عواصم (وكالات) - هزم ماكي سال منافسه عبدالله واد وفاز برئاسة السنغال في الدورة الثانية للانتخابات التي جرت امس الأول، وسط ترحيب أفريقي أوروبي بالانتقال السلمي للسلطة، واعتباره نموذجا يحتذى به في القارة الافريقية.
وعمت الاحتفالات السنغال بعد الانتخابات التي أنهت حكم واد وبددت المخاوف من احتمال حصول فوضى سياسية. وقال سال بعدما اتضحت النتائج التي أظهرت فوزه “اليوم يبدأ عصر جديد في السنغال”، وأضاف “أن حجم هذا الفوز الذي كاد يكون إجماعا، دليل على مدى تطلعات الشعب وسنعمل سويا على تحقيقها”، وأضاف “ان الرابح الفعلي هو الشعب السنغالي وسأكون رئيسا لكل السنغاليين”.
وأشارت التقديرات الرسمية الى أن سال رئيس الوزراء السابق نال حوالى 70% من الأصوات. واعترف الرئيس المنتهية ولايته سريعا بالنتائج، وهو ما اثار ارتياحا كبيرا في البلاد بعد أعمال العنف الدامية التي وقعت في فبراير على خلفية ترشحه مرة جديدة بعد انتخابه في 2000 وإعادة انتخابه في 2007.
وقال واد في بيان نشره القصر الرئاسي “أيها المواطنون وبعد انتخابات الدورة الثانية الأحد فإن النتائج الحالية تشير الى فوز ماكي سال”. وأضاف “كما تعهدت بذلك اتصلت به منذ ليل 25 مارس هاتفيا لأهنئه..لقد توجهتم بأعداد كبيرة الى صناديق الاقتراع وتم التصويت بحرية وهدوء واطمئنان، وأنا اهنئكم جميعا على الدور الذي لعبه كل منكم في هذه العملية”.
واشارت الرئاسة الى الاتصال بين واد وسال مؤكدة بذلك المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية. وعلق رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة المكلفة مراقبة الانتخابات بالقول “انه دليل جديد على مدى النضوج لدى الشعب والطبقة السياسية”. بينما احتفل الاف الأشخاص امام مقر حملة سال في دكار بالفوز وهم يرقصون ويهتفون “ماكي رئيسا” و”لقد نجحنا هذه المرة”.
الى ذلك، أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالانتخابات الرئاسية في السنغال، معتبرا أنها خبر سار لأفريقيا بشكل عام وللسنغال بشكل خاص. وقال “إن السنغال بلد مهم في افريقيا وهو مثال للديموقراطية ولا بد من تهنئة واد وسال على حسن سير الاقتراع”. وختم قائلا “عندما نرى ما يحصل في مالي فان هذا الاقتراع يشكل دافعا للأمل لكل افريقيا”. كما أكدت الحكومة الألمانية ان هذه الانتخابات الحرة والنزيهة وكذلك الاعتراف بالنتيجة من قبل كل المرشحين يدل على النضج الديموقراطي للبلاد.
ورحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال واعتبرها انتصارا كبيرا للديموقراطية في السنغال وافريقيا. وقال مايكل مان الناطق باسم مسؤولة الشؤون الخارجية كاثرين اشتون أمام الصحفيين “انه انتصار كبير للديموقراطية في السنغال وافريقيا..ان السنغال تشكل نموذجا جيدا لأفريقيا”، وأضاف “نحن نحيي السنغاليين الذين توجهوا للتصويت بهدوء، ونشيد بروحهم الديموقراطية”.
واعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ في بيان أن الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال ونقل السلطة السلمي الذي اعقبها يشرفان ليس فقط هذا البلد بل أيضا القارة الافريقية بكاملها. ورحب بالتنظيم الناجح للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية”. كما هنأ الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان ماكي سال على فوزه وأشاد بنضج الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد الذي اقر بهزيمته ما يدل على متانة الديموقراطية في هذا البلد.
وهنأ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص في غرب افريقيا سعيد جينيت الشعب السنغالي على الانتصار الرائع الذي قدمه للديموقراطية، وأضاف “أن هذا الانتقال السلمي يجب ان يكون مصدر إلهام في غرب افريقيا وفي القارة الافريقية”. واعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الانتخابات تشير الى انتقال للسلطة يدل على النضج السياسي الكبير للشعب السنغالي، كما يكرس الديموقراطية والتعددية السياسية.
عدد اليوم
