أول اعتذار بابوي علني عن تحرشات الكهنة بالأطفال

قدم البابا بنديكت السادس عشر للمرة الأولى أمس في سيدني اعتذارا علنيا عن التجاوزات الجنسية التي ارتكبها كهنة، محققا بذلك خطوة جديدة على طريق الاهتمام بهذه الفضيحة التي لطخت سمعة الكنيسة الكاثوليكية في بلدان عدة· وأعرب البابا عن ''أسفه العميق للمعاناة التي قاساها الضحايا'' في استراليا، مؤكدا انه ''يشاطرهم آلامهم''، ومشددا على ان المرتكبين يجب ان ''يحالوا إلى القضاء''· وهذه أول مرة يقدم فيها رأس الكنيسة الكاثوليكية اعتذارا على هذا القدر من الصراحة· ففي زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة في أبريل الماضي وقف اعتذار بنديكت في الموضوع عينه، عند حد الاعراب عن شعوره ''بالعار'' وهو تعبير كرره في سيدني أمس· كما التقى البابا على انفراد عددا من الضحايا· وقدم البابا اعتذاره هذا خلال قداس حضره صباح أمس الأساقفة وطلبة المدارس الاكليريكية الاستراليون في اطار مشاركته في الأيام العالمية للشباب التي تستضيفها سيدني هذا العام· وقال البابا خلال عظته في القداس ''أرغب في التوقف قليلا لكي أعترف بالعار الذي شعرنا به جميعا على إثر التجاوزات الجنسية على القاصرين من جانب بعض الكهنة ورجال الدين في هذا البلد''· وأضاف ''أشعر فعلا بالأسف العميق للمعاناة التي قاساها الضحايا وأؤكد لهم بصفتي الرسولية أنني أشاطرهم آلامهم''· وأضاف البابا عبارة ''ديبلي سوري'' بالإنجليزية على النص الذي كان وزع مسبقا على وسائل الاعلام، وتعني الاعتذار الذي طالب به بعض الضحايا· ولكن مجموعة استرالية للدفاع عن حقوق الضحايا وذويهم لم يرضها هذا الاعتذار· وقال كريس ماكايزاك المتحدث باسم منظمة ''بروكن رايتس'' إن ''الاعتذار يمكن ان يشكل بداية ولكننا نريد المزيد''، مؤكدا أن هذا الاعتذار كان يجب ان يعلنه البابا ''في كاتدرائية مكتظة بالضحايا''· كما اعتبر ذوو طفلتين تعرضتا لاعتداء جنسي من أحد كهنة ملبورن أن اعتذار البابا ''مخيب للآمال''·