الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحدد العرقي في الانتخابات الأفغانية

7 ابريل 2014 23:21
كيفن سيف كابول - أفغانستان بينما شُرع يوم الأحد الماضي في عد الأصوات المدلى بها في انتخابات الرئاسة الأفغانية، عبّر العديد من الناخبين عن أملهم في أن تكون البلاد قد بدأت تسير نحو عهد جديد تطبعه أول عملية ديمقراطية لنقل السلطة. غير أن النتائج الأولية في كابول تشير إلى القوة المستمرة لعامل العرق في السياسة الأفغانية. وكان المرشحون الرئاسيون قد حاولوا، خلال الحملة الانتخابية، تسويق أنفسهم كزعماء مرحلة ما بعد العرق، حيث روجوا للإصلاح السياسي والاقتصادي بدلاً من الطائفية التي غذت الحرب الأهلية خلال عقد التسعينيات. ويذكر هنا أنه في حال أفرزت الانتخابات نتيجة تعكس الانقسامات العرقية، فإن ذلك يمكن أن يعقّد تشكيل الحكومة المقبلة، حيث سيتطلب الأمر مفاوضات وتوافقات من أجل خلق ائتلاف ذي قاعدة واسعة. انتخابات السبت عرفت مشاركة كبيرة على نحو مفاجئ رغم تهديدات «طالبان» بعرقلة عملية الاقتراع. وقد أعلنت الحكومة عن مقتل 23 شخصاً على الأقل خلال يوم الاقتراع، واليوم الذي قبله، معظمهم من الجنود وضباط الشرطة. كما قتل ثلاثة أشخاص آخرين الأحد، من بينهم موظف انتخابي واحد على الأقل، في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق لدى مرور مركبة حكومية في إقليم قندز الشمالي، وفق المسؤولين الأفغان. غير أنه لم تسجل أي هجمات واسعة النطاق في كابول، كما أن حصيلة القتلى كانت أقل مما توقعه الكثيرون. وبينما كان يتم عد الأصوات، شرعت لجنة الشكاوى الانتخابية في البلاد في النظر في نحو ألف ادعاء رسمي بالتزوير. ويذكر هنا أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي جرت في 2009، كانت قد شابتها عدد من الخروقات؛ وكان الكثير من الأفغان قد أشاروا بأصابع الاتهام إلى موظفي الانتخابات الذين يعتقد أنهم كانوا يتصرفون على أساس الولاءات القبلية أو العرقية. وما زالت لدى الأفغان ذكريات قوية عن الحرب الوحشية التي كانت مستعرة بين مليشيات مشكلة على أساس الانتماء العرقي، حرب أسفرت عن قتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتدمير أجزاء كبيرة من العاصمة. واليوم وبعد ثمانية عشر عاماً على انتهائها، تقلصت التوترات بين تلك المجموعات. ويوم السبت الماضي، تم الاحتفال بالانتخابات الرئاسية في العديد من الأوساط باعتبارها لحظة وطنية ومعارضة جماعية لـ«طالبان»، ولكن كابول ما زالت منقسمة إلى أحياء تعكس أكبر المجموعات العرقية في البلاد. وعلى سبيل المثال، ففي عدد من الأحياء ذات الأغلبية الطاجيكية، كان المرشح الرئاسي المنتمي إلى الطاجيك، عبدالله عبدالله، هو الفائز الأبرز استناداً إلى النتائج الأولية، حيث حصل على 75 في المئة من الأصوات، وذلك من مجموع حوالي 3 آلاف صوت أدلي بها في أربعة مكاتب اقتراع. ثم جاء أشرف غاني، وهو من البشتون، التي يُعتقد أنها أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، في المرتبة الثانية من حيث الأصوات حيث حصل على نحو 18 في المئة. وفي عدد من أحياء البشتون، جاءت النتائج معكوسة، حيث حصل «غاني» على نحو ثلاثة أرباع الأصوات. أما في أحياء مجموعة الهزارة، فقد كان عبدالله هو الفائز الأكبر. والفضل في ذلك يعود إلى رفيقه في السباق المرشح لمنصب نائب الرئيس، محمد محقق، وهو زعيم حرب من الهزارة. وفي هذا السياق، يقول محرم علي، 48 عاماً، وهو ينتمي إلى مجموعة الهزارة: «لقد صوت شعبنا كله لعبدالله بسبب محقق»، مضيفاً «إننا نريد تغييراً في الزعامة من البشتون إلى الطاجيك - وبعد ذلك، سيحين دورنا». النتائج تستند إلى جزء صغير من النتائج الأولية، ولكنها ترسم صورة اتجاه عام من المتوقع أن يظهر عبر أرجاء البلاد في وقت يتم فيه عد الأصوات خلال الأسابيع المقبلة. وتقدر اللجنة الانتخابية الأفغانية أن نحو 7 ملايين صوت قد تم الإدلاء بها في هذه الانتخابات. وتعتبر كابول موطناً لسدس سكان أفغانستان، ولكنها يمكن أن تمثل نسبة أكبر من الناخبين بسبب المشاركة المتدنية في المناطق الريفية التي تبتلي بهجمات «طالبان»، ويتعين على المرشح أن يحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى حتى يتجنب جولة الإعادة التي ستجرى لاحقا هذا الربيع أو في الصيف. ويقول «ننجوالله»، وهو من سكان حي أرزان كيمات في كابول، حيث ينتمي 90 في المئة من السكان إلى مجموعة البشتون، حيث حصل غاني على أغلبية من الأصوات: «إن البشتون يصوتون لصالح البشتون». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©