الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرق ألمانيا.. بوادر الانتعاش

7 ابريل 2014 23:20
ليون مانجاساريان «لايبزيج» منذ 25 عاماً، كانت مدينة «لايبزيج» مركز الاحتجاجات التي اندلعت عبر ألمانيا الشرقية الشيوعية، وتمكنت في نهاية الأمر من الإطاحة بنظام «إريش هونيكر» المتشدد ثم هدم جدار برلين. وفي ذلك الوقت، كان القليل من الناس يمتلكون سيارات «ترابانت». كما كانت هناك حقول من الألغام على حواف المدينة. وكان يخدم مطار الكتلة الشرقية شركة الطيران السوفييتية «إيرفلوت» وشركة الطيران الوطنية في ألمانيا الشرقية «إنترفلوج»، «لقد كانت المدينة متداعية وقاتمة»، حسبما قال «ديتمار بوس» أحد سكان «لايبزيج»، الذي شارك في احتجاجات 1989 المناهضة للشيوعية. وتابع «كانت كل الطرق محطمة باستثناء طريقين يستخدمهما (هونيكر) لإقامة معرضين تجاريين دوليين كل عام». وبعد مرور ربع قرن، أصبح مطار «لايبزيج» يعمل 24 ساعة يومياً كمركز أوروبي للرحلات العالمية لشركة البريد الألمانية «دويتشه بوست أو دي إتش إل» لنقل الطرود وخدمات الشحن الجوي. وفي شهر ديسمبر الماضي، قامت الشركة بتوسعة بقيمة 150 مليون يورو «206 مليون دولار» لمضاعفة خدمات المنشأة. وبالنسبة لثقافة السيارات، تعتبر «لايبزيج» حالياً هي موطن مصنع إنتاج «فولكس فاجن»، الذي ينتج السيارة «بورش كايين إس يو في» و«ماكان إس يو في» الجديدة. كما يوجد أيضاً مصنع لإنتاج أربعة طرازات لسيارات الـ«بي إم دبليو»، من بينها السيارات الكهربائية. وتمثل «لايبزيج» واحدة من قصص التجديد في شرق ألمانيا منذ إعادة توحيد الألمانيتين عام 1990. وهناك قصص أخرى في مدن «دريسدن» و«بوتسدام» و«جينا». ولم يكن تحول الشرق بالعملية السهلة، كما لم يكن أيضاً رخيصاً: فقد بلغ حجم الاستثمار العام في الشرق منذ 1990 حوالي 1?8 تريليون يورو - حوالي الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا وقت إعادة التوحيد، وفقاً لـ «يواكيم راجنيتز» العضو المنتدب بمعهد «إفو» للبحوث الاقتصادية بميونخ. وقال «فريدريك إيركسون»، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي ببروكسل، إن «الوحدة الألمانية تحولت لتصبح أفضل بكثير مما كان الناس يعتقدون. وفي 1990، ظن جميع خبراء الاقتصاد تقريباً أن الأمر سينتهي بمأساة». وبدلاً من ذلك، أصبح اقتصاد ألمانيا أكبر وأصح اقتصاد في أوروبا، ويساهم بنحو 25 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو. كما أنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 1?8 بالمائة هذا العام، و2 بالمائة عام 2015، وفقاً لتوقعات التقرير السنوي لوزارة الاقتصاد الصادر في 12 فبراير. أما معدل البطالة، الذي بلغ 6?8 بالمائة في فبراير وفقاً للمعدلات المعدلة موسمياً، فقد يهبط إلى هذا العام إلى المعدلات المسجلة بعد التوحيد. كما حققت ألمانيا توازنا في موازنتها لعام 2013، لأول مرة منذ إعادة التوحيد. «من دون جناحها الشرقي، لما كانت ألمانيا عاملًا قوياً في السياسة الأوروبية على مدى العقدين الماضيين» بحسب ما قال إيركسون. وقد خصصت ألمانيا 33?9 مليار يورو للبنية التحتية للنقل في الشرق، الذي يضم حالياً أفضل الطرق السريعة في هذا البلد المشهور بجنون السرعة. وأصبحت البنية التحتية في شرق ألمانيا من الحداثة، بحيث يطالب الغرب الألماني بمنح اهتمام مماثل للجسور والطرق والسكك الحديدية المتهالكة مقارنة بالشرق. وشرق ألمانيا لا يلحق بالركب اقتصادياً فقط. ولكن شعبها يدير الدولة. فقد نشأ كل من المستشارة «أنجيلا ميركل» والرئيس «يواخيم جاوك» في الشرق الشيوعي، حيث كانت ميركل تعمل بالفيزياء، بينما كان «جاوك» قسيساً منشقاً في الكنيسة اللوثرية. وقد أعيد انتخاب «ميركل» لفترة ولاية ثالثة في سبتمبر الماضي، وربما تكون ألمانيا على أعتاب طفرة نفطية في منطقتها الشرقية، حيث تعتزم شركة وسط أوروبا للبترول «سنترال يوروبيان بيتروليم» بدء الإنتاج في 2017 في ولايات «براندنبورج» و«مكلنبورغ فوربومرن». ومن المقرر أن تضخ عائدات أجهزة الحفر وتكاليف التشغيل والضرائب حوالي 27?6 مليار دولار في اقتصاد شرق ألمانيا خلال الـ25 سنة القادمة، وفقاً لبيانات شركة النفط. ولا يزال شرق ألمانيا يتخلف عن غربها في معظم المؤشرات الاقتصادية، فقد ارتفع معدل البطالة إلى 18?7 بالمائة عام 2005 و9?9 بالمائة في فبراير مقارنة بـ6 بالمائة في غرب ألمانيا، وفقاً لوكالة العمل الفيدرالية. كما يقدم الشرق، الذي يشكل 20 بالمائة من إجمالي سكان ألمانيا البالغ 81 مليون نسمة، 15 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. كما تبلغ الرواتب والأجور 70 - 80 بالمائة من تلك التي تقدم في ألمانيا الغربية. مثل هذه الصراعات تشير إلى أن 25 عاماً ليست بالوقت الطويل، لا سيما عند مقارنتها بـ45 عاماً من الحكم الشيوعي. «إن حكم الشيوعيين يعني أربعة عقود من الانفصال عن الاقتصاد العالمي»، وفقاً لما قال عمدة «دريسدن» للشؤون المالية. ولا تزال هناك مناطق في شرق ألمانيا تكافح اقتصاديا مثل ولايات «ساكسونيا أنهالت» و«مكلنبورج فوربومرن» و«براندنبورج»، فقد فشلت العديد من المشاريع التي تمولها الدولة في «براندنبورج»، بما في ذلك محاولة بناء مناطيد للنقل الجوي. هذا إلى جانب التأخير في إنشاء مطار برلين الجديد، الذي كان من المقرر افتتاحه في 2011، ويقال إن هناك إمكانية لافتتاحه في 2016. كما ارتفعت التكلفة المقررة للمشروع من 2?8 إلى حوالي 5 مليارات يورو. كما تعطل سير الحياة بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 70 عاماً، حيث رأى العديد منهم وظائفهم تختفي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©