الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: رسالة إيران إلى «الذرية» غير كافية

واشنطن: رسالة إيران إلى «الذرية» غير كافية
26 مايو 2010 00:15
اتجهت الولايات المتحدة أمس نحو رفض رسالة إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأول حول صفقة تبادل اليورانيوم ضعيف التخصيب بالوقود النووي بوساطة تركيا والبرازيل، معتبرة أنها “خدعة” تستهدف تجنب تشديد العقوبات الدولية عليها وغير كافية لتلبية المطالب الدولية بل فيها ثغرات ونواقص. وفيما رأت بريطانيا أن الوقت قد حان لتشديد الضغط على إيران، جددت الصين مطالبتها باستنفاد الجهود الدبلوماسية لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني قبل اتخاذ أي خطوة أُخرى. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للصحفيين في بكين بعد اختتام الحوار السنوي بين بلادها والصين “ناقشنا مطولاً الثغرات والنواقص في الاقتراح الأخير الذي طرحته إيران في رسالتها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. فالرسالة تحتوي على عدد من الثغرات بشكل لا يستجيب لمخاوف المجتمع الدولي”. وأضافت أنها بحثت مع كبار المسؤولين الصينيين ملاحق لمشروع قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. وأوضحت “أجرينا مناقشات بناءة بشأن استكمال الملاحق والمضي قدماً إلى مجلس الأمن ومعنا القرار والملاحق”. وأشارت هيلاري كلينتون إلى إعلان إيران أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بعد توقيع الاتفاق بشأن تحويل اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران، مع تركيا والبرازيل مؤخراً. وقالت إن الاتفاق “حيلة مكشوفة لتجنب إجراءات مجلس الأمن”. في الوقت نفسه، لوحت بريطانيا وألمانيا لإيران بتشديد العقوبات ما لم تغير سياستها. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال كلمة ألقاها في البرلمان البريطاني “على مدى الأعوام الستة الماضية، اتبعنا سياسة مزدوجة المسارات (إزاء إيران) تعرض إقامة اتصالات مع الاستعداد لممارسة الضغط” وأضاف “أعتقد أن الوقت قد حان لزيادة هذه الضغوط والإطار الزمني قصير ولدينا هدف واضح هو العمل على فرض عقوبات دولية وأوروبية أشد على إيران”. وأوضح “هناك مجالات مختلفة يتعين تغطيتها بما في ذلك التمويل التجاري وتجميد الأصول والتحرك ضد البنوك التي لديها أموال تخص النظام الإيراني”. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريح صحفي بمناسبة جولتها في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والبحرين “إن هذه الدول “تلعب دوراً مهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط وفي التعامل مع إيران”. وأضافت أن دول الخليج “لديها مصلحة كبيرة في التوصل إلى حل سلمي في الشرق الأوسط وفي ألا تسعى إيران إلى الحصول على السلاح النووي”. وأوضحت “هناك قدر كبير من الفزع بين السكان هنا. من الواضح أن الناس يريدون ألا تسعى إيران إلى امتلاك أسلحة نووية”. وقال وزير الدولة للشؤون الاقتصادية الألماني برند بفافنباخ إن الموضوع الإيراني يحتل حيزاً مهماً من محادثات ميركل خلال جولتها في دول الخليج. وأضاف” نأمل في أن تغير إيران سياستها وإذا لم تفعل ذلك، فسندعم فرض العقوبات، التي سيقررها مجلس الأمن الدولي عليها”. من جانبها، رأت الصين أنه يجب استمرار الجهود الدبلوماسية لإغلاق الملف النووي الإيراني، بينما يجري التشاور حول مشروع قرار العقوبات الجديدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو لصحفيين في بكين “إن المشاورات في مجلس الأمن الدولي حول المسألة النووية الايرانية لا تعني انتهاء الجهود الدبلوماسية”. وأعلنت فرنسا أنها تدرس رسالة إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أبلغتها فيها باتفاقها مع تركيا والبرازيل وستشاور الولايات المتحدة وروسيا حول الرد المناسب عليها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار نافارو في مؤتمر صحفي في باريس “تلقينا نسخة من الرسالة وسنتباحث مع روسيا والولايات المتحدة لإعطاء رد منسق”. وأعلن قصر الإليزيه في بيان رسمي أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بحثا خلالها الاتفاق التركي البرازيلي الإيراني. وقال إنه شكر تركيا على جهودها، لكنه طالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. وذكرت الحكومة التركية في بيان مماثل أن أردوجان حاول إقناع ساركوزي بدعم الاتفاق. وقالت”إن رد مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) حتى الآن مهم للغاية. ننتظر من فرنسا، بصفتها عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي أن تدعم هذا الاتفاق وتطبقه”. في المقابل، هددت إيران بإعادة النظر في الاتفاق إذا قررت الدول الست الكبرى المعنية بحل المسألة “مجموعة خمسة زائد واحد” فرض مزيد من العقوبات عليها. وقال سفيرها لدى روسيا محمود رضا سجادي خلال تصريح صحفي في موسكو “اذا فُرضت عقوبات جديدة، سيكون واضحاً للشعب الإيراني أن مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) تخفي نوايا شريرة وتسعى من أجل أهداف سياسية وهذا سيجبرنا على إعادة النظر في اتفاق طهران” وتابع “بعد كل هذه الوساطة من جانب البرازيل وتركيا ودول أخرى، نعتقد أنه من غير المنطقي الحديث عن عقوبات جديدة”. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي لصحفيين في طهران “إن أميركا توقعت عدم اتفاق البرازيل وتركيا وإيران ولكنها فوجئت بالاتفاق وهذا هو سبب رد فعلها غير المدروس”. وأضاف “لقد وضعت الدول الغربية، لاسيما أميركا، خططاً سياسية لنفسها وكانت تعمل على بلورة إجماع دولي ضد ايران”. من جانب آخر، رأى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أن الاتفاق قد يفتح الباب لمزيد من التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال خلال مؤتمر صحفي في نيويورك “إذا تم قبوله وتنفيذه، فيمكن أن يكون خطوة مهمة لبناء الثقة ويفتح الباب للتوصل إلى حل تفاوضي للقضية النووية الإيرانية”. وأضاف “دعوني أشدد مرة أخرى على أهمية تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وامتثالها التام لقرارات مجلس الأمن”. وصرح دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة، فضل عدم كشف هويته أن الاتفاق غير ممكن التنفيذ لأن المدة المحددة لذلك قصيرة جداً. وقال “هو فنياً غير قابل للتنفيذ. يريد الإيرانيون إنتاج الوقود خلال عام واحد ولكن الأمر يتطلب على الأقل سنة ونصف السنة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©