال: هذه التوقيتات غير مناسبة لنا بالمرة، ولا أدري لماذا لا يقسم “الآسيوي” المنتخبات لمناطق تدخل التصفيات الأولى فيما بينها ومن ثم يتم تسكين مجموعات على ألا تقام المباريات في فصل الصيف تحديدا كونه فترة الراحة لكثير من منتخبات القارة. وأشار حمد إلى تخوفه من الإصابات والإرهاق خصوصا للاعبي المنتخب الأولمبي الذين سيقع عليهم الاختيار للمنتخب، الذين لن يحصلوا تقريباً على أي راحة سلبية، وقال: حتى لو لم تحدث إصابات مع تصفيات فترة الصيف بالمرحلتين الثانية والثالثة فالأمر سيحدث بكل تأكيد في وقت لاحق لعدم حصول هؤلاء اللاعبين على أي راحة سلبية.